درس خصوصى مجانا فى القانون

أسفل عبارة "أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصا لجمهورية مصر العربية" يجلس "أمجد عابد" المستشار المشرف على إحدى اللجان الانتخابية بحي المطرية، متخذا من ذلك القسم المعلق أعلى كل "سبورة" فى مصر، منهجا له. أمامه كراسة خصصتها اللجنة العليا للانتخابات، لإرشاد المواطنين أثناء عملية التصويت، في صفحتها رقم 9 المفتوحة امامه بالبند الخامس عبارة توصى بغمس سبابة اليد اليمنى فى الحبر الفسفورى، "أهو أى صباع وخلاص" يعترض بها أحد الناخبين فيما يصحح له "حقك إنك تعرف القانون وتلتزم به كمان" فيشكره الناخب. حوائط فصل 2/1 -الموجود به اللجنة- مليئة بالعمليات الحسابية والأناشيد التى دونها الأطفال كنشاط مدرسى، زاحمتها تنبيهات المستشار "ممنوع تصوير ورقة الانتخاب حتى لا تتعرض للمسائلة القانونية" التي خطها على الساتر الخاص بالتصويت محذرا الناخبين من استخدام تليفوناتهم المحمولة أثناء الانتخاب، "ده ممكن يبقى إثبات رشوة انتخابية زى الورقة الدوارة" يقولها "عابد" أثناء تحريره محضرا بخصوص تلك الواقعة. لا يجد الشاب الثلاثيني الذى يعمل رئيسا للنيابة الإدارية بالعاشر من رمضان، غضاضة فى اعتراض بعض المواطنين عليه "لو الإهانة أو الاعتداء لشخصى بسامح فيه.. لكن حق الدولة مفيهوش هزار"، ويسخر من بعض ردود أفعال بعض المواطنين، ويتذكر قول احدهم "مين يثبت إن اللى انت بتقوله ده قانونى". فى أوقات الراحة يدخل فى مناقشات مع مندوبى المرشحين حول حكم الدستورية وتفاصيل محكمة القرن. وعلاقته بالمندوبين والموظفين رائعة "يا ريت كل القضاة زيه.. دة شخص ممتاز" يقولها محمود تونسى مندوب الدكتور محمد مرسى الذى رافقه من الجولة الأولى، "مبدأه كل معضلة لها حل" فمشاركته فى أكثر من 30 انتخابات بين برلمانية ورئاسية ونقابية جعلته أكثر خبرة فى التعامل مع المواطنين.