"الطبشور والسبورة".. أسلحة المتطوعات لمحاربة "الأمية"
صورة أرشيفية
داخل إحدى فصول محو الأمية، تقف فتاة أمام "السبورة" لتعلم كبار السن القراءة والكتابة دون مقابل مادي.. مشهد يتكرر كثيرًا في الجمعيات الخيرية بمصر، حيث تتطوع الكثير من الفتيات في نشاط محو الأمية.
واقتربت "الوطن" من مجموعة من المتطوعات للتعرف على حكاياتهن مع كبار السن الراغبين في التعلم.
"ابني وحشني ونفسي أقرأ له سورة يس عشان تنور قبره ومش عارفة".. كلمات سمعتها "مروة سيد" من جارتها التي لا تجيد القراءة والكتابة، ما دفع صاحبة الـ23 عامًا للتفكير في الانضمام كمتطوعة بمبادرة لمحو الأمية في العام 2013، حتى أصبحت نائب مسؤول نشاط محو الأمية في عدة مناطق بالجيزة، بعد أن كانت ترفض الانضمام إلى أي نشاط تطوعي.
أما "زينب محمود"، تؤكد أنها مستمرة في العمل بمحو أمية السيدات، كي يصبحن قادرات على قراءة القرآن، ويستطعن فهم الكلمات التي تقع عليها أعينهن، تقول: "كلما فتر حماسي لتعليم كبار السن، أتذكر قصص السيدات اللاتي حاربن ظروفهن لمحو أميتهن".
تقول زينب، إن إحدى السيدات أصرت على تعلم الأبجدية للتخلص من عدم قدرتها على "عد الفلوس" التي يرسلها لها زوجها من "الإمارات"، فضلا عن عجزها عن قراءة "خطاباته"، لذلك تلجأ إلى جارتها المتعلمة، التي عرفت كل تفاصيل حياتها.
وفي إحدى المرات، استغلت جارتها أُميتها، لتخبرها بإرسال زوجها "حِوالة قليلة"، لتكتشف السيدة خداع جارتها بعدما تواصلت مع زوجها، ومنذ ذلك الحين قررت الذهاب لأقرب فصل محو أمية.
ولم تتخيل "مهجة محمد" أن التطوع في نشاط محو الأمية، سيجعلها تتعرف على زوجها الحالي، الذي شاركها في تعليم العديد من السيدات، ففي العام 2012 تطوعت في أقرب جمعية خيرية، بعدما شعرت الملل وعدم الإنجاز يسيطران على حياتها.
وتقول مهجة، صاحبة الـ25 عامًا: "منذ مشاركتي في فصول مع الأمية، وأنا اكتسب العديد من المهارات مثل العرض والتقديم، فضلا عن تعرفي على زوج صالح يتقي الله، ويساعد الآخرين دون مقابل".
التدريس في فصول محو الأمية، كان طريق "أمنية عوض" للتخلص من الخجل، فالوقوف أمام كُبار السن لتعليمهم يحتاج "جرأة"، ما أجبرها على التحول إلى شخصية اجتماعية لتكسر الحواجز بينها وبينهم، وبذلك تكون مهمة تعليمهم "أسهل".