الضعف الجنسى عند المرأة
صورة أرشيفية
معظم الحديث، بل كل الحديث، يدور حول الضعف الجنسى عند الرجل والمشكلات الجنسية التى يتعرّض لها، مثل ضعف الانتصاب أو عدم القدرة على الانتصاب وسرعة القذف، وكأن الدنيا ليس بها مشكلات جنسية إلا عند الرجل.
والحقيقة أن هذا غير صحيح لأن المرأة لديها مشكلات جنسية أيضاً كثيرة ومتنوعة وتظهر أو ترتبط هذه المشكلات الجنسية طبقاً للمرحلة التى تحدث فيها، فإذا فرضنا أن العملية الجنسية بالنسبة للمرأة هى عبارة عن دائرة أو حلقة مغلقة، فإن هذه الدائرة تبدأ: 1 - الرغبة.
2 - الإثارة والجماع (مرحلة الاستجابة).
3 - ثم أخيراً، قمة الشهوة الجنسية (الشبق).
وهنا قد تنتهى العملية، ولكن فى بعض السيدات يمكن أن تبدأ من جديد وتستمر للحصول على قمة شهوة جنسية (الشبق) أخرى وأخرى، وذلك بعكس الرجل الذى تنتهى تماماً العملية الجنسية عنده بالقذف وقمة الشهوة الجنسية، ثم تحدث فترة سكون تام، وطبقاً لمراحل العملية الجنسية الحلقية أو الدائرية بالنسبة للمرأة، فإنه يمكن تقسيم أنواع الضعف الجنسى عند المرأة إلى:
1 - ضعف الرغبة الجنسية (البرود الجنسى).
2 - عدم الاستجابة، أو التفاعل أثناء الجماع.
3 - عدم الوصول إلى قمة اللذة والشهوة الجنسية (الشبق).
4 - مشكلات تتعلق بالإحساس بالألم عند المرأة أثناء أو قبل أو بعد الجماع.
إن تعرُّض المرأة أو شعورها بأى حالة من الحالات الأربع السابقة يُطلق عليه الضعف الجنسى عند المرأة.
وقبل أن نبدأ تفاصيل وأسباب هذه المشكلات الجنسية، فلابد لنا أن نتساءل هل يتناسب حجم مشكلة الضعف الجنسى عند المرأة وكل الكلام والحديث عن الضعف الجنسى عند الرجل؟ إن الإجابة عن هذا السؤال تفاجئنا، حيث إن ثلث النساء فى المرحلة العمرية من عشرين عاماً إلى أربعين عاماً يعانين من مشكلات الضعف الجنسى، وبعد سن الأربعين نجد أن نصف النساء يعانين من مشكلات جنسية، وفى دراسة أخرى فى أمريكا نجد (43%) من النساء يعانين من مشكلات الضعف الجنسى، فكما نرى أن حجم المشكلة كبير، ولكن الصمت والسكوت الذى لا يعبّر عن الرضا ودفن الرؤوس فى الرمال هو الذى أوصل هذه المشكلة إلى الدفن وعدم ظهورها على السطح حتى يمكن علاجها.
إن الضعف الجنسى عند المرأة يمكن تقسيمه إلى أربعة أنواع من الضعف:
1 - البرود الجنسى، أو ضعف الرغبة وعدم وجود خيالات جنسية، بمعنى أنه لا يخطر على بالها موضوع الجنس أو مجرد التفكير فى الدخول أو استقبال علاقة جنسية، ويصاحب هذا الشعور بعدم الرغبة ضيق نفسى واكتئاب.
إن البرود الجنسى نوعان:
أ - نوع بسيط يمكن معه للمرأة إذا دخلت فى علاقة جنسية ألا تمانع، وقد تتفاعل معها أو لا تتفاعل ولا تستجيب، وترجع أسباب هذه الحالة إلى التقدُّم فى العمر والاكتئاب والقلق وبعض علاجات الاكتئاب والإجهاد، وقد تحدث أثناء الحمل، وفى بعض حالات مرضى السكر والعلاقة السيئة بين الزوجين، وعند تعرُّض المرأة لبعض الجراحات مثل إزالة الرحم والمبايض، وكذلك فى حالات نقص هرمونى الأنوثة والذكورة.
ب - البرود الجنسى الشديد، لدرجة الكراهية المرضية الشديدة، وفيه نجد أن المرأة المصابة به تصاب بالتوتر العصبى الذى يصاحبه ترجيع لمجرد أن يخطر على بالها أو يذكّرها أحد بالجنس، وهذا يجعلها تتجنّب مجرد التفكير فى الجنس والثورة العنيفة والمقاومة الشديدة لمجرد لمسها جنسياً، وتصاب المرأة بهذه الحالة العنيفة من البغض للجنس فى حالة تعرُّضها للاغتصاب أو الإيذاء النفسى بسبب الجنس فى مرحلة من مراحل حياتها.
2 - عدم الاستجابة أو التفاعل أثناء الجماع، وهى تعادل عدم القدرة على الانتصاب عند الرجل: وتعرّف هذه الحالة على أنها عدم القدرة على الاستجابة أو المحافظة على استمرار هذه الاستجابة للجماع والإثارة الجنسية أثناء الممارسة، وتظهر عدم الاستجابة هذه فى عدم حدوث ما هو مفترض أن يحدث أثناءها، مثل وجود إفرازات فى المهبل لتسهيل عملية الجماع:
- استطالة قناة المهبل واتساعه.
- انتفاخ وتورّم الشفرين الكبيرين.
- تمدد واحمرار الشفرين الصغيرين.
- زيادة حساسية المهبل والشفرين وحلمة الثدى للملامسة.
وترجع أسباب هذه الحالة إلى أسباب نفسية كوجود ضغط نفسى على الزوجة أو وجود مشكلات وتوتر فى العلاقة بينها وبين زوجها.
ومن الأسباب الطبية نقص هرمون الأنوثة أو الذكورة وهناك أسباب تتعلق بالجهاز التناسلى من حيث الأوعية الدموية والأعصاب المغذية له.
3 - عدم الوصول إلى الشبق (قمة الشهوة الجنسية): وهنا لا تستطيع المرأة أن تصل إلى الشبق حتى لو كانت الممارسة والجماع بقدر كافٍ ويؤدى إلى شبق وشهوة جنسية فى الظروف الطبيعية، ويرجع ذلك إلى أسباب نفسية أو طبية مثل التهاب الأعصاب الذى يصاحب بعض مرضى السكر.
وكذلك بعض الأمراض العصبية مثل التصلب المتعدد المنتشر فى الجهاز العصبى، وكذلك حالات تشوّه الجهاز التناسلى الخارجى، كما يحدث فى عملية الطهارة (الجائرة).
4 - مشكلات تتعلق بالإحساس بالألم أثناء أو قبل الجماع: وهى تنقسم إلى نوعين:
أ - ألم الجماع.
ب - التقلص المهبلى العصبى.
أ - ألم الجماع، هو ألم يحدث ويتكرر ومستمر فى المهبل والجهاز التناسلى، قد يحدث قبل أو أثناء أو بعد انتهاء الجماع، ولا يكون السبب فيه نقص الإفرازات المهبلية، ويتبع تكرار هذا الألم تجنُّب العملية الجنسية.
ب - التقلص المهبلى العصبى، وفى هذه الحالة لا تسمح المرأة المريضة به، بدخول أى شىء إلى المهبل، مثل العضو الذكرى أثناء الجماع أو الفحص المهبلى بواسطة الطبيب أو حتى إدخال لبوس مهبلى، فنجدها عندما تشعر بأى شىء يقترب من فتحة المهبل يحدث لها انقباضات لا إرادية فى عضلات الحوض المحيطة بفتحة المهبل، وكذلك عضلات الساقين، وبهذا لا يمكن لأى أحد أن يصل إلى فتحة المهبل، وقد رأيت بعضاً من هذه الحالات النادرة وترتب عليها إما أن يحدث الطلاق وإما أن الزوج يكتفى بممارسة الجنس من الخارج، ولسنوات طويلة، حتى يأتى الوقت الذى يريدان فيه أطفال، وهنا يتم توجيههما إلى عمل الحقن المجهرى، للحصول على أطفال.
كما رأينا أن الضعف الجنسى عند المرأة متعدّد الصور ومنتشر، فكما ذكرنا أن من ثلث إلى نصف النساء يعانين من ضعف جنسى بأى صورة من الصور سابقة الذكر.
وحال المرأة التى تعانى من الضعف الجنسى شديد البؤس، فهى مضطربة غير سعيدة، ومنهن من تفقد الثقة بالنفس ولا تهتم بصحتها ومظهرها، فى المقابل فإن المرأة السعيدة جنسياً نجدها:
1 - أنها دائماً تُحسن من صورتها لنفسها وتعظم ثقتها بنفسها.
2 - تحرص دائماً على تحسين العلاقة والمودة بينها وبين زوجها.
3 - تحرص على الاهتمام بنفسها ولبسها وصحتها.
4 - تشعر بأنها تعيش حياة سعيدة.