المتفائلون بمهلة الـ6 شهور: «الرئيس لما يوعد يبقى هيوفّى.. وموعدنا فى شهر رمضان الجاى»

كتب: عبدالله عويس

المتفائلون بمهلة الـ6 شهور: «الرئيس لما يوعد يبقى هيوفّى.. وموعدنا فى شهر رمضان الجاى»

المتفائلون بمهلة الـ6 شهور: «الرئيس لما يوعد يبقى هيوفّى.. وموعدنا فى شهر رمضان الجاى»

مواعيد وتوقيتات خرجت على لسان الرئيس عبدالفتاح السيسى الفترة الماضية، اختلفت فى مضمونها وموضوعاتها بين مشاريع قومية وأزمات اقتصادية وأمنية، واختلاف فى المدة الزمنية المحددة بدءاً من الساعة إلى السنة، تقع جميعها على أذن المواطن الذى يترقب انتهاء المدة للخروج من أزمة أو انتهاء مشروع، بعضها تحقق وأخرى لا تزال قيد التحقيق.

فى الاحتفال بعيد الفلاح 2014 قال الرئيس السيسى موجهاً حديثه للمصريين: «اصبروا عليا سنتين واشتغلوا معايا»، ليتحول التوقيت إلى بارقة أمل ينتظرها المواطن المصرى، كذلك كان الأمر حين تحدث الرئيس عن حفر قناة السويس فى سنة واحدة بدلاً من 3 سنوات وهو ما حدث، وفى افتتاح مشروع غيط العنب الحضارى فى سبتمبر الماضى طرح الرئيس توقيتاً له بعد أمنى: «الجيش يقدر يفرد مصر كلها فى 6 ساعات»، وبعد مرور 3 أشهر وفى افتتاح عدة مشاريع بالإسماعيلية وبورسعيد طرح الرئيس توقيتاً آخر حين قال: «من فضلكم اقفوا جنب بلدكم مصر 6 شهور فقط»، فى اليوم نفسه طرح الرئيس موعداً آخر، قال فيه إن مصر ستحتفل فى منتصف 2017 بمحافظة بورسعيد كأول محافظة قضت على العشوائيات.

{long_qoute_1}

استمع أحمد إيهاب، الطالب بكلية التجارة، لمواعيد الرئيس التى طرحها فى أكثر من سياق، يعتبرها كلها مجرد ضمانات يقدمها الرئيس: «لما يكون فيه موعد يلزم به نفسه يبقى بيقولنا اطمنوا، وده معناه إن فيه شغل حقيقى بيتم مش مجرد وعود فى الهوا»، موعد آخر ينتظر الشاب الجامعى من الرئيس الحديث عنه: «نفسى يدينا موعد لانتهاء كبوة ارتفاع الأسعار اللى كلنا عايشين فيها». الأمنية نفسها جرت على لسان زميله سيد إبراهيم، طالب التربية الذى تسمّر أمام كلمة الرئيس خلال افتتاح مشروعات بورسعيد والإسماعيلية، منتظراً أى إشارة تتحدث عن كارثة الأسعار، معتبراً أن «الرئيس بيحط الحكومة قدام الشعب وبيقولهم اشتغلوا عشان الناس منتظرة منكم حل بعد توقيت معين، وعشان كده كل واحد هيشوف دوره».

داخل منزلها استقرت ناهد حجاج أمام شاشة التلفاز لمتابعة كلمة الرئيس، حتى إذا ما تحدث عن الظروف الصعبة التى تمر بها الدولة وتحمل المصريون لها انتبهت: «احترمت جداً شكره للشعب ومعرفته بأن الناس عندها مشاكل، وبعتقد إن بعد الفترة اللى حددها آثار الجهد اللى بتبذله الدولة وتحمل المواطنين هيكون ليها أثر وهتعود بالخير»، تتذكر السيدة الستينية ما عاشته أيام الرئيس السادات والأوضاع الاقتصادية المتعثرة فى بعض الفترات، مشيرة إلى أن المجتمع كله فى ذلك التوقيت كان يعانى من غياب بعض السلع وارتفاع أسعارها: «مكناش بناكل لحمة ولا فراخ عشان عارفين ظروف بلدنا، وكانت الجمعيات بنقف عليها طوابير عشان نصرف فرخة واحدة للأسرة، بس بعد كده الخير جه وده اللى بتوقعه الفترة الجاية»، معتبرة أن تزامن انتهاء المدة تلك مع شهر رمضان أمر جيد: «الفترة دى الأسر كلها الغنية قبل الفقيرة بتكون واقعة فى مشاكل مالية، بسبب رمضان والعيد والمدارس، وساعتها نتمنى الأمور تتحسن».

أمام عربة كارو وقف محمد عبدالعزيز يشترى بعض الطماطم، يتمنى الرجل أن تنتهى المدة التى حددها الرئيس بما يحمل البشرى للمجتمع الذى تحمل كثيراً فى الفترة الماضية، معتبراً أن الفترة قصيرة لكن خروجها على لسان الرئيس يجعلها واقعية: «هو رئيس الدولة ويستطيع أن يخبرنا متى تنتهى الأزمة، وللأسف هو مستلم الدولة مفيهاش سياحة ولا مشاريع تدر دخل كبير»، الرجل الستينى الذى يعمل طبيباً بأحد معامل التحاليل يرى أن عيد الفطر المقبل ربما يكون توقيته عيدين، حسب وصفه: «هيبقى عيد الفطر على الأبواب والفترة خلصت، وساعتها هنحس بأثر المشاريع اللى بتتعمل فيبقى عيدين»، حديثه جذب بائع الطماطم الذى عقّب على كلامه قائلاً: «الفترة الجاية محتاجة الواحد يكون مقتصد ويشترى على قده، سواء غنى أو فقير، وزى ما ممكن تشرب كوباية شاى فى كافيه بـ40 جنيه ممكن تشربها على قهوة بـ2 جنيه أو فى بيتك»، يضع الشاب على كفة الميزان كيلوهات من البطاطس، ثم يضيف ساخراً: «لو البطاطس رخصت بعد الـ6 شهور عن سعرها دلوقتى كلنا هنضرب تعظيم سلام للريس».

لتحديد مواعيد سواء فى المشروعات أو فى الأزمات أبعاد نفسية واجتماعية، يوضحها د. سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسى، إذ تحمل من وجهة نظره دلالة خطيرة إذا ما ساءت الأوضاع بعد الموعد الذى حدده الرئيس، لكنها فى الوقت نفسه دليل على اهتمام الرئيس بعامل الوقت: «مش كل الناس بتهتم بمواعيد وبتطرحها، وده شىء إيجابى بس الأهم التنفيذ»، مشيراً إلى أن الـ6 شهور التى تحدث عنها الرئيس موجهة إلى رجال الأعمال والمواطنين على حد سواء: «رجال الأعمال أكيد بيمروا بظروف صعبة وعليهم التحمل كما يتحمل المواطن».


مواضيع متعلقة