نائب مرشد «الإخوان» الأسبق: الجماعات الإرهابية تزرع فى أذهان الصغار مفاهيم متطرفة لخدمة مصالحها فى المستقبل

08:20 م | الثلاثاء 27 ديسمبر 2016

قال الدكتور محمد حبيب، نائب مرشد الإخوان الأسبق، إن فلسفة الجماعات الإرهابية تقوم على تربية الأطفال منذ الصغر على مفاهيم وسلوكيات وأساليب «متطرفة» ومغلوطة لتزرع فيهم أفكارها ولخدمة مصالحها فى المستقبل. مشيراً إلى أن الجماعات الإرهابية لا تتورع عن استخدام الأطفال فى صراعاتها، وحذر من خطورة ذلك؛ حيث إن هؤلاء الأطفال يكونون فى المستقبل نسخة ممن تولوا تربيتهم، مؤكداً على ضرورة تشكيل لجنة من الخبراء لبحث ودراسة هذه الظاهرة والخروج بتوصيات يتم استخدامها والعمل بها لمواجهة مثل هذه التصرفات.

■ ما فلسفة الجماعات الإرهابية فى استخدام الأطفال فى صراعاتها؟

- هذه الجماعات تعمل على تربية الأطفال منذ الصغر على مفاهيم وسلوكيات وأساليب معينة «مغلوطة ومتطرفة» لتزرع فيهم أفكارها ولخدمة مصالحها فى المستقبل، وهو الهدف الأساسى الذى يسعون إليه.

{long_qoute_1}

■ ما أبرز الأمثلة على استخدام هذه الجماعات للأطفال؟

- كل الجماعات مثل «داعش» والجماعات السلفية والإخوان يتعهدون الأطفال منذ الصغر على أساس تنشئتهم تنشئة خاصة.

■ ما البراهين الدينية التى تعتمد عليها هذه الجماعات فى استخدام الأطفال؟

- هذه المسألة تعتمد على فكر مغلوط، وفهم منحرف للتراث الدينى، وهذه هى القضية، ولا بد أن تكون لدينا مفاهيم خاصة تعالج مثل هذه القضايا، فعندما سئل الرسول، صلى الله عليه وسلم، عن أفضل الجهاد قال: «كلمة حق عند سلطان جائر»، ومفهومنا لهذه الجملة هو مواجهة الحكام الظلمة والطغاة بالكلمة والحجة واللين، أما هؤلاء فمفهومهم الخروج على هذا الحاكم بالسلاح وقتاله، وهذا يتنافى مع صحيح الدين.

■ ما عواقب ذلك على مستقبل هؤلاء الأطفال والمجتمع؟

- هؤلاء الأطفال شأنهم شأن من رباهم ولن يختلفوا كثيراً عن هذه الجماعات، فأنت عندما تربى طفلاً فإنه سيتأثر بك ويكون نسخة منك، والطفل يتأثر بمجموعة من المؤثرات والروافد التى تسهم فى تشكيل عقل ووجدان الطفل وهذه الروافد تتمثل فى الأسرة ووسائل الإعلام والسينما والمواقع الإخبارية ومواقع التواصل.

■ وما سبل مواجهة هذا الفكر وهذه الأساليب فى جر الأطفال لصراعات غير مناسبة لحداثة سنهم؟

- فى مصر لا بد من حماية أطفالنا، ولا بد من وضع استراتيجية واضحة وكاملة وشاملة على مستوى الدولة، ولو أن الرئيس عبدالفتاح السيسى شكّل لجنة تضم مجموعة من علماء الدين والاجتماع السياسى والطب النفسى والتربية وخبراء فى الإعلام وخبراء فى العمل التنظيمى داخل هذه الجماعات ويطلق عليها لجنة الخمسين لمواجهة العنف والإرهاب واستخدام الأطفال فى هذه الصراعات ويوضع لها برنامج زمنى ومتابعة جيدة وتنسيق بين أعضاء اللجنة كل فى تخصصه فأعتقد أنها ستنجح.

■ ما القوانين التى نحتاج إليها لمواجهة وردع من يقوم باستغلال الأطفال فى الصراعات الفكرية والمسلحة؟

- يجب تشكيل هذه اللجنة أولاً ومن ثم تخرج بتوصيات بتشريعات وقوانين، ويمكننا حينها أن نحكم هذه العملية، لكن لا نستطيع أن نحكم شيئاً وسط هذه الموجة من الإعلام المزور والمضامين التى يتعرض لها الطفل والتى تنشر الرذيلة والمخدرات والعنف وهى لا تقل خطورة عن استخدام الأطفال فى هذه الصراعات.