«سوبر ماركت السعادة».. بضاعة متنقلة على «برويطة»

كتب: عبدالله عويس

«سوبر ماركت السعادة».. بضاعة متنقلة على «برويطة»

«سوبر ماركت السعادة».. بضاعة متنقلة على «برويطة»

يدفع العربة ذات العجلات الثلاث (البرويطة) للأمام، وبخطى متثاقلة يسير خلفها قابضاً بإحكام على ذراعيها، «سوبر ماركت السعادة»، كما كتب على أحد جوانبها، هو سوبر ماركت متنقل، لصاحبه سيد مصطفى الذى كان قبل 4 سنوات يعمل نقاشاً فى منطقة شق التعبان، ثم ترك النقاشة لأسباب صحية باحثاً عن عمل آخر فكانت هذه «البرويطة».

رؤيته لعمال الرخام فى شق التعبان وهم يتنقلون بالعربة اليدوية، جعله يفكر فى تقفيلها بالخشب والتنقل بها فى الشوارع لبيع بضائع مختلفة: «اشتريت البرويطة بـ150 جنيه، ووديتها لسمكرى يقفلها، وواحد رشّها لى بلون لبنى وواحد تانى خطاط كتب لى عليها حاجات حلوة».. يحكى «سيد» الذى راح يستعرض بضائعه التى يتنقل بها بدءاً من الشيبسى واللب والبسكويت وزجاجات المياه والعصائر، موضحاً أنه يترك البرويطة داخل أحد المعارض فى المساء مجاناً دون مقابل بعد أن عرض عليه صاحب المعرض: «اللى رش لى البرويطة مخدش فلوس والخطاط رفض برضه وصاحب المعرض قال لى أحطها عنده، الناس كلها عارفة إنى بحاول أجتهد وأعمل حاجة كويسة عشان بيتى».

يخرج «سيد» من بيته بمنطقة الأباجية فى السيدة عائشة فى الثامنة كل صباح، يشترى بضائعه التى يحتاج إليها ثم يتوجه إلى شق الثعبان، يدفع البرويطة بيديه متنقلاً بين العمال الذين ينقلون الرخام وماراً على المعارض مستغلاً قلة البائعين هناك، وحين تقترب عقارب الساعة من السادسة مساء يعود إلى أسرته الصغيرة التى تتكون من طفلة بالمرحلة الابتدائية وشاب أنهى دبلوم التجارة وزوجته: «اللى بكسبه على قد اللى بدفعه فى مصاريف البيت والدروس». يحلم الرجل أن تكبر تجارته الصغيرة ويفتتح كشكاً يستعين به على الحياة، لكنه يشير إلى صعوبة تحقيق ذلك لأنه، حسب قوله: «اللى جاى على قد اللى رايح».


مواضيع متعلقة