رئيس جامعة الفيوم: الانتحارى محمود شفيق نموذج شاذ لا يمثلنا

كتب: ميشيل عبدالله

رئيس جامعة الفيوم: الانتحارى محمود شفيق نموذج شاذ لا يمثلنا

رئيس جامعة الفيوم: الانتحارى محمود شفيق نموذج شاذ لا يمثلنا

قال الدكتور خالد حمزة، رئيس جامعة الفيوم، إن الانتحارى محمود شفيق، المتهم بتفجير الكنيسة البطرسية، نموذج شاذ لا يمثل أبناء المحافظة، وهو مفصول من كلية العلوم بالجامعة.

{long_qoute_1}

وأضاف، فى حوار مع «الوطن»، أن «الجامعة تواجه الإرهاب عن طريق عقد الندوات التى تتناول الحروب التى خاضها الجيش المصرى وانتصر فيها، ونستضيف لواءات من القوات المسلحة خاضوا تلك الحروب، كما نستضيف مسئولين بالدولة، وبعض الإعلاميين المثقفين، لفتح حوار مع الطلاب».

- الجامعة أعدت حصراً بالطلاب الذين لهم ميول متطرفة، وقررت فصلهم، مثلما فصلت الانتحارى المتهم بتفجير الكنيسة البطرسية، كما نستضيف قادة سابقين وحاليين بالقوات المسلحة للحديث عن الحروب التى خاضتها مصر وانتصرت فيها، وذلك لتنمية وعى الطلاب وارتباطهم ببلدهم.

■ هل فوجئتم بأن الطالب (محمود شفيق أحمد مصطفى)، المتهم بتفجير الكنيسة، طالب بالجامعة؟

- فوجئنا بأن المتهم كان طالباً بالفرقة الأولى بكلية العلوم، قسم العلوم الطبيعية، وبمراجعة ملفه تبين أنه التحق بالجامعة فى سبتمبر 2014، من خلال مكتب التنسيق، وقيد بالعام الجامعى 2014/2015، ولم يحضر جميع الامتحانات، حيث رسب فيها جميعاً، ومُنح فرصة ثانية، للإعادة فى العام الدراسى 2015/2016، ولم يحضر الامتحانات أيضاً، ووجهت الكلية له عدة إنذارات لعدم الحضور، وقرر مجلس الكلية فصله فى مايو 2016، طبقاً لنص المادة 80 من اللائحة التنفيذية لقانون تنظيم الجامعات. {left_qoute_1}

■ هل لديكم أى معلومات عن سلوكيات المتهم أثناء وجوده بالكلية؟

- لا نعرف عنه شيئاً، لأنه لم يكن يحضر المحاضرات، وكان يتغيب فى الامتحانات، وتم فصله بسبب رسوبه المتكرر، على مدار عامين دراسيين فى الفرقة الأولى، بكلية العلوم.

■ ما التوسعات المتوقع إجراؤها فى الجامعة؟

- الجامعة تضم حالياً 16 كلية ومعهدين، وبها معظم التخصصات، حيث كنت نائباً لرئيس الجامعة لمدة 6 سنوات، سعيت خلالها إلى تقليل اغتراب الطلاب بالفيوم بالتوسع فى إنشاء كل الكليات المختلفة حتى لا يضطر الطلاب إلى الالتحاق بجامعات فى محافظات بعيدة، حيث أضفنا كليات طب الأسنان، وفتحنا كلية الصيدلة العام الماضى، وجارٍ إنشاء كليات أخرى مثل الحقوق والطب البيطرى، ونسعى لإنشاء كليات التجارة، والعلاج الطبيعى، والتربية الرياضية، قريباً.

{long_qoute_2}

كما خططنا لإنشاء مبانٍ لبعض الكليات التى ليس لها مبانٍ مستقلة، مثل مبنى لكلية الحاسبات والمعلومات، لأن طلابها يدرسون بمبنى كلية العلوم، وتم إنشاء كلية التمريض عام 2009، وليس لها مبنى، وجارٍ إنشاء مبنى لها، وبدأنا فى إنشاء مبنى لكلية الصيدلة الموجودة حالياً بمبنى كلية الطب، وجارٍ إنشاء مبنى لكلية الطب البيطرى. وكذلك نقيم مبنى جديداً للمعامل المركزية، بحيث يضم كل المعامل المركزية للبحوث، فى عدة كليات، ليكون هناك مبنى خاص يجمع كل الأجهزة من معامل الكليات، ويتم استخدام الأجهزة بالتناوب بين طلاب الكليات، ترشيداً للنفقات حالياً وفى المستقبل.

■ لماذا لم تستغل الجامعة الأرض المخصصة لها بمدينة الفيوم الجديدة؟

- الجامعة مخصص لها مساحة من الأرض تبلغ 185 فداناً بالمدينة الجديدة، كمنطقة استثمارية، تم تخصيصها من قبل وزارتى الاستثمار، والتعليم العالى، وهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، وهناك قيد فى الارتفاع من قبل جهاز المدينة، من صفر إلى 4 أمتار فقط، وهو يعنى أن أقصى ارتفاع مسموح به فى المنطقة، 4 أمتار، بما لا يسمح حتى ببناء طابق واحد، ونحن نسعى لحل الأزمة، إما من خلال تعديل الارتفاع المسموح به، أو استبدالها بأرض أخرى، داخل المدينة، وهناك اتصالات مع المحافظ ووزارة التعليم العالى لاستثناء هذا الشرط، وإذا تم حل هذه المشكلة، سننقل كليات من الحرم الجامعى إليها، ونبنى كليات أخرى.

■ وما حقيقة الخلافات بينك وبين محافظ الفيوم السابق؟

- لم يكن هناك خلافات بينى وبين المحافظ السابق، المستشار وائل مكرم، ولكن الأمر يعتمد على مدى قناعة المحافظ بمدى جدوى الجامعة كبيت خبرة، وأعتقد أن الدكتور جمال سامى، محافظ الفيوم الحالى، لديه قناعة بذلك. {left_qoute_2}

■ ما محددات العلاقة حالياً بين الجامعة والمحافظة؟

- أى جامعة هى قاطرة التنمية فى المجتمع، ونحن فى الفيوم حريصون على نقل خبراتنا فى المشروعات المختلفة إلى المحافظة، والجامعة تعرض على المحافظ خبراتها المتنوعة، وأرسلت خطاباً بأسماء 12 أستاذاً استشارياً، يمكن أن تستعين بهم المحافظة فى مختلف المجالات، ولم يتم الاستعانة بهم، وشرحنا للمحافظ الحالى دور مركز الاستشارات والبحوث بالجامعة، فى كل المجالات، وجارٍ توقيع بروتوكول مع المحافظة بهذا الشأن. كما قدمنا من قبل دراسة بعنوان «آفاق التنمية فى محافظة الفيوم»، أعدتها الجامعة، فى عام 1998، وتم توقيع بروتوكول لتنفيذها مع المحافظة، وقدمناها إلى المحافظة، ولم يتم تفعيلها، وفى عام 2009، حدثنا هذه الدراسة لتتناسب مع مستجدات الأمور وقتها، ولم تفعّل أيضاً، وشاركت فى الدراستين وقتها، واتفقنا مؤخراً على تحديث هذه الدراسة، لتفعيلها.

■ وهل اتخذت الجامعة قراراً بشأن ترشح طلاب «الإخوان» فى انتخابات الاتحادات الطلابية؟

- ممنوع دخول أى تيارات سياسية أو دينية مدعومة من خارج الجامعة، تحت أى مسمى، وليس لنا توجه فى اختيار طلاب الاتحاد، حيث نؤمن بأهمية وجوده لأنه حلقة الوصل بيننا وبين الطلاب، وهناك أنشطة طلابية قائمة فى كليات الجامعة، ونرحب بها، ومستعدون لإجراء انتخابات الاتحادات الطلابية فى أى وقت، ولكننا ننتظر تحديد مواعيد الانتخابات من قبل وزارة التعليم العالى.

■ هل تؤيد بقاء نظام التعليم المفتوح أم إلغاءه؟

- إلغاؤه بوضعه الحالى أفضل، فرغم أنه يعتبر مصدر دخل للجامعات، فإننى أرى أنه مصدر دخل غير سوى، لأن التعليم المفتوح خرج عن النهج والمسار الذى تم إنشاؤه من أجله، فلا يمكن أن يعطى شهادة موازية للتعليم الجامعى الحالى، لأن هناك خريجين دخلوا فى تخصصات أخرى، بخلاف تخصصاتهم وقدراتهم، حيث لا تؤهل الدراسة التى يحصل عليها الدارس لهذا التخصص، لذلك أرحب بعودة نظام التعليم المفتوح كتدريب، ورفع كفاءات فقط.

■ هل ترى أن الدراسات العليا بوضعها الحالى تحقق الهدف منها، على الرغم من ضعف مخصصاتها المالية؟

- هناك مشكلة فى مخصصات البحث العلمى، بشكل عام، لأن الهدف منه هو الوصول إلى اختراع جديد لخدمة المجتمع، والموازنة الحالية المخصصة للبحث العلمى، ضعيفة، وبالتالى تكون الأبحاث العلمية، نظرية وغير قابلة للتطبيق، ولدينا نقص فى هذا القطاع بالجامعات، ولا بد أن يكون الأصل هو أن نسوّق للبحث العلمى، مع توفير الدعم المالى لهذه الأبحاث، حتى تخرج بدراسة لحل مشكلة فى المجتمع، فعلى سبيل المثال إذا لجأ إلينا مصنع، لديه مشكلة مثلاً فى الإنتاج، لا بد أن تجرى عليها الدراسات والأبحاث العلمية، للوصول إلى حلول، ولكى تكون رسائل الماجستير والدكتوراه، فعالة، لا بد أن ترتبط بمشكلة موجودة فى المجتمع، وتقديم الحل لها، ويجب أن يكون هناك ربط بين الأبحاث والدراسات بمشاكل المجتمع، وأن تسعى لإيجاد الحلول لهذه المشاكل. وقررنا تشكيل فريق عمل من الكليات للذهاب إلى المنطقة الصناعية بكوم أوشيم، بمشاركة كليات الهندسة، والزراعة، والسياحة، وسنسعى لرصد مشاكل المنتجين، وإجراء الأبحاث العلمية عليها، حتى تكون مرتبطة بالمجتمع، ويجب ألا تمنح المحافظة تراخيص فتح المصانع دون أن يكون هناك دراسات للأثر البيئى، سواء هندسية أو إنشائية، ولا بد ألا ترخص المبانى، إلا بعد اعتمادها من كلية الهندسة، وتوجد عمارات سكنية بالفيوم مائلة، ذلك لأن الدراسات الاسترشادية قبل الإنشاء لم تتم.

■ لماذا تظاهر بعض العمال ضد إدارة مستشفى الجامعة خلال زيارة وزير التعليم العالى؟

- بسبب مشكلة تطبيق الكادر الطبى للتمريض، حيث كان التمريض يحصل على حوافز قبل تطبيق الكادر، وعندما طالبوا بتطبيقه، وبدأنا التطبيق بالفعل، طالبنا الجهاز المركزى للمحاسبات بإلغاء الحافز الذى كانوا يحصلون عليه قبل تطبيق الكادر، ففوجئوا بأن مرتباتهم انخفضت، وعندما أثير الأمر، تم وضع حل لطاقم التمريض على مستوى المجلس الأعلى للجامعات، ووقتها كان هناك اجتماع بهذا الشأن فى المجلس الأعلى للجامعات، ولكن للأسف إدارة المستشفى الجامعى بالفيوم لم ترسل ممثلاً لهم لاجتماع المجلس الأعلى للجامعات، واجتمعنا مع إدارة التمريض بالمستشفى لحل الأزمة، وانتهينا من الاتفاق على الحلول، وأضفنا مزايا نسبية للتمريض، ووقت زيارة الوزير، ولأن بعض العاملين علاقتهم سيئة مع إدارة المستشفى، بسبب تطبيق سياسة الثواب والعقاب عليهم، تظاهروا للتعبير عن غضبهم، واتهموا المستشفى بوجود فساد.

■ البعض يرى أن استقلال الجامعات أدى إلى تحصين أخطاء كثيرة بالجامعة.. فما رأيك؟

- رئيس الجامعة ليس كل شىء بالجامعة، لأنها تضم مجلساً، ورئيساً، والأخير يعتبر الجهة التنفيذية لقرار المجلس، ولا تعنى الاستقلالية مخالفة القانون، فكل جامعة تختلف عن الأخرى فى خصائصها، وليس منطقياً أن نقل موظف من مكان إلى آخر يتطلب قراراً من الوزير، فإذا حدث تعسف مع موظف، فهناك رئيس الجامعة، وإذا تعسف رئيس الجامعة، فهناك الوزير والقضاء للتصدى لذلك. كما أن استقلال الجامعات، استقلال مالى، بحيث تحرك الجامعة موازنتها كما يتوافق مع احتياجاتها، بالاتفاق مع وزارتى المالية والتخطيط.

■ ما رأيك فى تغيير النظام الحالى للقبول بالجامعات؟

- نظام القبول بالجامعات من خلال مكتب التنسيق، عن طريق مجموع الدرجات بالثانوية العامة، هو الأفضل، حيث يتم اختيار وتوزيع الطلاب عن طريق هذا المكتب، بحيث يراعى قواعد معينة، ويكون عن طريق المجموع الحاصل عليه فى الثانوية، ولكن الخلاف يظهر فى كيفية الحصول على هذا المجموع، هل من امتحان واحد، أم جزء عملى وآخر تحريرى، وحتى يتم الاتفاق على ذلك، فالنظام الحالى هو الأمثل.

■ هل تؤيد فكرة عقد اختبارات للقبول بالجامعات، كإحدى طرق الالتحاق بها؟

- لا أؤيد فكرة عقد اختبارات للقبول بالجامعات، لأنه ليس لدينا نظام متفق عليه لهذه الامتحانات، حيث من الممكن أن يختلف الامتحان، ولكن من الممكن وضع مواد مؤهلة لكلية معينة، بالإضافة إلى معيار مجموع الدرجات للقبول بالكليات.

■ لماذا يوجد اضطراب فى العلاقة بينك وبين مراسلى الصحف ووسائل الإعلام بالفيوم؟

- ليس هناك أى اضطراب فى العلاقة مع الصحفيين، وأتواصل معهم دائماً، سوى واحد أو اثنين منهم، يكتبون ضدى طوال الوقت، وأحياناً يكون النقد ناتجاً عن مشاكل شخصية، وبعض العاملين بالجامعة، ممن يتضررون من سياسة الجامعة، تربطهم علاقات ببعض الصحفيين، ويستطيعون أن يستغلوا وسائل الإعلام فى النيل من الجامعة.

■ لكن الصحفيين يشكون من التضييق عليهم فى دخول الجامعة من أبوابها المختلفة؟

- الصحفى مواطن يدخل الجامعة لتأدية عمله، ونحن شددنا على أفراد الأمن الإدارى بمنع دخول التاكسيات للحرم الجامعى، إلا بعد التأكد من أن مستقليه من الطلاب أو الموظفين، حيث كان يستغل من قبل فى دخول عناصر من خارج الجامعة، ونفاجأ بهم فى مظاهرات طلابية، وبعضهم كان يحمل أسلحة بيضاء، فطلبنا من أفراد الأمن التشديد فى دخول الطلاب من البوابات، وهى إجراءات تطبق على الجميع لأن فرد الأمن لا يفرق بين شخص عادى أو طالب أو عضو هيئة تدريس أو صحفى، فهو لا يعرف سوى كارنيه الكلية، واستخرجنا تصريح دخول للصحفيين إلى الجامعة، حتى نمنع من ينتحلون صفة إعلاميين.

■ هل تحظر النشاط السياسى بالجامعة؟

- لا، فنحن نستضيف الساسة المعتدلين، ونستضيف باستمرار شخصيات عامة، حتى لو كانت شخصيات معارضة، والهدف من استضافتهم بالجامعة توعية وتثقيف الطلاب، وفتح مجال للنقاش والحوار بين هذه الشخصيات والطلاب.

■ هل تضعون قيوداً على تشكيل الأسر الجامعية التى تنتمى لتيارات سياسية؟

- نوافق على تشكيل أى أسر جامعية من الطلاب العاديين، ولكن نرفض أى أسر جامعية مركزية، يكون لها فروع فى عدة كليات، حتى لا نفاجأ فى يوم بتشكيل اتحاد طلاب موازٍ من قبل طلاب ينتمون لتيارات سياسية، ضد الاتحاد الرسمى، وهو أمر مرفوض.

كما نظمنا قافلة شاملة، بالاشتراك مع جامعة عين شمس، السبت الماضى، بقرية السعيدية بمركز سنورس، بمشاركة 90 من المتخصصين فى مجالات مختلفة، فضلاً عن أننا سنقيم مؤتمراً لدعم السياحة فى مصر، بعنوان «مؤتمر كلية السياحة بمدينة شرم الشيخ»، بدعوة وتنظيم من كلية السياحة والفنادق بالجامعة، وهى الكلية الوحيدة المعتمدة فى كليات السياحة على مستوى الجمهورية.


مواضيع متعلقة