اللغة العربية في "الأمريكان دبلومة" وIGCE "تحصيل حاصل"

02:29 م | الأحد 18 ديسمبر 2016

"حافظ مش فاهم" أو "فاهم مش عارف عربي"، خياران يحتار بينهما الوالدان للوصول لقرار التعليم بـ"النظام الحكومي سواء اللغات والعام، أو نظام الأمريكان دبلومة، أو البريطاني (IGCE)"، ورغم أن الأخيرين من طرق التعليم التي تعتمد على التفكير والابتكار وبناء شخصية مستقلة للطالب في سن مبكرة، إلا أن الطالب يخرج من المدرسة لا يفقه شيئا عن القواعد الأساسية للغته الأم "العربية"، علما بأنه يدرس المواد القومية الحكومية (اللغة العربية والتاريخ والتربية القومية)، لكنه غالبا لا يهتم في دراستها سوى بالحصول على 50% المطلوبة للنجاح فقط، فدرجاتها لا تضاف على المجموع النهائي الذي يدخله الجامعة.

"العربي مش بتدخل درجاته في GPA، مش محتاج منه غير إني أنجح"، هكذا أوضح محمود أشرف، طالب في الصف الـ12 بالأمريكان دبلومة المساوية للصف الثالث الثانوي، أن اهتمامه الأكبر ينصب على المواد التي يمتحن فيها وتدخل في امتحان "SAT"، الذي يضمن له الدرجات التي يحتاجها لدخول الجامعة.

ويتدرب طالب "الأمريكان"، خلال الدبلومة طوال العام، على السرعة في الحل والانتهاء في الوقت المحدد بأقل أخطاء للمواد الرياضيات واللغة الإنجليزية، فأشار محسن عادل، 17 عاما، إلى أنه يركز على هاتين المادتين حتى يصل إلى مجموع الدرجات التي يحتاجها.

وأضاف الطالب يوسف أشرف أنه "في النظام الأمريكي، اللغة العربية ليست أساسية مثل النظام الحكومي، هذا سبب عدم اهتمامنا بها".

IGCSE اختصار "الشهادة الدولية العامة للتعليم الثانوي"، وتشرف عليها جامعة كامبريدج بالمملكة المتحدة، فتسمح للطلاب المصريين بالاستمتاع بالتعليم البريطاني، ويتشابه مع نظام الأمريكان دبلومة في موضع اللغة العربية الثانوي، ودرجاتها التي لا تدخل ضمن المجموع النهائي المؤهل للجامعة.

هند سامح، طالبة IGCSE للصف الثالث الثانوي، تقضي أغلب وقتها في دراسة المواد التي اختارتها من المجموعة الأدبية أو العلمية مع اللغة الإنجليزية والفرنسية أو الألمانية، والتي تجتاز امتحاناتها 5 مرات في العام، واتفقت معها أمينة محمد، 17 عاما، "علشان الدرجات بتاعته مش هاتفرق في دخلولي الجامعة، مش بيبقى عندي وقت أذاكره جنب المواد التانية".

خلال العام الدراسي، تجري بعض المدراس اختبارات في اللغة العربية على فترات، فتسترجع الطالبة زينة رستم ما درسته خلال الحصص اليومية بالمدرسة، حتى تسطيع اجتياز الاختبارت الدورية والحصول على درجة النجاح المطلوبة.

ياسر نبيل، مدرس لغة عربية للمرحلة الثانوية، تعجب من إقرار الدولة نظام آخر للتعليم غير التعليم الحكومي الرسمي، الذي اعتبره إقرارا من الدولة بفشل نظامها التعليمي، "فلن تجد دولة متقدمة بها نظام تعليمي آخر غير الذي ترعاه حكومتها، بجانب أن تجدها معتزة بلغتها الرسمية للدولة"، حد قوله.

ويضيف نبيل "في مصر اتعلم أمريكي ولا بريطاني وهاتدخل الجامعة وإنت مش عارف حتى تكتب اسمك بلغتك ويكون ليك مستقبل"، مشيرًا إلى أن سبب تراجع اللغة العربية بين الجيل الجديد هو عدم الاهتمام باللغة العربية المقدمة للنشء خلال المرحلة الابتدائية.