السكر فى الميناء «للتصدير» وفى البيوت «مفيش»

كتب: شيرين أشرف

السكر فى الميناء «للتصدير» وفى البيوت «مفيش»

السكر فى الميناء «للتصدير» وفى البيوت «مفيش»

سيارات ضخمة محملة بأجولة من السكر الأبيض، تقف داخل ميناء السويس بالمنطقة المخصصة للتصدير، المشهد لفت انتباه عدد من العمال الذين يترددون على الميناء، فلأول مرة يجدون أطناناً من شحنات السكر متوافرة لتصديرها للخارج فى ظل أزمة سكر طاحنة، وقد أصبح الحصول عليه مشقة يعانى منها كثيرون، وقف أحدهم لاستيضاح الأمر حتى اكتشف أن أجولة السكر مصرية، ومكتوب عليها «سكر مصرى.. الشركة المصرية المتحدة للسكر»، بتاريخ إنتاج نوفمبر 2016.

{long_qoute_1}

مشهد أثار غضب أحمد المناور، واحد من العمال المترددين على الميناء بحكم عمله سائق نقل، شعر بصدمة أثناء ذهابه إلى الميناء لنقل شحنة ملابس مستوردة لأحد المولات الذى يعمل فيه بالقاهرة كعادته، لكنه وجد أرض الميناء المخصصة للتصدير متكدسة بأجولة السكر هذه المرة، الصدمة ألجمت لسانه، لم يكن يتخيل أن يرى هذا المشهد فى الوقت الذى لا يوجد فيه بمنزله كيس سكر واحد، بحسبه: «إزاى عندنا أزمة وإحنا بردوا اللى بنصدره بره؟»، تساؤل دار فى ذهن الرجل الخمسينى بعد تأكده من أن السكر مصرى، لكنه فوجئ برد زاد من غضبه من أحد موظفى الميناء: «اتكلمت مع حد من الموظفين المختصين فى موقف التصدير عشان أفهم، لأن الميناء مقسمة لناحيتين، ناحية تصدير وناحية استيراد، قلت ممكن تكون العربية واقفة مش فى مكانها، لقيته بيقول ليّا ده سكر مصرى وهيتصدر للخارج فعلاً، ومفيش أى عمليات تصدير سكر وقفت من يوم الأزمة، والتصدير مستمر عادى جداً».

الصدمة التى أثارت غضب «المناور» لا ينفيها المسئولون، أشرف حسنى، عضو شعبة المواد الغذائية بالغرفة التجارية بالقاهرة، أكد استمرار تصدير السكر المصرى بالخارج بالتزامن مع أزمة السكر، بهدف الحفاظ على المستورد الأجنبى، ولشروط العقود والالتزامات التى أبرمت قبل الأزمة، ويضيف: «وقفنا قبل ذلك بعض السلع الغذائية بسبب الأزمات، لكن المستورد بدأ وقتها يبحث عن بدائل وخسرناه»، موضحاً أن السكر المصدَّر له طبيعة خاصة، ولا يؤثر على الأزمة بشكل كبير، وتصديره أمر مهم للاقتصاد المصرى يجب الحفاظ عليه حتى مع نقص السوق المحلية: «العقود والالتزامات اللى علينا بتخلينا مجبرين نصدره، ودى ميزة جيدة من دورنا الحفاظ عليها إلى حين تخطى الأزمة».


مواضيع متعلقة