شهود عيان يروون وقائع الصدمة والفزع فى «العباسية»: كان يوم قيامة

شهود عيان يروون وقائع الصدمة والفزع فى «العباسية»: كان يوم قيامة
- أصحاب المحلات
- أمن القاهرة
- أمين شرطة
- إعلان الطوارئ
- إنقاذ المصابين
- استقرار الوطن
- التبرع بالدم
- الرعاية المركزة
- الساعة العاشرة
- أبواب
- أصحاب المحلات
- أمن القاهرة
- أمين شرطة
- إعلان الطوارئ
- إنقاذ المصابين
- استقرار الوطن
- التبرع بالدم
- الرعاية المركزة
- الساعة العاشرة
- أبواب
شهدت منطقة العباسية، صباح أمس، حالة من الفزع أصابت الجميع فى محيط الكنيسة البطرسية، عقب انفجار عبوة ناسفة داخل قاعة الصلاة، ما جعل أصحاب المحلات التجارية يهرعون فى إغلاق محلاتهم، لكى يتمكن رجال الشرطة من أداء عملهم، وخشية وجود عبوة أخرى مزروعة فى الشارع ولم تنفجر بعد.
وقال «م.ع»، أمين شرطة مكلف بتأمين الكنيسة البطرسية، إنه حضر فى الساعة الثامنة صباح أمس لعمله، وبعد ذلك توافد الإخوة الأقباط لتأدية الصلاة، وفى الساعة التاسعة وخمس وأربعين دقيقة بالضبط سمع دوى انفجار وتهشمت الواجهات الزجاجية بالكنيسة، وأضاف: «لم تمر ثوان حتى شاهدت المصلين يخرجون من قاعة الصلاة فى حالة فزع والدماء تكسوهم، وعلى الفور اتجهت إلى داخل قاعة الصلاة لنرى الكارثة، حيث تحطمت مقاعد المصلين وتطايرت وسقط العشرات على الأرض وسط بِركة من الدماء، إضافة إلى وجود أشلاء». وتابع: «على الفور تم نقل الجثامين بواسطة بعض الأبواب التى تحطمت جراء الانفجار»، مؤكداً أنه قام بنقل 12 جثة لخارج الكنيسة خلال النصف ساعة الأولى التى أعقبت وقوع الحادث، حتى وصلت سيارات الإسعاف لموقع الحادث فور وقوعه بدقائق.
{long_qoute_1}
وروى محمد عادل، صاحب متجر مقابل للكنيسة البطرسية، أنه بدأ عمله صباح أمس فى الساعة السابعة صباحاً حتى يقوم بالبيع للمواطنين الأقباط أثناء دخولهم لصلاة الأحد وأثناء خروجهم، وأضاف أنه فى الساعة العاشرة صباحاً سمع دوى انفجار كبير وتساقط الواجهات الزجاجية للكنيسة، وعلى الفور انتقل مع أصحاب المحلات التجارية المجاورة له إلى مكان الانفجار، فوجدوا عشرات الجثث ملقاة على الأرض وسط بِركة من الدماء، وقام بحمل طفلة تبلغ من العمر نحو 9 سنوات متوفاة إلى خارج الكنيسة، ثم عاد مرة أخرى إلى الكنيسة وحمل سيدة مبتورة القدم ووضعها على لوح خشبى ونقلها إلى الرصيف المقابل للكنيسة، وتابع «عادل» أنه بعد مرور دقائق على وقوع الانفجار وصلت أكثر من 30 سيارة إسعاف إلى موقع الانفجار، بالإضافة إلى سيارتَى إطفاء وسيارات الكشف عن المفرقعات، وحضرت قيادات أمنية، على رأسهم اللواء جمال عبدالبارى مساعد وزير الداخلية للأمن العام، واللواء خالد عبدالعال مدير أمن القاهرة، واللواء علاء الديجوى مدير مرور القاهرة، وبعد ذلك عاد إلى إغلاق متجره حتى يتمكن رجال الشرطة من إتمام مهامهم، وأوضح أنه بعد مرور ساعة من وقوع الانفجار وجد أطباء وأهالى المصابين يطلبون من أصحاب المحلات والمواطنين الموجودين فى محيط الكنيسة التبرع بالدم، حتى إن بعض أهالى المصابين صعدوا إلى العقارات وقاموا بطرق أبواب الشقق مناشدين الأهالى التبرع بالدم لإنقاذ المصابين، لهذا انتقل هو وعدد من أصحاب المحلات وبعض العاملين فى جراجات السيارات بالمنطقة، إلى مستشفى الدمرداش وتبرعوا بالدم.
وفى مستشفى دار الشفاء، تجمع العشرات من الأقباط أمام باب الطوارئ الخاص بالمستشفى للدخول والتعرف على المتوفين والمصابين من ذويهم، وقامت إدارة المستشفى بالسماح بدخول بعضهم للتعرف على أقاربهم، وانتظر الباقون فى الخارج منعاً للتكدس داخل المستشفى، وكان هناك شاب يجلس أمام المستشفى وملابسه وحذاؤه ملطخة بالدماء، وتبين أن والدته توفيت فى الانفجار وقام بحملها 800 متر من الكنيسة حتى مستشفى دار الشفاء الذى يبعد عن الكنيسة، وقال عبدالحميد بيومى، فرد أمن بمستشفى دار الشفاء، إنه سمع دوى انفجار قوى فاتجه بصحبة بعض العاملين معه فى المستشفى إلى مصدر الانفجار، وتبين أن الانفجار وقع فى الكنيسة البطرسية، ثم عاد مرة أخرى إلى المستشفى انتظاراً لوصول المصابين، وأضاف: «دقائق ووصلت سيارات الإسعاف التى تقل الضحايا، وقمنا بنقل 4 جثث و8 مصابين منهم 2 حالتهما خطيرة وأدخلا مباشرة إلى غرفة الرعاية المركزة، إلا أنهما توفيا بعد ساعتين».
وكان لمستشفى الدمرداش النصيب الأكبر من استقبال الضحايا، حيث وصل إليه 16 حالة وفاة وعشرات المصابين الذين دخلوا الرعاية المركزة مباشرة، نظراً لحالتهم الخطيرة، ليرتفع عدد الوفيات بعد ثلاث ساعات من دخولهم المستشفى إلى 22 قتيلاً، وأيضاً تجمع العشرات من الأقباط أما المستشفى للتعرف على ذويهم وسط حالة من البكاء والانهيار.
من جانب آخر، صرح اللواء خالد عبدالعال، مساعد وزير الداخلية مدير أمن القاهرة، بأن المسئولين عن حادث تفجير الكنيسة البطرسية لن يفلتوا من العقاب، موضحاً أن اللواء مجدى عبدالغفار وزير الداخلية، وجّه بتشكيل فريق بحث موسع لسرعة تحديد وضبط الجناة أينما كانوا، وشدد «عبدالعال» على وحدة وصلابة الشعب المصرى، وأن عزيمته لن تنكسر أمام محاولات الإرهاب البغيضة التى تحاول النيل من استقرار الوطن، مؤكداً أن رجال الشرطة، سواء كانوا ضباطاً أو أفراداً أو جنوداً، سيحبطون الهجمات الإرهابية الخسيسة بأجسادهم وأرواحهم من أجل الحفاظ على مقدرات الوطن.
وقال مصدر بالطب الشرعى، فى تصريحات صحفية، إنه فور وقوع الحادث تم إبلاغ المصلحة بوقوع 5 ضحايا فى حادث تفجير الكنيسة، وقام الدكتور هشام عبدالحميد، مدير المصلحة، بإعلان الطوارئ وانتداب أطباء لإنهاء عملية التشريح فور وصول الجثامين، وأضاف المصدر أنه بعد ساعة تم إبلاغ الطب الشرعى بارتفاع عدد الوفيات إلى أكثر من 22 متوفى، وعلى الفور تم إصدار رئيس المصلحة تعليماته لجميع الأطباء وفنيى التشريح بالتوجه فوراً إلى مشرحة زينهم لتشريح جثامين الضحايا بناء على قرار النيابة العامة.