«السيسى» فى «المولد النبوى»: لا مساس بسعر رغيف الخبز

كتب: سماح حسن

«السيسى» فى «المولد النبوى»: لا مساس بسعر رغيف الخبز

«السيسى» فى «المولد النبوى»: لا مساس بسعر رغيف الخبز

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أنه لا مساس بسعر رغيف الخبز، وقال الرئيس فى كلمته أمس بمناسبة الاحتفال بذكرى المولد النبوى الشريف، الذى نظمته وزارة الأوقاف بقاعة مؤتمرات الأزهر بمدينة نصر: «لاحظت شائعات كثيرة عن أنه سيتم زيادة سعر رغيف الخبز وهذا غير صحيح، رغم أن الرغيف حالياً يتكلف 55 قرشاً لكنه لم يُمس ولن يُمس، وهناك سلع بيزيد سعرها على الدولة بأكثر من 60% ولكن الدولة حريصة على الحفاظ على أسعار السلع»، موجهًا كل التحية للشعب المصرى لأنه تحمل إجراءات الإصلاح الاقتصادى، واصفاً إياه بالشعب العظيم.

{long_qoute_1}

حضر الاحتفال المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والدكتور على عبدالعال رئيس مجلس النواب، والدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، ورئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والوزراء وبعض المحافظين وسفراء الدول الإسلامية والعربية بالقاهرة وكبار رجال الدولة والأزهر والأوقاف وبعض أعضاء مجلس النواب.

وأضاف: «يجب أن نعلم أننا نحتاج إلى مقاربة شاملة لجميع قضايانا وتحدياتنا، وأن التركيز على جانب واحد لن يجدى نفعاً، فالرسول (عليه الصلاة والسلام) قاد ثورة هائلة من التحولات الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، ونحن إذ نقتدى بسنته العطرة، نأمل فى أن نواجه قضايانا بنفس الجرأة والشجاعة التى تحلّى بها النبى». {left_qoute_1}

وطالب «السيسى»، فى كلمته بمناسبة ذكرى مولد النبى، بمواجهة قضايا المجتمع المصرى بنفس الجرأة والشجاعة، التى قادها الرسول، مؤكداً أن أول التحديات التى نعانى منها، انفصال خطابنا الدينى عن عصرنا الحالى، وتابع: «نحن فى حاجة ماسة لتجديد الخطاب الدينى مما هو دخيل على ديننا الحنيف»، مؤكداً أن أهل الشر يبررون إرهابهم ويعطون لأنفسهم حصانة من العقاب، وقال: «نجتهد دائماً لنصنع السلام داخل البلاد، ومصر تستطيع تجديد ذاتها»، وأكد الرئيس أنه لا مكان للإرهاب وجماعاته وأفكاره داخل مصر.

وأوضح الرئيس أن مواجهتنا للإرهاب مستمرة وتضحيات رجال القوات المسلحة والداخلية مصدر إلهام للمصريين، مشيراً إلى أن تصويب الخطاب الدينى لا يعنى المساس بالثوابت، وصياغة الفهم الدينى الحقيقى قضية فى غاية الأهمية، وقال: «نحن لا نتكلم فى ترف ولا رفاهية، نحن نتكلم عن موضوع من فضلكم جميعاً توقفوا أمامه كويس قوى، وشوفوا إحنا فين وإيه المطلوب».

وذكر أن أول التحديات التى نعانى منها هو انفصال خطابنا الدينى عن جوهر الإسلام، وأجمع علماؤنا على احتياجنا الماس لتحديث الخطاب الدينى.

وأضاف «السيسى»: «إننا مطالبون بوقفة مع النفس نواجه فيها بجرأة وبشجاعة ما نعلم أنه دخيل على ديننا الحنيف فنصوّبه إلى صحيح الإسلام.. وقفة مع النفس نرفض ما يعادى العقل والإنسانية ونقوم بتحديث التفسيرات».

وأشار «السيسى» فى كلمته إلى أنه تحدث مع وزير الأوقاف سابقاً بشأن خطبة الجمعة وأهمية مراعاة ما تتناوله، وتابع: «أنا فوجئت بعد كده بأن وزير الأوقاف كان متحمساً وأعلن عن خطبة موحدة.. إحنا كده بنختزل الموضوع يا جماعة»، وقال: «اتسألت هتحرم الخطباء من الاجتهاد؟، طب اجتهاد 100 ألف (خطباء الجمعة) اللى أقدر أعوضهم بندوات ودراسات ومسابقات أعملها لهم ولا إن أنا أشرذم فكر وعقل اللى بيدخل المسجد، عاوزين نبقى مطمنين إنهم بيتلقوا كلام لجنة بتقعد تدرس وتنقّى». وأضاف: «أنا عارف دور الأزهر وحريص عليه قوى».

{long_qoute_2}

وتابع: «إحنا بنتكلم فى أمر جلل وعظيم، إحنا مش بنتكلم فى أمر الدين الإسلامى بس لكن فى فكرة أن الأديان بتُنتهَك كلها، اللى بيتم هو التراجع عن فكرة الدين وليس الإسلام فقط، الناس مش بس بتنتقد الخطاب التكفيرى بس ولكن ابتدا الشباب يكفر بفكر الدين، وعلشان يتقال الكلام ده محتاجين نشكل لجنة من كبار علماء الدين والأخلاق، ونقعد ندرس ونتباحث كل نقاط الضعف فى المجتمع المصرى، ثم يتعمل خارطة طريق بكبار علماء الدين والاجتماع، بحيث يتم تسجيل أهم المناسبات فى السنة، وعلى مدار 5 سنوات يتعمل خطة تهدف لصياغة فهمنا الدينى، وعايزين نعلم الناس اللى فى السلوم زى اللى فى إسكندرية، ومع كل تقديرى واحترامى لخطيب الجمعة هذه أمة يعاد صياغتها، بعد حالة تشرذم فى السنوات الماضية، فمحمد يقتل محمد وعبدالرحمن يقتل عبدالرحمن ويقول الله أكبر.. إنتم مش واخدين بالكم من القضية وللا إيه، نحن هنتحاسب أمام ربنا». وتابع: «اللى بيشوفه العالم كله مش خلى الناس فقط تنتقد الخطاب التكفيرى، ولكن فيه شباب بدأ يكفر بفكر الأديان، فنحن لا ندافع عن الإسلام فقط ولكن اللى خلى الناس تنكر الأديان»، وقال: «أنا قلت لجنة تقعد وتقول تطلع، ونحن نختزل الموضوع وفضيلة الإمام كل ما أقابله أقول له إنتَ بتعذبنى، وأنا والله قُلت له أنا بحبك وبقدر جداً دور الأزهر، وحريص عليه قوى، والعالم كله يقول هذه هى القلعة المستنيرة التى يمكن أن تحيى صحيح الدين». وأضاف الرئيس: «أرجو ألا تفهموا جديتى فى الكلام غير أنها غضبة فى الله، بحيث يقدَّم الله سبحانه وتعالى فى الأرض بالطريقة التى يقدمه فيها، بدل من تفزيع الناس ويكون الخراب هو نصر من الله»، وتابع: «تصوروا أن ناس من 3 يوليو 2013 تريد تدمير 92 مليوناً وتروع أطفالاً ونساء، وتخلى الناس مفزوعة فى بيوتها، وفى الشهر الماضى كانوا يراهنون على أن هذه الدولة لن تقوم». {left_qoute_2}

وتساءل: «كام مننا يتآمر على الآخر ويسعى لمصالحه الذاتية، وكان الشهر الماضى يقولون (راحت مصر)، لكن أريد أن أقول لهم إن الله معنا، ونحن عمرنا ما تآمرنا على أحد ولا نتآمر ولا خُنّا ولا هنخون، وهنبى ونصلح، وإذا كان هذا يرضى ربنا، فاللى يقدر على ربنا يقدر علينا».

وأكد «السيسى» أن رؤية مصر لمنطقة الشرق الأوسط تقوم على احترام سيادة الدولة الوطنية، وعلى حثّ المجتمع الدولى على التكاتف من أجل القضاء على جماعات الإرهاب، وعلى عدم التفرقة بين الأخطار التى تمثلها تلك الجماعات ومعاملتها جميعاً بمعيار واحد، وقال: «لازم يكون فيه قناعة عند الشعب المصرى بأن الفساد يجب مواجهته، ونحن كلنا نواجه الفساد، وبالمناسبة أنا بطلع كل شهر جواب من الرئاسة للوزراء، أن مفيش مجاملات ولا محسوبيات، ثم ألاقى إن هذا يقول قريب أحد، ووالله العظيم أنا لم أحابِ أحداً من أبنائى»، مضيفاً: «كل مسئول فى وزارة ألاقى الرقابة تقبض على مدعى سكرتير فى الرئاسة، يقول إنه يحصل على 100 ألف جنيه من أجل كذا». ووجه كلامه للوزراء: «أنا لو محتاج حاجة منكم هكلمكم، وازاى تقبلوا كده، ولو سمحتم مفيش محسوبية أو وساطة ولا مجاملة، وهنا مفيش حد أعلى من حد وكلنا زى بعض، وكل واحد يأخذ حقه فقط، وأرجو أن تكون الرسالة دى واضحة للجميع».

وأوضح أن الظروف صعبة لكننا تأخرنا كثيراً فى الإصلاح، وقال: «كان أمامنا نعبر ترعة صغيرة صعبة بس ننجح أو نستنى، وكان الخيار أمامى نبدأ دلوقتى ولا تتأجل لغيرى، فلو أجلتها لغيرى ورحت قدام ربنا هبقى مسئول ولّا لأ، وأنا كنت عارف إنها لو اتسابت كده هتضيع، والله ما كان فيه خيار آخر غير اللى بنعمله دلوقتى من قرارات فى الإصلاح الاقتصادى».

وأضاف: «الـ6 سنوات الماضية من 25 يناير كانت تكلفتها كثيرة علينا، وارتفعت المرتبات للقطاع الحكومى من 80 مليار جنيه إلى 230 مليار جنيه، يعنى 150 مليار زيادة، فهل جاءت موارد من الدولة تغطى المبلغ ده، بالطبع لا، فالـ150 مليار جنيه بنقترضها فى 6 سنوات بـ900 مليار جنيه، والاقتراض ده مؤشراته عاملة ازاى، وخدمتهم كام، يعنى تقريباً 150 مليار جنيه فى العام كمان».

وتابع: «الـ6 سنوات الماضية كسبنا فيها حاجات كثيرة كمصريين لكن نتج عنها تحديات كثيرة، وخلال كل ذلك، نسمع صوت الألم الذى يتسبب فيه الإصلاح الحقيقى نشعر به ونعمل جاهدين على تخفيفه من خلال التوسع فى شبكات الحماية الاجتماعية، وأنا اتكلمت مع الحكومة بضرورة التخفيف عن الفئات الأقل دخلاً، وهقول موضوع أو اتنين يطمنوكم على ده، فالسلع الأساسية يجب أن تتوفر لمدة 6 شهور بنفس الأسعار»، موضحاً أن سعر الدولار الحالى لن يستمر كثيراً، فهو ليس السعر العادل.

وأشار إلى أنه لاحظ شائعات كثيرة عن أنه سيتم زيادة سعر رغيف الخبز وهذا غير صحيح، موضحاً أن الرغيف حالياً يكلف 55 قرشاً ولم يمس ولن يمس، وقال: «إن فيه سلع بيزيد سعرها على الدولة بأكثر من 60% ولكن الدولة حريصة على الحفاظ على أسعار السلع»، موجهًا كل التحية للشعب المصرى لأنه تحمل إجراءات الإصلاح الاقتصادى، واصفاً إياه بالشعب العظيم.

وأضاف: «أنتم لم تقفوا جنبى ولكن جنب مصر، وأنتم لم تحافظوا علىّ أنا ولكن حافظتم على مصر والكل كان يراهن الشهر الماضى على إنه يقلب البلد دى، وكانوا يتخيلون أن 90 مليون مصرى اللى عمرهم آلاف السنين هيقلبوا البلد دى، والأجهزة تقول لى إن هناك من يحاول الهدم.. سيبونا فى حالنا بس».

وكرم الرئيس السيسى ثمانية علماء من الذين أثروا الحياة الدينية بفكرهم وجهدهم، منهم ستة مصريين بمنحهم وسام العلوم من الطبقة الأولى، وهم: الدكتور أسامة العبد رئيس اللجنة الدينية والأوقاف بمجلس النواب، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، والدكتور إسماعيل الكندرى مدير المكتب الكويتى للمشروعات الخيرية بالقاهرة، كما كرم الشيخ محمد عبدالعزيز توبة مدير مديرية أوقاف أسوان السابق، والشيخ خالد بن على آل خليفة وزير العدل والشئون الإسلامية والأوقاف بدولة البحرين، و4 من أساتذة جامعة الأزهر والعاملين بالأوقاف الذين أثروا الحياة الدينية.


مواضيع متعلقة