مشرف «الآثار الغارقة»: اليونيسكو قدمت حلاً لحماية «قايتباى» يساعد فى إنعاش الاقتصاد والسياحة بدون تكلفة

مشرف «الآثار الغارقة»: اليونيسكو قدمت حلاً لحماية «قايتباى» يساعد فى إنعاش الاقتصاد والسياحة بدون تكلفة
- أبى الهول
- أسطوانة مدمجة
- أعمال ترميم
- البحر الأحمر
- التراث العالمى
- التليفزيون المصرى
- الجهات الأجنبية
- الدكتور خالد العنانى
- الدكتور محمد
- الصحف الفرنسية
- أبى الهول
- أسطوانة مدمجة
- أعمال ترميم
- البحر الأحمر
- التراث العالمى
- التليفزيون المصرى
- الجهات الأجنبية
- الدكتور خالد العنانى
- الدكتور محمد
- الصحف الفرنسية
كنز مدفون، آثار تحت المياه غير مرئية للجمهور، مشاريع حبر على ورق لم تنفذ منذ سنوات طويلة ووزراء يطلقون وعوداً لا تتحقق.. هى «الآثار الغارقة»، التى ما زالت فى انتظار قرار تنفيذ متحف تحت الماء منذ سنوات، «الوطن» حاورت الدكتور محمد عبدالمجيد، المشرف العام على الآثار الغارقة بوزارة الآثار، الذى كان ضمن الفريق الأول الذى أنشأ تلك الإدارة منذ 20 عاماً، فأكد أن مشروع إنشاء المتحف البحرى معطل منذ الثمانينات، وأن الصين نفذت الفكرة «وإحنا لسه بنفكر».. إلى نص الحوار.
■ صف لنا حجم وطبيعة الآثار الغارقة تحت مياه البحر بالإسكندرية؟
- تحت مياه البحر تقبع أرصفة وبقايا المعابد، وأسطول من المراكب يصل إلى 86 مركباً، اكتشفنا منها 4 مراكب وكان من بينها مركب مصرى يرجع للقرن الخامس قبل الميلاد، مصنوع من خشب «الجميز» وطوله 30 متراً، ويوجد مركب آخر طوله 9 أمتار ويعود للعام التاسع قبل الميلاد، وبمساعدة البعثات طورنا المخازن والرفوف، وكل القطع الأثرية الصغيرة الموجودة تحت المياه ودائماً ما يتم استخراجها من أجل دراستها.
{long_qoute_1}
■ كم عدد القطع الأثرية الموجودة بمخازن الآثار الغارقة؟
- توجد 5 آلاف قطعة أثرية داخل المخازن، تم عرض أول مجموعة معروضة فى المتحف اليونانى، والثانية فى متحف مكتبة الإسكندرية، والثالثة فى المتحف القومى، والأخيرة فى المتحف الكبير «مدينة هيراكليوم».
■ حدثنا عن بدايات إنشاء إدارة آثار غارقة فى وزارة الآثار؟
- وصلت بعثة أجنبية للإسكندرية للبحث عن الآثار الغارقة تحت المياه منذ 20 عاماً، وبنهاية عملها قدمت تقريرها على أسطوانة مدمجة وتم تسليمها للوزارة، ولم يعرف أحد من مفتشى الآثار ما وصلت إليه البعثة الأجنبية، فشعرت أنا ومجموعة من زملائى فى العمل بالفشل، وهذا كان السبب الرئيسى الذى قادنا إلى إنشاء جمعية للآثار الغارقة فى بادئ الأمر، وبعدها بدأت أعمال ترميم لموقع الفنار عام 1994، وخلال الأعمال تبين وجود آثار مهمة جداً تحت المياه، ومن يومها زاد الطلب على استكشاف المواقع الأثرية الغارقة وتم تدريب 10 أفراد على عمليات الاستكشاف على يدى بعثتين أجنبيتين، وفى عام 1996 تم الكشف عن الحى الملكى فى الميناء الشرقى، ووصل عدد العاملين فى استكشاف الآثار الغارقة وقتها إلى 14 فرداً، وفى نهاية العام بدأ النظر إلى تحويل الجمعية إلى إدارة للآثار الغارقة تتبع وزارة الآثار، ومنذ هذا الوقت نمر بمراحل هبوط وصعود.
{long_qoute_2}
■ ما أول إنجاز حققته إدارة الآثار الغارقة؟
- الإنجاز الأول كان عام 1997، حيث تم رفع 3 رؤوس تماثيل لأبى الهول من فنار الإسكندرية، التى كانت مهددة بالضياع، بالإضافة إلى منع إقامة فندق داخل الميناء الشرقى على هيئة فنار، وبدأنا عملية استكشاف فى المعمورة عام 1999.
■ ما العقبات التى واجهت الإدارة بعد مرور 20 عاماً على إنشائها؟
- الآثار الغارقة تعانى من أنها غير مرئية، لأنها تحت المياه، وإذا ظلت تحت المياه لن يستطيع أحد رؤيتها، بالتالى كانت الإدارة مثقلة بالأعباء دائماً، وهمها اليومى المتكرر حل المشاكل اليومية، ووضع الخطة المستقبلية لكل قطاع لتنفيذها بإمكانيات متواضعة لا تلبى طموحات العاملين فى الإدارة.
■ وماذا عن زيارة جاك شيراك رئيس جمهورية فرنسا الأسبق لإدارة الآثار الغارقة؟
- زيارة جاك شيراك للآثار الغارقة كانت عام 1996 بناء على طلب منه، عندما سمع عن رفع رأسى أبوالهول، ورفعنا أمامه تمثال بطليموس، الذى يوجد حالياً فى مدخل مكتبة الإسكندرية، ووقتها جميع الصحف الفرنسية كتبت فى صدر صفحاتها الأولى عنوان «الرئيس يلتقى بالإمبراطور».
■ لماذا لم يتم تنظيم معرض للآثار الغارقة بمصر على عكس إقامة معارض كثيرة فى باريس ودول أجنبية أخرى لآثارنا؟
- الآثار الغارقة لا تنظم معارض، فالجهات الأجنبية من الخارج تضع سيناريو لعمل معرض للآثار الغارقة فى بلادها، وتطلب من مصر عدداً من القطع الأثرية ويتم إرسالها لعرضها فى المعرض، ومنذ عام الثمانينات ونحن نطالب بإنشاء متحف بحرى ولم يتم الرد على مطلبنا وما زلنا ننتظر.
■ وما العقبة فى إنشاء متحف بحرى؟
- لا أعرف تحديداً، على الرغم من أن المتحف القومى تم إنشاؤه فى 5 سنوات، والمتحف البحرى ما زال فكرة منذ عام 1986، وأحاول من وقت لآخر أن أضع يدى على المعوقات التى تقف خلف عدم إنشاء المتحف دون جدوى، فالمتحف البحرى المفروض أنه يتحدث عن كل ما يتعلق بالحياة البحرية وكل الآثار التى تربط الإنسان بالبحر، وبعض من غير المتخصصين كانوا يتخيلون أن الوزارة ستقوم بوضع الآثار التى يتم انتشالها من تحت المياه فى المتحف البحرى، ولكن هذا خطأ لأن تمثالاً لرمسيس الثانى مثلاً لا يمكن وضعه فى هذا المتحف، الذى يقتصر على قطع أثرية أخرى من بينها المراكب، أدوات الصيد، أجزاء مراكب قديمة، وكل ما له علاقة بالبحر.
■ وماذا عن مشروع إنشاء متحف تحت الماء؟
- منذ عام 1996 نتحدث عن مشروع إنشاء متحف تحت الماء، وفى عام 97 دشنت منظمة اليونيسكو مؤتمراً كبيراً فى الإسكندرية بالاستاد وأكدت أن أحسن وسيلة لحماية قلعة قايتباى هى إنشاء متحف تحت المياه لحمايتها هى والميناء الشرقى وجميع الآثار الغارقة الموجودة تحتها، وتم إرسال أكثر من لجنة لدراسة المقترح، وفى عام 2006 تبنى الوزير فاروق حسنى الفكرة، ووقتها تم وضع تصور من قبل المهندس المعمارى الفرنسى «جاك روجيريه» المتخصص فى تصميم المدن السكانية تحت المياه فى مشاريع عالم البحار، وفوجئنا فى 2010 بافتتاح دولة الصين متحفاً تحت المياه، وكنا الدولتين الوحيدتين اللتين تحدثت عنهما منظمة اليونيسكو وأكدت ضرورة إنشاء متحف تحت المياه لحماية الآثار، وفى 2011 تحدثت مع محمد إبراهيم، وزير الآثار الأسبق، الذى كان يتولى الوزارة وقتها وقدمت مشروعاً لاستغلال القلعة وعمل مشروع كبير على 3 مراحل لنستغلها فى إنشاء مركز ثقافى بحرى، ومركز غوص بجوار الفنار بحيث يقوم السياح بالغوص مباشرة لموقع الفنار وداخل الميناء الشرقى.
■ هل عرضت دراسة لإنشاء متحف تحت المياه على وزارة الآثار؟
- طبعاً وكنا متحمسين للفكرة لأن المتحف سيخدم الإسكندرية، فلدينا أكثر من متحف على الأرض أما متحف تحت المياه فهو شىء نوعى ومختلف لجذب السياح، وهذا كان رأى منظمة اليونيسكو فى مايو 2013، وأكدت المنظمة استعدادها لمساعدة مصر فى إنشاء المتحف، وعن مسألة الرؤية تحت الماء فستكون واضحة لأن معظم الآثار توضع فى أسطوانة داخلية، مع تنظيف المكان بشكل أسبوعى بإسفنجة خاصة لهذا الأمر للإنارة، وأكد المهندس المعمارى الفرنسى الذى يبنى المدن تحت المياه إمكانية عمله، ونؤكد عدم احتياجنا لأموال من الدولة، فمؤسسات أجنبية خاصة ستتولى تمويل إنشاء المتحف، وتم عمل دراسة الجدوى والحصول على الموافقات، والتواصل مع منظمة اليونيسكو التى أبدت الترحيب الكامل والدعم وكنا وقتها فى مرحلة تنفيذ كراسة جدوى، ثم تنفيذ كراسة شروط لعمل مزايدة عالمية، ولم يصدر أى قرار بعدها.
■ هل تقدمت بهذا المشروع للوزير الحالى الدكتور خالد العنانى؟
جميع الأوراق موجودة عند الوزير الحالى.
■ وكم تبلغ تكلفة المتحف؟
- لا تقل عن 350 مليون دولار، وهناك شركات صينية نفذت مشروعاً لمتحف تحت المياه فى دولة اليونان، لو كنا جاهزين بدراسة الجدوى وكراسة الشروط كان من الممكن أن يتم تنفيذه فى مصر، خاصة أننا أفضل من اليونان من حيث الإمكانيات، وتلقيت اتصالات عديدة من دول أجنبية للسؤال عن المشروع ودراسة الجدوى للتنفيذ، ولا أملك رداً عن سبب التوقف.
■ ماذا عن تسجيل منطقة قلعة قايتباى والميناء الشرقى ضمن التراث العالمى بمنظمة اليونيسكو؟
- أعدت إدارة المنظمات الدولية بالتنسيق مع محافظة الإسكندرية خطة لوضع 3 مناطق داخل المدينة كتراث عالمى، منها القلعة والميناء الشرقى ومنطقة السلسلة وصولاً لشارع الترام، أما المخاطر فقد حدد المعهد القومى للعلوم الفيزيقية، مناطق الخلل والمشاكل فى قلعة قايتباى وبناء عليه تم تكليف مركز هندسة الآثار بجامعة القاهرة، بإجراء دراسة لمعالجة هذه المخاطر، وطلبوا وضع محطة زلزالية والوزير وافق عليها.
■ ماذا عن المخاطر التى تهدد الميناء الشرقى بالإسكندرية؟
- للأسف البعض يصدر قرارات غير مدروسة، مثل قرار عمل جراج أمام محكمة المنشية، والذى صدر 3 مرات، أولها كان فى آخر 2001 ووضعوا لافتة على الكورنيش بتوسيع الميناء الشرقى، وبعد تدخل الوزارة، تم وقفها، وفى 2006 صدر نفس القرار، ثم تم العدول عنه، والميناء يعانى من مشكلة العوالق والصرف الصحى والصيادين الذين يعملون فيها ويسرقون الآثار.
■ هل تعتبر الإسكندرية منجماً للآثار؟
- لدينا 6 أفلام عن الآثار الغارقة، ورغم ذلك لم يعرض التليفزيون المصرى أياً منها، وتم توثيق الإنجازات التى تمت فى أسوان فى فيلم آخر عام 2009، بالإضافة إلى تنفيذ مركب تجريبى على غرار «مركب حتشبسوت»، فى منطقة رشيد وسارت حتى البحر الأحمر، وحصل الفيلم على 16 جائزة عالمية وتم عرضه بإحدى القنوات العربية وتم توصيله للتليفزيون المصرى لعرضه ولكنه رفض.
■ هل توجد آثار غارقة مهددة بالضياع؟
- منطقة أبوقير المكان الوحيد الذى من الممكن أن تكون آثاره مهددة بالضياع، وذلك بسبب الصيد المفتوح فى المكان ومن الممكن مع جر الشباك تخرج الآثار.