الطقس السيئ يغلق موانئ الصيد.. والرياح تقتلع الأشجار

الطقس السيئ يغلق موانئ الصيد.. والرياح تقتلع الأشجار

الطقس السيئ يغلق موانئ الصيد.. والرياح تقتلع الأشجار

ضربت موجة من الطقس السيئ مختلف أنحاء محافظات الوجه البحرى والمدن الساحلية، أمس، وشهدت مناطق مختلفة من هذه المحافظات تراكم مياه الأمطار فى الشوارع والميادين، فضلاً عن انقطاع التيار الكهربائى عن بعض المدن إثر سقوط أعمدة الإنارة والأسلاك الكهربائية نتيجة شدة الرياح، فيما استمر إغلاق موانئ الصيد فى بعض المحافظات الساحلية لحين تحسن الأحوال الجوية.

استوعبت الترع والمصارف والقنوات المائية كميات الأمطار الغزيرة التى سقطت فى محافظات الدلتا خلال اليومين الماضيين، ونجحت خطة الحكومة التى تم تنفيذها خلال العام الماضى فى أول «اختبار» لها فى إنقاذ منطقة غرب الدلتا من الغرق، بعد أن تسببت أمطار الشتاء الماضى فى غرق آلاف الأفدنة من الأراضى الزراعية فى «البحيرة» وإصابة «الإسكندرية» بالشلل التام،

وقالت الدكتورة إيمان سيد، مدير إدارة تحسين الموارد المائية بوزارة الرى، إنه «تم توفير رية كاملة لموسم الزراعات الشتوية فى منطقة الدلتا، كما استوعبت الترع والمصارف كميات كبيرة من المياه، وقدر مركز التنبؤ بالأرصاد التابع للوزارة كميات المياه بشكل مبدئى بما يقرب من 60 مليون متر مكعب، تم تخزين جزء كبير منها للاستفادة منه فى الزراعة»، مشيرة إلى أن «ذلك يأتى فى إطار الاتجاه الحديث للحكومة فى تنفيذ خطة الإدارة الرشيدة لتوفير المياه والحفاظ عليها من الهدر عبر تطويع التكنولوجيا الحديثة المتمثلة فى استخدام صور الأقمار الصناعية للتنبؤ بالطقس فى إدارة المناسيب المنصرفة من السد العالى لاستخدامها فى رى الأراضى الزراعية لتصبح الأمطار مصدراً للخير بدلاً من النقمة». {left_qoute_1}

من جانبه، قال المهندس إبراهيم سلمان، مدير منطقة صرف غرب الدلتا بـ«الرى»، إن «مهندسى وعمال الوزارة فى محافظات الدلتا قاموا أمس بالمرور على كافة الترع والمصارف للتأكد من قدرتها على استيعاب الأمطار الغزيرة وإعداد تقارير عن الوضع العام لها»، مؤكداً أنه «لم تحدث أى اختناقات للمياه كما حدث العام الماضى، واستوعبت مصارف العموم والماكس وطرد القلعة وطرد محطة القلعة وأبوقير وبوغاز المعدية فى الإسكندرية والبحيرة أكثر من 10 ملايين متر مكعب سيتم الاستفادة منها بشكل كامل».

وفى البحيرة، استمرت موجة الطقس السيئ المصحوب ببرودة ورياح وأمطار غزيرة، لليوم الثالث، وانتشرت تجمعات وتراكمات المياه بشوارع المدن خاصة رشيد وإدكو وكفر الدوار، ما أدى إلى إعاقة حركة المرور والمشاة، كما حاصرت مياه الأمطار سوق رشيد ومنعت أصحاب المحال التجارية والمواطنين من الدخول أو الخروج من وإلى السوق، وتعطلت محطة توليد كهرباء المحمودية، إثر سقوط أعمدة وأسلاك كهرباء وأشجار فى عدد من المدن والقرى، ما نتج عنه إصابة طالبة بالصف الثانى الإعدادى، بصعق كهربائى إثر ملامستها أحد أعمدة الإنارة، فضلاً عن انهيار جزء من منزل بقرية «برج رشيد» دون وقوع إصابات.

وقال أحمد السمرى، رئيس لجنة الدفاع عن الحريات بنقابة المحامين فى رشيد، إن «مدينة رشيد وقراها، غرقت فى مياه الأمطار، فيما حاصرت المياه البيوت، وفشل أصحاب المحلات والمواطنون فى الدخول إلى سوق المدينة الرئيسى للخضر والفاكهة بسبب ارتفاع منسوب المياه نتيجة تعطل صفايات المطر وعدم استيعابها كميات المياه الغزيرة التى سقطت على المدينة على مدى يومين متواصلين، ما تسبب فى معاناة الأهالى، كما غرق شارع الكورنيش وتوقفت الحياة بالمدينة، مع أول موجة أمطار فى فصل الشتاء».

فيما قال وليد الكفراوى، من أهالى رشيد، إن الأمطار الغزيرة تسببت فى انهيار جزئى فى منزل بقرية «برج رشيد»، وأنقذت العناية الإلهية 3 أشخاص كانوا موجودين بجوار المنزل لحظة سقوط جزء منه، مستنكراً ما وصفة بـ«تقاعس المحليات» رغم إعلان الأجهزة التنفيذية حالة الطوارئ.

وفى السياق، قال عيد ظريف، من أهالى إدكو، إن مياه الأمطار حاصرت الأهالى فى منازلهم ومحلاتهم، نتيجة استمرار هطولها وبغزارة على المدينة، ما أدى إلى تراكمها فى المناطق المنخفضة، وارتفعت إلى 40 سنتيمتراً بميدان «صلاح سالم»، ما أدى إلى مضاعفة معاناة المواطنين.

وأوضح الدكتور محمد سلطان، محافظ البحيرة، أنه تم التعامل مع تداعيات موجة الأمطار الغزيرة التى ضربت المحافظة، خاصة المدن الساحلية «رشيد وإدكو»، مشيراً إلى أنه تم سحب تجمعات المياه المتراكمة بشوارع المدينتين، بعد أن تم تزويد المركزين بـ10 سيارات كسح لشفط المياه، لافتاً إلى أنه قام بجولة مساء أمس الأول فى مدينتى إدكو ورشيد، للوقوف على أعمال رفع تراكمات مياه الأمطار من الشوارع، موضحاً أنه تم تنفيذ أعمال رفع وشفط المياه من خلال المعدات المجهزة، وفقاً لخطة العمل التى تم إعدادها مسبقاً للتعامل مع الأمطار والسيول.

وفى دمياط، هطلت أمطار غزيرة على سواحل المحافظة أمس مصحوبة برياح شديدة، فيما أغلق بوغاز مدينة «عزبة البرج» لليوم الثالث على التوالى وتوقفت حركة الصيد بالميناء دون أن تتأثر حركة الملاحة البحرية بميناء دمياط، كما استمر إغلاق ميناء الصيد فى بورسعيد لليوم الثالث على التوالى، وقال مصدر مسئول بالميناء لـ«الوطن» إنه تم إغلاق ميناء الصيد لحين تحسن الأحوال الجوية، مؤكداً أن حركة الملاحة فى قناة السويس لم تتأثر بالطقس السيئ.

يأتى ذلك، فيما اجتاحت محافظة جنوب سيناء رياح شديدة محملة بالرمال، وأعلن مركز عمليات المحافظة «حالة الاستنفار القصوى»، وقال العميد عصام خضر، مدير عام مركز العمليات وإدارة الأزمات، إن المحافظة تشهد حالة من عدم استقرار فى الطقس، خاصة منطقة شمال خليج السويس، لافتاً إلى أن العاصفة الرملية اجتاحت معظم مدن المحافظة ولم يتم غلق أى من الطرق جراء العاصفة، مناشداً المواطنين توخى الحذر أثناء قيادة السيارات، وأضاف «خضر» أن «من المنتظر أن تشهد بعض مدن المحافظة خلال الساعات المقبلة سقوط أمطار خفيفة طبقاً لتحذيرات هيئة الأرصاد الجوية، وقد تم رفع درجة الاستعداد القصوى بجميع مدن المحافظة تحسباً لأى تقلبات جوية غير متوقعة».

من جهة أخرى، قال الدكتور أحمد عبدالعال، رئيس مجلس إدارة هيئة الأرصاد الجوية، إن «أمس كان اليوم الأخير فى موجة الطقس السيئ وحالة عدم الاستقرار فى الأحوال الجوية، وستبدأ حالة الطقس اليوم فى التحسن، ودرجات الحرارة فى الارتفاع وتنعدم فرص سقوط الأمطار على كافة الأنحاء»، وأضاف «عبدالعال» فى تصريحات أمس، أن حالة عدم الاستقرار ستقل حدتها بدءاً من اليوم، إذ ستسقط الأمطار الخفيفة على السواحل الشمالية للبلاد، موضّحاً أن هذه الموجة «ستنكسر» بدءاً من غد، وستتحسن الأحوال الجوية.


مواضيع متعلقة