"الأمم المتحدة" عن الشباب العربي: أكبر تكتل في تاريخ أمتهم.. وعليهم اغتنام الفرصة
صورة أرشيفية
أصدر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الدول العربية، تقريرًا يتناول "التنمية الإنسانية العربية للعام 2016: الشباب وآفاق التنمية واقع متغير"، ينطلق التقرير من حقيقة أن جيل الشباب الحالي يمثل "أكبر كتلة شبابيّة تشهدها المنطقة على مدى السنوات الخمسين الماضية"، إذ يكون 30% من سكّانها الذين يبلغ عددهم 370 مليون نسمة، وهي أعلى نسبة في تاريخ المنطقة.
وأشارت هيلين كلارك، مديرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إلى أن ما يقارب ثلث سكان المنطقة هم من الشباب في أعمار 15 - 29 سنة، وهناك ثُلث آخر يقل عمرهم عن 15 عامًا، وهو ما يضمن استمرار هذا "الزخم السكاني" إلى العقدين القادمين على أقل تقدير، ويُوفر فرصة تاريخية يتحم على البلدان العربية اغتنامها.
وأوضحت صوفي دو كاين، مديرة المكتب الإقليمي للدول العربية بالإنابة ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أن التقرير يشدد على أنَّ الشباب في المنطقة العربية لا يمثلون مشكلة لعملية التنمية أو عبئًا عليها، إنما هم مورد أساسي لحل مشاكل التنمية في هذه المنطقة، ويَخلص إلى أن في وُسع البلدان العربية تحقيق طفرة تنموية هائلة، وضمان استقرار مستدام، إذا وضعت على رأس أولويّاتها العاجلة تمكين شبابها والاعتماد عليهم لدفع عجلة العملية التنموية، بناءً على هذه المقاربة، يدعو التقرير البلدان العربية إلى تبني نموذج تنموي جديد يرتكز على تعزيز قدرات الشباب، وتحرير طاقاتهم، وتوسيع الفرص المتاحة لهم؛ بما يَفسح المجال أمامهم لممارسة حرية أكبر في تشكيل مستقبلهم، ومن ثمَّ للمساهمة الفاعلة في تنمية مجتمعاتهم وبلدانهم.
يؤكد التقرير أن المؤشرات المتوفرة عند صدوره، أن غالبية الشباب الساحقة في المنطقة العربية لا تَميل إلى تبني أفكار متطرفة عنيفة، ولا إلى المشاركة في مجموعات أو نشاطات ذات صلة.
كما أشار التقرير إلى 6 أسباب لعدم تمكين الشباب في المنطقة العربية، وهي: "ندرة فرص العمل اللائق، ضعف المشاركة السياسية، انخفاض جودة الخدمات العامة في مجالي التعليم والصحة، سوء إدارة التنوع في المجتمع، انتشار مفاهيم وممارسات موروثة تُعيق المساواة بين الجنسين، صراعات مطولة تُقوِّض مكتسبات التنمية".
وأوضح التقرير، أن إقصاء الشباب يَعُمّ المنطقة العربية، ويظهر في نواحٍ متعددة، وتزداد حدّتُه على نحوٍ خاص بالنسبة إلى الشابّات، وتجاه العائشين في بلدان تشهد صراعات، والنازحين داخليًّا، واللاجئين إلى بلدان أخرى هربًا من العنف وانعدامِ الأمن.
ولفت التقرير إلى أهم التحديات التي تواجه الشباب في 12 دولة عربية، وتصدرت مصر وتونس المجموعة القائم عليها الاستفتاء، حيث جاءت النسب الأعلى في تحدي الوضع الاقتصادي "الفقر والبطالة وارتفاع الأسعار" إلى جانب الفساد المالي والإداري.