أوبك تسعى إلى عقد اتفاق للحد من إنتاجها الأربعاء
صورة أرشيفية
تسعى منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، الأربعاء المقبل، في فيينا، إلى إبرام اتفاق للحد من انتاجها والسعي بذلك إلى رفع الأسعار، لكن الكثير من الشكوك تلقي بثقلها على هذه المفاوضات البالغة التعقيد وخصوصا الإجراءات العملية لهذا الاتفاق.
وفي حال الاتفاق، ستكون المرة الأولى التي تتوصل فيها أوبك منذ ثماني سنوات إلى توافق على تقليص انتاجها.
ومنذ بضعة أسابيع، تجري مشاورات مكثفة بين الأعضاء الـ14 للاتفاق على حصة كل بلد، من أجل التوصل إلى هذا الاتفاق الذي تطالب به بإلحاح الدول الأكثر اعتمادا على النفط مثل "نيجيريا وفنزويلا"، لكنها تواجه صعوبات من جراء المنافسة الشديدة بين إيران والسعودية، والوضع الهش لبعض المنتجين الذين يواجهون حروبا "العراق وليبيا".
وقد اتفق وزراء أوبك، قبل شهرين في العاصمة الجزائرية، خلال اجتماع غير رسمي على إعادة انتاجهم إلى ما بين 32 و33 مليون برميل يوميا، والتوصل إلى اتفاق مع كبار المنتجين الأخرين بدءا بالأول بينهم، روسيا التي أعربت عن موافقتها، من أجل رفع الأسعار التي تأثرت بتخمة العرض منذ صيف 2014.
وقال فؤاد رزاق زاده، المحلل لدى فوريكس.كوم، إن "عددا متزايدا من المحللين النفطيين أجمعوا على أن أوبك ستكون قادرة على التفاهم على شكل من الإتفاق مع روسيا من أجل إعادة استيعاب إنتاج النفط الخام".
ومن المنتظر وصول وزير الطاقة الجزائري نورالدين بوطرفة، ونظيره الفنزويلي ايلوجيو دل بينوسي، اليوم، إلى موسكو لمحاولة إقناع روسيا بخفض انتاجها 600 الف برميل يوميا.
وكان وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك، أعلن، الخميس، أن الكارتل اقترح على موسكو خفض انتاجها 500 الف برميل في اليوم.
وما زال يتعين معرفة هل يمكن أن تستمر فعالية هذا التدبير، فيما ضخت أوبك كميات من النفط الخام اكثر من أي وقت مضى في أكتوبر 33، 64 مليون برميل يوميا، وازداد الإنتاج الروسي كثيرا في السنوات الأخيرة ليبلغ أكثر من 11 مليون برميل يوميا، ويطالب عدد كبير من أعضاء أوبك باستثنائهم من أي تدبير يكون ملزما لعروضهم.
وتفيد معلومات سربت الى الصحافة هذا الاسبوع، ان كل بلد سيقترح خفض انتاجه بنسبة 4 الى 4،5%، باستثناء نيجيريا وليبيا التي قالت الاحد ان خفض انتاجها "غير مطروح".
وقال محللو "جي.بي.سي انيرجي" ان "تاثير اي قرار لأوبك على متوسط الاسعار في 2017، مبالغ به كثيرا، لأن كل خفض محتمل للانتاج لن يشكل سوى جزء ضعيف نسبيا من لعبة التوازن العالمي للعرض والطلب، مع عوامل كبيرة مثل النفط الصخري الاميركي".
واذا كانت السعودية اعتبرت في فترة ما ان التوافق "ملح"، ارسل العراق، المنتج الثاني في المجموعة، رسائل متناقضة.
وقال خالد الفالح، وزير الطاقة السعودي، أمس، في تصريحات اوردتها الصحافة السعودية، إن بلاده تتوقع تعافيا للطلب عام 2017 وان الاسعار ستتجه نحو الاستقرار بدون تدخل اوبك.
وقال المحلل لدى "اس اي بي" بيارن شيلدروب "هذه طريقة واضحة لتحضير الاسواق لاحتمال فشل المفاوضات".
وبحسب صحيفة "فايننشال تايمز" الاثنين فان السعودية قد تكون عرضت على ايران تجميد انتاجها على 3,8 مليون برميل في اليوم مقابل خفض بنسبة 4,5% لانتاجها الخاص، لحوالى 10,5 مليون برميل.
وترفض طهران التي تنهض من عقوبات دولية اثقلت البلاد من 2012 وحتى 2015، بشكل قاطع خفض عرضها.