بالصور| حداد في كوبا حزنا على وفاة "كاسترو"

كتب: أ ف ب

بالصور| حداد في كوبا حزنا على وفاة "كاسترو"

بالصور| حداد في كوبا حزنا على وفاة "كاسترو"

عمت مظاهر الحداد كوبا، اليوم، بعد وفاة زعيمها الثوري فيدل كاسترو، وسط استعدادات الجزيرة الشيوعية للوداع الأخير لكاسترو، بمراسم تكريم ضخمة وموكب تشييع يستمر 4 أيام.

بعد المفاجأة التي أثارها إعلان وفاة كاسترو عن 90 عاما، ويتوقع بدء الاستعدادات بهدوء اليوم، الذي لا يشمل أي نشاط رسمي.

وتوفي كاسترو الذي حكم كوبا بقبضة حديدية، متحديا الولايات المتحدة طوال نصف قرن، في وقت متأخر الجمعة، بعدما مرت عليه 11 إدارة أمريكية، ونجا من مئات محاولات الاغتيال. ولم تعلن السلطات سبب الوفاة.

وكان مقررا أن يتم السبت إحراق جثمان القائد المثير للانقسام وعملاق القرن العشرين، الذي انتقل إلى القرن التالي رغم كل التوقعات، في اليوم الأول من 9 أيام أعلن فيها الحداد الرسمي.

وغدا، تنطلق سلسلة مراسم تكريم بتجمع للكوبيين في ساحة الثورة التاريخية في هافانا. ولاحقا سينقل رماد كاسترو في مسيرة تستغرق 4 أيام عبر البلاد، قبل مواراته في مدينة سانتياجو جنوب شرق البلد في 4 ديسمبر 2016.

وتشكل سانتياجو ثاني مدن كوبا، والتي شهدت محاولة كاسترو الأولى لإطلاق الثورة في 1953، قبل 6 سنوات من نجاحه في طرد الديكتاتور الذي تدعمه الولايات المتحدة فولجنسيو باتيستا.

وسط حب معجبيه الذين يرونه مخلصا للشعب من جهة، وكراهية أعدائه الذين يعتبرونه طاغية شرسا من جهة أخرى، حكم كاسترو كوبا من 1959 حتى تسليمه السلطة إلى شقيقه الأصغر راوول كاسترو في 2006 وسط أزمة صحية.

وحتى في تلك الفترة ظل وجوده طاغيا، فكثف مقالات الهجوم على "الإمبريالية" الأمريكية في الصحف الرسمية، محافظا على نفوذ واسع من الكواليس.

- موضع خلاف حتى في مماته -

وأثار كاسترو الشقاق على حد سواء في حياته ومماته، وأثار إعلان وفاته ردود فعل حادة وعلى طرفي نقيض حول العالم.

وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن "رجل الدولة المميز يعتبر بحق رمزا لحقبة في التاريخ الحديث للعالم"، مضيفا أن كاسترو "كان صديقا وفيا لروسيا يمكنها الاعتماد عليه".

من جهته، قال الرئيس الصيني شي جينبينغ في رسالة بثها التلفزيون السبت: "فقد الشعب الصيني رفيقا صالحا ووفيا، الرفيق كاسترو سيبقى خالدا".

لكن في مدينة ميامي التي تعد أكبر جالية كوبيين في المنفى، فروا من حكم كاسترو إلى الولايات المتحدة، أقامت حشود مبتهجة احتفالات صاخبة. وكذلك صدرت ردود فعل شديدة التفاوت من الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما، والرئيس المنتخب دونالد ترامب.

وفيما اعتبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أن "التاريخ سيحكم على التأثير الهائل" للزعيم الكوبي الراحل، رأى خلفه دونالد ترامب أن كاسترو كان "ديكتاتورا وحشيا قمع شعبه".

وكان ترامب دعم في البداية سياسة التقارب مع كوبا، إلا أنه مع دخوله في الحملة الانتخابية عاد وأبدى تحفظات، معربا عن الأسف لأن أوباما لم يحصل على شيء مقابل تخفيف العقوبات الأمريكية المفروضة على النظام الكوبي.

وأعلن في أكتوبر أنه "سيفعل ما هو ممكن للحصول على اتفاق صلب" مع كوبا، ما يؤشر إلى احتمال عودته عن بعض ما توصل إليه أوباما.

وقالت أوروبا مينديز البالغة 82 عاما، وهي دامعة: "ماذا عساي أقول؟ فيدل كاسترو كان شخصا كبيرا جدا"، متذكرة حياة فقر عاشتها قبل ثورة كاسترو في 1959. وأضافت: "كان فيدل دائما الأول في كل شيء، قاتل من أجل المظلومين والفقراء".

- ناج من 638 محاولة اغتيال -

وفيدل كاسترو نجل أحد كبار ملاكي الأراضي من ذوي الأصول الإسبانية، وفاجأ حتى أنصاره بتقربه من موسكو بعيد توليه السلطة في يناير 1959، وتبنى في أثناء حكمه شعار "الاشتراكية أو الموت" الذي رافقه حتى النهاية.

وتحدى فيدل كاسترو 11 رئيسا أمريكيا، ونجا من عدد قياسي من المؤامرات لاغتياله بلغ 638 محاولة بحسب موسوعة جينيس، إضافة إلى محاولة فاشلة لإنزال منفيين كوبيين مدعومين من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي ايه) في خليج الخنازير (جنوب كوبا) في أبريل 1961.

وفي أكتوبر 1962 وقعت أزمة الصواريخ التي تسبب بها نصب صواريخ نووية سوفيتية في كوبا، ما أثار أزمة وضعت العالم على شفير حرب ذرية.

وأثارت الثورة الكوبية حينها نوعا من الإعجاب، وتباهى النظام بأنه قضى على الأمية وأقام نظاما صحيا ناجعا، وفي متناول جميع سكان كوبا البالغ عددهم 11.1 مليونا، وهو إنجاز نادر في بلد فقير في أمريكا اللاتينية.

لكن انهيار الاتحاد السوفيتي، أهم ممول لكوبا، في 1991 سدد ضربة قوية للاقتصاد الكوبي، وواجه السكان نقصا كبيرا في التموين، فيما توقع كثيرون نهاية نظام كاسترو. لكن فيدل بطل الاستمرارية السياسية، وجد مصدرا جديدا للدخل مع السياحة، وخصوصا مع حليفين جديدين هما الصين وفنزويلا، في عهد الرئيس هوجو تشافيز الذي قدمه كاسترو بوصفه "ابنه الروحي".


مواضيع متعلقة