مصادر: جهات سيادية تجرى تحقيقات لكشف المتورطين فى غرق مدينة رأس غارب بسبب السيول

كتب: محمد أبوعمرة

مصادر: جهات سيادية تجرى تحقيقات لكشف المتورطين فى غرق مدينة رأس غارب بسبب السيول

مصادر: جهات سيادية تجرى تحقيقات لكشف المتورطين فى غرق مدينة رأس غارب بسبب السيول

كشفت جولة «الوطن» لتفقد سدود محافظة «البحر الأحمر» المقامة فى مجرى مخرات السيول والمواجهة للمدن والمنشآت الحيوية، عن تخزين كميات كبيرة من المياه بلغت ٢ مليون متر مكعب، وحماية مدينة «سفاجا» من كارثة محققة بفعل السيول التى شهدتها المنطقة بداية الشهر الحالى، كما كشفت الجولة عن تورط «هيئة الطرق والكبارى» فى تحويل مسار مياه «وادى أبوحاد» فى اتجاه مدينة «رأس غارب»، الأمر الذى تسبب فى كارثة غرق المدينة مؤخراً، بسبب الرفع المتكرر لمستوى الطريق لأكثر من مترين دون مراعاة مجرى الوادى، وهو ما اعترض مسار المياه وأسهم فى توجيهها نحو المدينة بدلاً من مسارها الطبيعى نحو البحر.

{long_qoute_1}

وكشفت مصادر مسئولة فى «البحر الأحمر» عن تحقيقات تجريها جهات سيادية ولجنة فنية، حالياً، لمعرفة المتسبب فى الكارثة دون مراعاة الظروف الجغرافية والنواحى الهندسية المتبعة فى تعلية الطريق، وتغيير تصميمه عن مستوى الأرض المقام بها، للسماح بمرور المياه فى مسارها الطبيعى إلى المستوى الحالى.

وأوضحت المصادر أنه تم تعلية الطريق المقام عام ٢٠٠٨ فى «وادى الدرب» بشكل عرضى نحو البحر، الذى يبدأ من طريق «الشيخ فضل» بالمنيا، ويتجه نحو مدينة «رأس غارب» على البحر الأحمر، بعد أن كان مستواه الأصلى يسمح بمرور المياه المتجمعة بين سلاسل جبال البحر الأحمر، ليمر الماء عليها بشكل طبيعى فى «وادى الحاد» المتقاطع مع «وادى الدرب» لتتجه نحو البحر مباشرة بعيداً عن «رأس غارب»، إلا أن خطأ فنياً وراء تعلية الطريق لمترين ساهم فى تجميع ١٢٠ مليون متر من مياه الأمطار، التى اتجهت نحو المدينة فى صورة سيول جارفة، الأمر الذى تسبب فى الكارثة.

من جانبه، قال الدكتور صلاح شحاتة، وكيل إدارة المياه الجوفية فى المحافظة، إن «مشروعات الحماية بلغت ١٠ سدود وبحيرتين صناعيتين، حمت مدينتى سفاجا والقصير تماماً من مخاطر السيول المدمرة، وقد تم إنشاؤها فى ٩١ وادياً رئيسياً، على طول 1080 كيلومتراً فى البحر الأحمر».

وأضاف «شحاتة» أن «الوزارة نفذت 5 سدود بمدينة سفاجا منها سد وادى أبوماية غرب سفاجا بسعة تخزينية 120 ألف متر مكعب، وسد وادى البارود الأبيض بسعة 3.5 مليون متر من المياه، وسد وادى جاسوس بسعة 210 آلاف متر»، لافتاً إلى أن «هذه السدود حمت المنشآت السياحية بمدينة سفاجا من الغرق، كما حمت طريق سفاجا - قنا، ومدينة سفاجا وطريق سفاجا - القصير وقرية أم الحويطات، فضلاً عن الميناءين البرى والبحرى ومبنى الإذاعة والتليفزيون وقرية البضائع ومجمع المحاكم والنيابة وقرية الحجاج، وأكثر من ١٠٠ ألف نسمة كانوا معرضين لسقوط ما يقرب من مليون طن تمثل حمولة المياه التى خزنتها السدود».

وأشار «شحاتة» إلى «امتلاء خمسة سدود بالمياه وفيضان كمية من المياه من أعلى السد، وامتلاء سد وادى أبوماية البالغ ارتفاعه 5 أمتار وطوله 100 متر بـ120 ألف متر مكعب مياه، كما قام سد وادى سفاجا جنوب المدينة بتخزين 210 آلاف متر مكعب مياه فى البحيرة المرفقة به، وحمى سد وادى جاسوس جنوب سفاجا وطريق سفاجا - القصير وبعض المنشآت السياحية وقام بتخزين 190 ألف متر مياه تشكل كتلة من الوزن تبلغ 210 آلاف طن، كما احتجز سد وادى البارود الأبيض رقم 2 غرب مدينة سفاجا كمية من المياه بلغت 175 ألف متر مكعب، ولم يتأثر السد بالسيول رغم احتجاز كميات كبيرة من الماء خلفه».

من جهة أخرى، قال الدكتور محمد عبدالعاطى، وزير الرى والموارد المائية، إن «سدود الإعاقة والتخزين المقامة فى أودية جبال البحر الأحمر امتلأت عن آخرها بمياه الأمطار الغزيرة التى سقطت فى المحافظة، وحمت هذه السدود مدينة وميناء سفاجا على البحر الأحمر من دمار محقق فضلاً عن خسائر فى الأرواح».

وأضاف وزير الرى، فى تصريحات أمس، أن «الوزارة بقطاعاتها المختلفة حققت نجاحاً كبيراً وغير مسبوق بفضل هذه السدود فى دفع مخاطر السيول الفجائية المدمرة عن مدينة سفاجا»، مؤكداً أن «محافظة البحر الأحمر لم تشهد من قبل سيولاً بهذه الكميات كما شهدت مؤخراً، علماً أن الدراسات البحثية أكدت أن السبب فى هذه الأمطار الغزيرة والسيول هو ظاهرة التغيرات المناخية التى تحدث فى كل أنحاء العالم والتى يترتب عليها تغيير فى حزام الأمطار حول الكرة الأرضية».


مواضيع متعلقة