بالصور| أهالي رأس غارب يستعدون للسيول بجهود ذاتية:" الحكومة يومها بسنة"

08:36 ص | الثلاثاء 15 نوفمبر 2016

لم ينتظر أهالي رأس غارب تدخل الحكومة لحمايتهم من أخطار السيول خاصة بعد التحذيرات الأخيرة بشأن احتمالية تعرض المحافظة لأمطار تصل لحد السيول وبعد ما تعرضت له المدينة نهاية الشهر الماضي من سيول أسفرت عن أضرار جسيمة.

وحمّل بدر عبدالسيد من أهالي المدينة على عاتقه حماية المدينة من تعرضها لموجة سيول أخرى، وهو ما دفعه للتوجه بمعدات المحاجر التي يمتلكها إلى طريق "رأس غارب - الشيخ فضل" إلى مخر السيول لتغير مسار السيل وإنشاء حواجز ترابية ومصدات بشكل مؤقت لحين قيام الحكومة بإنشاء عددا من السدود تحمى المدينة من مخاطر السيول وبدأت المعدات في الأعمال منذ عدة أيام وتكاتف أهالي المدينة لحمايتها.

وقال الحاج بدر عبدالسيد، لـ"الوطن"، إن الغرض من الأعمال الجارية بمشاركة أهالي المدينة هو تحويل مسار السيل لينزل على البحر بدلا من المدينة، مضيفا أنه جاري الآن إنشاء 3 سدود ترابية وتغير مجرى السيل في منطقة وادي أبو حاد، وساتر ترابي مرتفع مع وضع مصدات خرسانية بعرض الطريق لتحويل مياه السيول في حالة وجودها إلى مسارها السابق لطريق غرب بكر شمال رأس غارب.

وقال لطفي الدمراني، إن عبدالسيد أوقف العمل في المحاجر الخاصة به ودفع بجميع المعدات لموقع سقوط السيل لتحويل مجرى السيل وإنشاء ساتر ترابي يكون بمثابة إنذار مبكر عند سقوط السيول.

وأضاف أن الحاجز أو السد الترابي يتكون من 3 مراحل لمحاولة عرقلة المياه وتغير مسارها.

وقال علي طه من أهالي المدينة، إن جميع الأعمال الجارية مبادرة من رجل الأعمال بمشاركة أهالي المدينة دون أدنى دعم من المسؤولين والمحافظة، لافتا إلى أن الأهالي يشعرون بحالة رعب وترقب خوفا من سقوط السيل مرة أخرى ويطالبون بتدخل معدات المحافظة للمساهمة في الأعمال لحماية المدينة.

وقال عبدالعظيم منصور، إن أهالي المدينة يعملون بمفردهم دون تدخل من أجهزة المحافظة للمشاركة في الأعمال، التي بدأها رجل الأعمال لحماية رأس غارب.

وأضاف أن الأهالي يبطالبون بدعم الأجهزة المعنية والمحافظة والدفع بعدد من المعدات للمساعدة في أعمال إنشاء سدود ترابية بهدف احتجاز المياه وتغير مخر السيل لتكون بمثابة إنذار مبكر بالسيول.

وفي ذات السياق، أوضح محمد صالح من بدو المنطقة، أن السيول الشديدة جرفت خيامهم وحيواناتهم ولم تترك لهم أي شئ وصعدوا إلى أعالي الجبال هربا منها، مضيفا أن الساتر الترابي وتغير مجرى السيل يخفف من شدتها وتحويل مسارها عن المدينة.

وقال القمص آمون يعقوب راعي كنيسة ماري جرجس، في رأس غارب، أنه حرص على التواجد في موقع العمل ومشاركة أهالي المدينة في حماية رأس غارب من السيول، لافتا إلى أن الجميع تضرر من السيول السابقة، مؤكدًا أن رجل الأعمال لم يبخل عن المدينة بمعداته وسياراته لإنشاء حواجز وتغير مجرى السيل ونحن ندعمه بكل ما نملك لحماية المدينة وسكانها.

وقال اللواء أحمد عبدالله محافظ البحر الأحمر، إن المحافظة مرت بموجة من السيول والأمطار الغزيرة، والتي وصلت كمية المياه إلى 400 مليون متر مكعب خلال 48 ساعة على جميع مدن المحافظة منها 120 مليون متر مكعب بمدينة رأس غارب طبقا لاحصائيات وزارة المالية.

وكلف المحافظ، لجنة من وزارة الري، وهيئة الطرق، لمتابعة مسارات السيول بطريق "الشيخ فضل - رأس غارب" وتعقب حركتها، وإنشاء مخرات لها على جانب الطريق حتى تكون هي الوقاية من الأخطار المستقبلية على المدينة وعدم الإضرار بالطريق.