بالفيديو| أسماء نزيلة دار أيتام في الـ9 من عمرها.. وترتدي الحجاب "علشان ماما الحاجة متزعلش"

كتب: روان مسعد

 بالفيديو| أسماء نزيلة دار أيتام في الـ9 من عمرها.. وترتدي الحجاب "علشان ماما الحاجة متزعلش"

بالفيديو| أسماء نزيلة دار أيتام في الـ9 من عمرها.. وترتدي الحجاب "علشان ماما الحاجة متزعلش"

داخل دار أيتام "الهنا والهنادي" بمدينة نصر، تسكن أسماء حامد أحمد، وتعتبر الدار بيتها الذي ولدت وتربت به، يبدو العقار بسيطا في بنائه، رغم وجوده في شارع ذاكر حسين أحد أكبر شوارع مدينة نصر وأرقاها. تمتلك صاحبة المؤسسة 4 شقق في العقار، واحدة للإدارة وواحدة لاستقبال العملاء، واثنتين لإقامة البنات، في الطابق الثاني توجد الشقة التي تحتوي على 3 غرف، ومطبخ مواجه لباب الشقة، وحمام واحد في النصف الآخر من الشقة بين غرفتين، تحتوي الواحدة على ثلاثة آسرة.[Image_2] أسماء .. تلك الطفلة التي تنم ملامحها عن براءة شديدة، لها عينان عسليتان ووجه أبيض نقي بلون قلبها، تعلمت في دار الأيتام الالتزام الديني المبكر، فالحجاب فرض عين لا يمكن خلعه أمام الغرباء من الرجال، حتى أن المشرفة أصرت على ارتداء جميع الفتيات بالدار للحجاب أثناء التصوير. الصغيرة أسماء، التي لم يصل عمرها 10 أعوام بعد، تدرس بمعهد أزهري، ورغم عدم بلوغها إلا أن الحجاب يرافقها داخل الفصل الدراسي وداخل أركان الدار التي تسكنها، ولأن أسماء مطيعة ترتدي "تلبيسة" الحجاب دون نقاش وتفسيرها لارتدائه "عشان ماما الحاجة متزعلش"، مشيرة إلى صاحبة الدار، وهي على خلاف بعض زميلاتها بالدار خاصة "بدور"، التي تصفها المشرفة بأنها "لا تحب ارتداء الحجاب"، وتضطر إلى نهرها عندما تخلعه أمام الغرباء. يومها يبدأ بالصلاة جماعة مع المشرفات والفتيات، قبل أن تمر حافلة المدرسة لتقلها هي والفتيات إلى المدرسة في الحي العاشر بنفس المنطقة، العودة من المدرسة تعني الشروع فورا في المذاكرة حتى أذان العشاء الذي يعلن نهاية اليوم، حيث الصلاة جماعة، ثم حفظ بعض الآيات الجديدة من القرآن، قبل الخلود للنوم عند التاسعة مساء. أسماء تفخر بنفسها، كونها متفوقة دراسيا في الصف الثالث الابتدائي، "طلعت الأولى على كل البنات اللي في الدار الترم الأول"، بالرغم من اختلاف مراحلهن العمرية، فإن جميعهن في المرحلة الابتدائية. مشرفة الدار، السيدة الستينية التي رفضت ذكر اسمها، لها مكانة كبيرة في قلب أسماء، تلقبها الفتيات بـ"نانا" فهي في مكانة جدة لهن، لا تعيش وسطهن بالدار، لكنها تأتي يوميا عند ميعاد عودتهن من المدرسة وتجلس معهن حتى يخلدن للنوم، ثم تغادر.[Image_3] خبرتها الواسعة في التعامل مع الأطفال من خلال عملها بالحضانات جعلتها تمارس دورها في تقويم سلوك الفتيات، لكنها قررت أن الأيتام يستحقون الخدمة أكثر من الأطفال في الحضانة، لذلك قررت الانتقال لدار الأيتام لتعمل بها مقابل أجر. تعيش أسماء في الغرفة المواجهة للصالة، تشاركها فيها ثلاث فتيات، أربعة أسرّة متراصة في مواجهة الباب وفي الخلفية شباك كبير أغلق بالحديد والزجاج، وحقائب مدرسية ملقاه على الأرض جميعها متشابهة ومن نفس اللون، وطاولة كبيرة مستديرة يتلقى عليها الفتيات الدروس الخصوصية. عندما وصلت أسماء الدار كان عمرها سنة واحدة، لا تعرف أي تفاصيل عن حياتها قبل وصولها إلى "دار الأيتام"، لكنها تعتبر كل زميلة لها في المكان أختا لها، "أنا عندي 9 أخوات وبحبهم كلهم أوي"، وتسرد أسماءهن التسع التي تحفظها عن ظهر قلب، وتعدد الألعاب الكثيرة التي تستمتع بها معهن بعد وقت المذاكرة أو خلال الإجازة الصيفية. مؤسسة "دراز" الخيرية التي تمتلك الدار التي تعيش بها أسماء، تنظم كل عام رحلة سنوية لمدة أسبوع إلى الساحل الشمالي لكل دور الأيتام والمسنين التى تمتلكها، ليقضي الجميع بعض الوقت الترفيهي بعيدا عن روتين الحياة اليومية وليستمتع الأطفال مع زملائهم. لا تعرف الكثير عن اليتم والكفالة، لكنها تعلم جيدا أن هناك أربعة يكفلونها، وتعرف أسمائهم جيدا، وتعريف كفالة اليتيم بالنسبة لها أن "الناس اللي بيكفلوا البنات بييجوا يخرجونا كلنا مفيش حد لوحده، ويشتروا لنا لعب وهدايا في العيد وفانوس في رمضان"، ولعل أكثر ما يتعلمه الفتيات في هذه الدار هو الاتحاد، فهي لا تتحدث عن نفسها مطلقا بل كل حديثها عنها وعن زميلاتها. ترتدي البنات ملابس أنيقة طوال اليوم، ولا يرتدين ملابس البيت إلا عند الذهاب للنوم، تتشابه الألوان والذوق إلى حد كبير، وتساعدهن يوميا في تلبية طالبتهن الأمهات البديلات اللاتي يُقمن معهن بصفة مستمرة، وتناديهن الفتيات باسم "ميس"، أما كلمة ماما لا تطلق سوى على صاحبة المؤسسة. "يوم اليتيم بنعمل حفلة كبيرة وبننزل الجنينة وبيجيلنا ناس وبنغني"، رغم عدم وجود معنى واضح لتعريف لفظ "اليتم" لدى أسماء إلا أن خيالها الصغير لا يستوعب أن يكون في حياتها أب أو أم، ولا تجد لهما مكانا، "أنا مش عايزة بابا ولا ماما، عشان أنا ماعرفش يعني إيه بابا وماما". "نفسية البنات كويسة جدا، وهن يعلمن أن لهن بدل الأم الواحدة ثلاث وأربع"، هكذا تصف "نانا" المشرفة حياة الفتيات، وأن لهن العديد من الأخوات، وحياتهن مليئة بالأشخاص، لكنها تجد "بعض الناس أحيانا دون قصد قد يفتحون المجال لخيال الصغيرات للتفكير في شيء فقدنه"، مؤكدة أنهن يعرفن جيدا معنى "اليتم" ومعنى فقدان الأب أو الأم. أخبار متعلقة: بالفيديو| "الحاجة مريم" تختار خدمة 17 طفلا بدلا من "راحة البال" بالصور| "السندس".. أول مؤسسة لكفالة الأيتام ذوى الاحتياجات الخاصة ترفع شعار "لا للتبني" بالفيديو| تاسوني مارينا.. تضحي بحياتها وتترك أهلها لخدمة الله في دار أيتام "مارجرجس" "قاسم" و"على".. عندما يكون "اليُتم" بوابة إلى مؤسسة "الأحداث"