بالفيديو| "الحاجة مريم" تختار خدمة 17 طفلا بدلا من "راحة البال"

كتب: ندى سامي

 بالفيديو| "الحاجة مريم" تختار خدمة 17 طفلا بدلا من "راحة البال"

بالفيديو| "الحاجة مريم" تختار خدمة 17 طفلا بدلا من "راحة البال"

اتسع حضنها ليأوي سبعة عشر طفلاً، تعلقت بتلك الأرواح التي "فتحت عينها على الدنيا" بين يديها، لم تحملهم في رحمها لكن حملتهم في قلبها، شبوا ليجدوها أمامهم عاكفة على راحتهم، اختار لهم القدر اليتم، واختارت هي أن تكون صانعة البهجة من أجل تلك القلوب العابسة. لم يكن شعورها بالفقد هو دافعها للتفرغ لحياة الأطفال الأيتام، أدت رسالتها كأم، وربت أولادها، ورأتهم أمام عينيها ناجحين مقبلين على الحياة، فأرادت أن تيقظ أمومتها وتستعيد متاعب الأم الفانية على راحة أبنائها، لتجد من "دار راجح لإيواء الطفل اليتيم" بمنطقة عين شمس، المكان المناسب لصحوة الحياة.[Image_2] منذ عشر سنوات، حين وضعت "الحاجة مريم" قدمها في جمعية "انتصار الإسلام" الخيرية التي عنيت بإنشاء الدار، وهي آملة أن يساعدها الله على تلك المسؤولية العظيمة، التي اختارتها بكامل إرادتها، بعد أن بلغت من العمر ما يجعلها تطلب الراحة، لكن فضلت خدمة الأيتام على راحة البال، وجني ثمار تربيتها، وختام حياتها الهادئة للتفرغ للعبادة والصلاة "أولادي الكبار عرفوا طريقهم، ولكن أولادي الصغار مازالوا يحتاجونني". في بناية مكونة من ثلاثة طوابق، يرفع المؤذن الصلاة، فتعلوا صيحاتها بنبرات حاسمة تحس أطفالها علي القيام إلي الصلاة، فالتقويم الديني هو هدفها "علشان ربنا يرضي عني وعن أولادي"، حنيت علي أطفالها، وعكفت علي تربيتهم تربية صالحة، ليتمكنوا من مواجهة صعوبات الحياة، غرست في قلوبهم التعاون والمشاركة وعزة النفس، فأرادت أن تخرج إلي الحياة، رجالاً يعتمدون علي أنفسهم، ولا ينتظرون العون من أحد، وبعدل الأم كانت توزع مشاعرها علي أطفالها بالتساوي، كما كانت توزع عليهم أغراضهم، حتى لا تسيطر عليهم الغيرة والحقد، " لو جبت لحد حاجة لازم أجيب لأخواته زيها" فاستطاعت أن تربي سبعة عشر طفلاً جميعهم من الذكور تربية صالحة دون أن تكل أو تمل. ينطلق "جرس المدرسة" ليعلن عن بدء المشكلات والصراعات النفسية لأولاد "ماما مريم"، فمع أول يوم في الدراسة يأتي وابل المشكلات التي طالما استطاعت حلها بحكمتها ومثابرتها، واحتوائها لأطفالها، وذلك لصدامهم الفعلي بواقع اليتم، ففي ذلك البيت استطاعت أن تغلق على أولادها ولا تشعرهم بمشاعر اليتم أو النقص، لكن عند مخالطتهم أناسا لا يعرفون سوى التشدق على الأيتام بصورة مبالغ فيها، يشعرهم ذلك بالاختلاف عن زملائهم، ما يترك في أنفسهم صراعات داخلية مريرة حتى الكبر، فالقائمون على تعليهم في المدارس غير مؤهلين للتعامل مع الطفل اليتيم، ولا يعرفون تقويم سلوكهم، ولا دمجهم داخل وتيرة واحدة مع غيرهم من الأطفال، فيخرجون إلى المجتمع غير أسوياء، وبرجاحة عقل الأم الحنون استطاعت الحاجة مريم أن تقتحم أولادها وتقوّم نفسيتهم ومشاعرهم المشوشة.[Image_3] عيد الأم هو "عيدها القومي"، تتوج كأميرة قصر، بحفاوة أبنائها بها، تنتظر ذلك اليوم بفارغ الصبر، ليفيض أبنائها بكم من مشاعر الحب تجاههها، وتعيش أسعد لحظات حياتها، بأسعد كلمات بخطوطهم المتأرجحة التي لم تخل من الأخطاء اللغوية بعد، ومع تلك الهدايا اليدوية البسيطة التي تغنيها عن كنوز الدنيا، تشعر بإكسير الحياة والسعادة،" بحس إني أسعد أم في العالم"، وبمشاعر الأم الغيورة على أولادها، تمكث اليوم بأكمله في أحضان أبنائها ما بين الشدة واللين، دون أن تشعر بمرور الوقت، ولا مجهود متواصل طيلة النهار، فتأوى إلى بيتها، الذي لا يبعد كثيراً عن الدار، متعجلة الليل، لتأتي إلى أبنائها وتعكف عل راحتهم في نهار جديد، وبعيون واثبة وخطى متأرجحة تتابع مشرفي الأولاد الذين يساعدونها ويعينونها على تربيتهم، فهي دائما ما تثق بهم، وتشفق عليهم من المشقات التي يتحملوها، وهم على قدر تلك المسؤولية العظيمة، "ربنا بيوقفلي أولاد الحلال"، فبالطبع تحتاج لمن يعينها على راحتهم، لكنها تتحمل القسط الأعظم في تربية أولادها. بدعوات صادقة، تتمنى تلك الأم أن يبارك لها في أولادها الذين لم تنجبهم، وأن يحميهم من غدر الزمان، آملة من أن يعطيهم ذلك المجتمع الحق في الحياة الكريمة الخالية من التميز، فهؤلاء الأطفال لم يختاروا اليتم، ولكن لهم الحق في اختيار حياتهم كما يشاؤون، لافته إلى دور الحكومة المتدني في التعامل مع تلك الشريحة في المجتمع، وعدم توفير حياة آمنة لهم، بعد أن يخرجوا من دور الأيتام ليتركوهم يتخبطون في ساحة كبيرة وسط مجتمع يجيد التمييز بين البشر. أخبار متعلقة: بالصور| "السندس".. أول مؤسسة لكفالة الأيتام ذوى الاحتياجات الخاصة ترفع شعار "لا للتبني" بالفيديو| تاسوني مارينا.. تضحي بحياتها وتترك أهلها لخدمة الله في دار أيتام "مارجرجس" "قاسم" و"على".. عندما يكون "اليُتم" بوابة إلى مؤسسة "الأحداث" بالفيديو| أسماء نزيلة دار أيتام في الـ9 من عمرها.. وترتدي الحجاب "علشان ماما الحاجة متزعلش"