الأمريكيون يواصلون احتجاجاتهم ضد «ترامب» والرئيس الجديد: وسائل الإعلام تُحرّضهم

كتب: عبدالعزيز الشرفى، ووكالات

الأمريكيون يواصلون احتجاجاتهم ضد «ترامب»  والرئيس الجديد: وسائل الإعلام تُحرّضهم

الأمريكيون يواصلون احتجاجاتهم ضد «ترامب» والرئيس الجديد: وسائل الإعلام تُحرّضهم

تواصلت، أمس، لليوم الثانى على التوالى مظاهرات الآلاف فى عدد من المدن الأمريكية، احتجاجاً على فوز الجمهورى دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية. فى «لوس أنجلوس» تجمّع مئات الطلاب فى حرم جامعة «كاليفورنيا»، ورفعوا لافتات كتبوا عليها: «تخلوا عن ترامب» و«الحب ينتصر على الكراهية». ونقلت وكالة أنباء «فرانس برس» عن إحدى المتظاهرات، وتُدعى ديزى ريفيرا، قولها: «فى البداية قبلت بانتخابه، لكن عندما رأيت خطاب الإقرار بالهزيمة الذى ألقته المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون، لم أتمكن من التوقف عن البكاء.. لا يمكننى أن أصدق أننا انتخبنا هذا العنصرى المعادى للأجانب والكاره للنساء».

{long_qoute_1}

وفى «سان فرانسيسكو»، أشارت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إلى أنه بعد إعلان نتائج التصويت الشعبية، التى كشفت عن تقدّم «هيلارى» بفارق ضئيل، حيث حصلت على 60.071.781 صوتاً، بنسبة 47.7%، فى مقابل 59.791.135 صوتاً لصالح «ترامب»، بنسبة 47.5%، اندلعت مظاهرات حاشدة رفضاً للرئيس الجديد، مردّدين هتافات «هذا ليس رئيسنا»، مؤكدين أن «الهدف من التظاهر هو أننا نريد الدفاع عن حقوقنا، ونستحق أن يُستمع إلينا.. دونالد ترامب عنصرى، هو يهاجم كل المهاجرين وكل المسلمين». وفى «نيويورك»، خرج مئات الأشخاص يتظاهرون، احتجاجاً على فوز «ترامب»، بينما شهدت مدينة «بالتيمور» مظاهرات طلابية حاشدة، على غرار «تكساس»، رفضاً للرئيس الجديد، فيما أعلنت شرطة «بورتلاند» بولاية «أوريجون»، استخدامها الرصاص المطاطى لتفريق المظاهرات الاحتجاجية، بعد أن تحولت إلى أعمال عنف، بينما أعلن الرئيس الجديد «ترامب» أن «التظاهرات تُحرّضها وسائل الإعلام، وأمريكا شهدت انتخابات رئاسية ناجحة وصريحة جداً». وبعد ساعات من لقاء الرئيس الأمريكى باراك أوباما بالرئيس الجديد دونالد ترامب عصر أمس الأول، أشاد «أوباما» بـ«محادثات ممتازة» مع «ترامب»، وتعهّد «أوباما» ببذل كل ما فى وسعه لمساعدة الرئيس الجديد على النجاح، فيما أكد الملياردير الجمهورى أنه يتطلع بفارغ الصبر إلى العمل مع الرئيس المنتهية ولايته. وبعد بيان «أوباما»، أعلن الرئيس الجديد أنه وضع 3 أولويات بالنسبة إليه لتنفيذها فور تسلمه منصبه رسمياً، مؤكداً أن تلك الأولويات هى «الصحة والهجرة والتوظيف». وقال «ترامب»، بعد لقائه رئيس مجلس النواب الجمهورى بول راين وزعيم الأغلبية الجمهورية فى مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل: «لدينا الكثير لنقوم به، علينا أن نعمل بكد على ملفات الهجرة والصحة، ونحن نفكر بالتوظيف، خصوصاً التوظيف. سنقوم بأشياء مذهلة بالنسبة للأمريكيين. أنا أتطلع للعمل بسرعة وبصراحة فى أقرب وقت ممكن، سواء تعلق الأمر بالصحة أو الهجرة أو أمور كثيرة، وسنُخفّض الضرائب وسنجعل الرعاية الصحية أقل كلفة، وسنقوم بعمل ممتاز». وعلى صعيد السياسات الخارجية، أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أنه «ليس هناك ما يمنع الولايات المتحدة من الانسحاب من الاتفاق الذى أُبرم فى 2015 مع إيران بشأن برنامجها النووى إذا ما أراد الرئيس الجديد دونالد ترامب ذلك». وشدّد المتحدث باسم الوزارة مارك تونر، فى تصريحات نقلتها شبكة «سكاى نيوز» أمس، على أن «أى طرف يمكنه الانسحاب من الاتفاق الذى أبرمته الدول العظمى وإيران العام الماضى، لضمان عدم حيازة طهران السلاح الذرى»، مضيفاً: «الاتفاق مع إيران ليس ملزماً من الناحية القانونية، لكن إدارة الرئيس باراك أوباما ترى أن من مصلحة الولايات المتحدة التمسّك به»، محذراً فى الوقت ذاته أنه فى حال قرّر «ترامب» الانسحاب من الاتفاق، فإن هذه الخطوة ستكون لها عواقب وخيمة على سلامة الاتفاق.

وحثّت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير لاين، الرئيس الأمريكى المنتخَب على الالتزام بمبدأ حلف شمال الأطلسى «ناتو» بشأن موقف قوى تجاه روسيا. وقالت الوزيرة الألمانية، حسبما نقلت وكالة أنباء «تاس» الروسية، إنه «يتعين على (ترامب) بشكل واضح الإفصاح عن أى جانب يختار الوقوف به، سواء فى جانب العدالة والتسوية السلمية والديمقراطية، أو أنه لا يعبأ بالأمر»، فيما رأى رئيس اللجنة المحلية للتنظيم والبناء فى مدينة القدس المحتلة مائير ترجمان، أن «فوز دونالد ترامب فى الانتخابات الأمريكية يُشكل ضوءاً أخضر للمصادقة على استمرار الاستيطان فى القدس الذى كان مجمّداً حتى الآن». وأكد المتحدث باسم «الكريملين» ديميترى بيسكوف، أمس، أن «العلاقات الروسية - الأمريكية، كانت وسيلة للدعاية خلال الانتخابات الرئاسية فى الولايات المتحدة. ذلك يحدث باستمرار، لكن حدة الحملة المعادية لروسيا لبعض المرشحين هذا العام كانت غير مسبوقة». وقال «بيسكوف»: إن «خبراء من روسيا كانوا على اتصال مع حملتى المرشحَين للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب وهيلارى كلينتون»، مضيفاً أن «مثل هذه الاتصالات تُعتبر طبيعية وعادية تماماً»، فيما نفت هوب هيكس، المتحدثة باسم «ترامب»، إجراء أى اتصالات مع أى مؤسسة أجنبية خلال الحملة الانتخابية، مضيفة: «(ترامب) أو أىٌّ من مساعديه لا ينوون عقد لقاء مع (بيسكوف) فى نيويورك».

{long_qoute_2}

من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون»، أن «تعزيز الوجود العسكرى الأمريكى فى أوروبا مستمر بمعزل عما يعتزم الرئيس المنتخب دونالد ترامب فعله، إلى حين يتولى مهامه فى 20 يناير المقبل». وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية: «يتم تنفيذ الخطط المتعلقة بتعزيز الوجود الأمريكى فى أوروبا، حسبما تم وضعها مع حلفاء الولايات المتحدة فى حلف شمال الأطلسى، وذلك بتشاور وثيق معهم»، مضيفاً: «نحن نترك للإدارة المقبلة مهمة تحديد سياستها فى هذا الشأن»، مشدداً فى الوقت ذاته على أن «القائد الأعلى للقوات المسلحة الأمريكية واحد، وهو الرئيس الممارس للسلطة، وطالما أن (ترامب) لم يتولَ مهامه بعد، فإن (أوباما) لا يزال هو القائد الأعلى للقوات المسلحة».

ورغم تراجع الرئيس الجمهورى الجديد عن تصريحاته الخاصة بمنع دخول المسلمين إلى الأراضى الأمريكية قبل عدة أشهر، لكن عاد حظر دخول المسلمين إلى الأراضى الأمريكية، أحد طروحات الرئيس المنتخب دونالد ترامب الأكثر إثارة للجدل، إلى الظهور مساء أمس الأول على موقعه الإلكترونى بعدما أزيل عنه لفترة. وأوضح فريق «ترامب» أن نص الاقتراح الذى نُشر فى ديسمبر الماضى إثر اعتداء «سان برناردينو» فى كاليفورنيا، اختفى عن الموقع بسبب خلل فنى. وعلى الصعيد الاقتصادى، تعافت بورصات آسيا وأوروبا وكندا بعد تراجع بسبب إعلان فوز «ترامب»، فيما خسرت بورصة «ساوباولو» الأكبر فى أمريكا اللاتينية، أمس، أكثر من 3% من قيمتها.


مواضيع متعلقة