"داعش" فرقوا بين الأزواج لتبقى نساء الرقة وحيدات

كتب: أ ف ب

"داعش" فرقوا بين الأزواج لتبقى نساء الرقة وحيدات

"داعش" فرقوا بين الأزواج لتبقى نساء الرقة وحيدات

في ريف الرقة الشمالي، تروي نازحات سوريات بحسرة كيف فرق تنظيم "داعش" كثيرا من الازواج عبر منعه الرجال من العودة إلى عائلاتهم، وكيف تقدم عناصر من التنظيم للزواج من نساء بقينّ وحدهنّ مقابل وعود بالمال.

وفي مخيم مؤقت للنازحين الفارين من المعارك في ريف الرقة الشمالي، تقول "هدى"، مستخدمة اسما مستعارا: "داعش فرقنا جميعا، وهو السبب في بقاء طفلتي بعيدة عن أبيها".

"هدى" واحدة من آلاف المدنيين وغالبيتهم من الأطفال والنساء وبعضهنّ حوامل، ممن تجمعوا في ساحة تحولت إلى مخيم مؤقت للنازحين عند أطراف مدينة عين عيسى الصحراوية (50 كيلومترا شمال الرقة).

وينتظر هؤلاء نقلهم إلى مناطق أكثر أمنا بعدما فروا من قراهم إلى مناطق تسيطر عليها قوات سوريا الديموقراطية التي تخوض منذ السبت معارك ضد تنظيم "داعش" لطرده من أبرز معاقله في سوريا.

وفرت "هدى" مع عائلتها من المعارك الدائرة في قريتها الهيشة (13 كيلومترا جنوب شرق عين عيسى)، أما زوجها فمنذ ذهب للعمل إلى لبنان لم يتمكن من العودة إلى زوجته أو رؤية طفلته.

وتحمل "هدى" بفستانها الأصفر والمنقط بالأسود طفلتها نور (خمسة أشهر) على يدها، وتقول "لم ير طفلته حتى الآن سوى مرة واحدة عبر الواتس آب قبل أن يمنع التنظيم عنا الاتصالات".

وتتغير ملامحها حين تتحدث عن حالتها المأساوية "حين أنجبت طفلتي شعرت بالحاجة إلى زوجي ليرى طفلته ولكن داعش منعه من العودة إلى القرية" من دون أن تذكر السبب، مضيفة: "حتى في الأوقات الصعبة لم أره بجانبي".

وتقول بإحساس مثقل بفقدان الأمل من رجوعه: "أغلب الرجال يعملون في البلدان الأخرى، ولا يعودون ويتركون أطفالهم وحيدين".

وتسببت المعارك في ريف الرقة الشمالي بنزوح أكثر من 5 آلاف شخص يعيشون في ظروف إنسانية صعبة.

وفي هذا المخيم المؤقت، نساء يجلسن على الأرض ويرضعن أطفالهن والغبار يغطي وجوههن والرجال يتجولون في الفناء حيث تجمعت كل العائلات الفارة وملامح اليأس على وجوههم.

وحمل هؤلاء معهم في مقصورات الشاحنات والعربات الحقائب والأكياس وحتى الخراف والدجاج وما توفر لديهم من خضار وطعام.

وكما "هدى" تكرر نازحات آخريات المعاناة ذاتها، أزواج يسافرون ولا يعودون أما بسبب خشيتهم من الجهاديين أو زواجهم من آخريات.

وتقول مرام (35 سنة) وهي تحمل طفلها وتغطي وجهها بوشاح أسود، "لدي 5 أولاد وزوجي يعمل في لبنان حيث تزوج"، مضيفة: "أعيش ظروفا صعبة لأؤمن لقمة العيش لأطفالي".

وعلى جانبها، تضحك امرأة أخرى وتقول "أغلب رجال القرية حين يسافرون لا يعودون".

وعلى مخرج الساحة، يقف عناصر من قوات الأمن الكردية (الأسايش) ووحدات حماية المرأة، يفتشون أغراض المدنيين ويبحثون عن أسلحة أو أقراص مدمجة أو وثائق قد تظهر ارتباطهم بالجهاديين.

ويقول أحد المقاتلين وهو يغطي وجهه "الكل يخضع للتفتيش لأن داعش يحاول التسلل بين المدنيين ووضع الأسلحة بين أغراضهم لتنفيذ عمليات في المدن ولكننا لن نسمح بذلك".

 


مواضيع متعلقة