«الحجيرات» .. قرية تضم 13 نجعا رجالها يسكنون الجبل

«الحجيرات» .. قرية تضم 13 نجعا رجالها يسكنون الجبل
الكثيرون من أبناء قنا سمعوا عنها، وتداولت ألسنتهم حكايات وقصص القتل التى تقع فيها يومياً تقريباً، ولكنهم يخشون الاقتراب منها مهما كان الهدف، لأن الأخبار المؤكدة التى تناولها الناس هنا عنها أن «الداخل إليها مفقود، والخارج منها مولود».
إنها قرية «الحجيرات»، التى تضم 13 نجعاً، ولا يجد رجالها -رغم ذلك- أمامهم سوى الجبل للعيش فيه، هرباً من مطاردات الثأر لا الأمن، أما النساء فأصبحن يدرن الشئون اليومية فى غياب الأزواج.
وآخر الحوادث الدامية فى القرية، وقعت داخل نجع «معلى» بين عائلتين، وقُتل فيها شاب بطريق الخطأ، وتدخل العقلاء لوقف نزيف الدم وعقد صلح بين العائلتين، وبالفعل نجحوا فى ذلك، وتوصلوا إلى اقتراح يقضى بذهاب 5 أفراد من عائلة القاتل إلى «البشعة» -بكسر الباء- فى الإسماعيلية لتبرئة أنفسهم، ومعهم اثنان من لجنة الصلح شاهدين عليهم.
وعند الكيلو 20 فى طريق البحر الأحمر - الإسماعيلية الصحراوى، وجدوا فى انتظارهم قريباً للقتيل كان يرفض الحل الودى، وأخرج سلاحه الآلى وأمطرهم بوابل من الرصاص، مما تسبب فى مقتل الخمسة دفعة واحدة؛ بعدها دهمت قوات الأمن النجع للقبض على القاتل، لكنها فشلت فى الإيقاع به بعد هروبه إلى الجبل.
ومن أهم الأسباب التى أسهمت فى تصدر «الحجيرات» لمشهد الثأر فى الصعيد، كثرة السلاح الذى ينتشر بصورة كبيرة فى هذه المنطقة، حيث تروج تجارته عبر «مدق» صحراوى يصل بين القرية ومدينة الصف بالجيزة، لا يجرؤ أى شخص على الاقتراب منه.
ويقول قناوى عبدالحميد القرشوفى، رئيس لجنة مصالحات بالمحافظة، «إن فشل القيادات الأمنية فى القضاء على ظاهرة الثأر التى تتزايد هنا، جعلنا نلجأ إلى تشكيل لجنة تضم مجموعة من المشايخ والمثقفين من مختلف قرى ومراكز المحافظة، للتدخل فى الصلح بين العائلات التى ينشب بينها الصراع، خاصة بعد زيادة حوادث الثأر فى الأيام التى سبقت قيام الثورة».
ويضيف «القرشوفى»: «أعتقد أن قلة التدين واكتفاء النظام السابق بالأمن السياسى فقط على حساب الجنائى، بجانب التوتر العصبى لدى الشباب الذين تخطت أعمارهم سن الزواج ويعانون البطالة، كلها أسباب أسهمت إلى حد كبير فى إصرار العائلات على الأخذ بالثأر وعدم قبول البدائل، بالإضافة إلى الصراعات الناتجة عن قانون الإصلاح الزراعى والمواريث بين العائلات».