غضب فى المحافظات بسبب زيادة أجرة نقل الركاب لأكثر من 30% بسبب ارتفاع أسعار الوقود.. واشتباكات بالمواقف

كتب: إبراهيم رشوان وأحمد حفنى وصالح رمضان وإسلام فهمى وحمادة الشوادفى ومحمد مقلد وهبة صبيح

09:05 م | السبت 05 نوفمبر 2016

سادت حالة من الغضب بين المواطنين فى مختلف المحافظات أمس، نتيجة قيام سائقى سيارات الأجرة بزيادة تعريفة نقل الركاب، بعد قرار رفع أسعار الوقود بكافة أنواعه، سواء البنزين أو السولار أو الكيروسين أو الغاز الطبيعى، مما أدى إلى حدوث مناوشات بين عدد من الركاب والسائقين، تطور بعضها إلى اشتباكات بالأيدى والأقدام، فيما شهدت مواقف سيارات الأجرة بمختلف المحافظات حالة من الارتباك، نتيجة لتلك الزيادات.

وأعرب العديد من الأهالى فى محافظة البحيرة عن استيائهم بسبب قيام سائقى الأجرة بزيادة تعريفة نقل الركاب على جميع خطوط السير بالمحافظة بصورة مبالغ فيها، بنسبة بلغت 30%، رغم تأكيد المحافظ، الدكتور محمد سلطان، أن الزيادة المقررة تتراوح بين 8 و15%، وشكا الأهالى من قيام السائقين بفرض زيادة كبيرة فى الأجرة، مما أدى إلى حدوث مشادات بين بعض السائقين والركاب.

{long_qoute_1}

ورفع سائقو خط «دمنهور - القاهرة» أجرة نقل الراكب الواحد من 17 إلى 20 جنيهاً، بينما رفع سائقو خط «شبراخيت - الإسكندرية» التعريفة من 7 إلى 10 جنيهات، فيما ارتفعت التعريفة على خط «المحمودية - دمنهور» من 3 إلى 4 جنيهات، وامتدت الزيادة إلى تعريفة ركوب «التوك توك» أيضاً، حيث قام سائقوه برفع الأجرة بنسبة 100%، سواء داخل المدن أو على الخطوط الداخلية بين القرى بمراكز المحافظة.

وكان محافظ البحيرة قد عقد اجتماعاً ليلة أمس، فى أعقاب الإعلان عن قرار الحكومة بزيادة أسعار الوقود، ضم مديرى المرور ومسئولى المواقف فى مختلف مراكز المحافظة، وبحضور عدد من ممثلى سائقى سيارات الأجرة، للاتفاق على تعريفة جديدة لنقل الركاب، بنسبة زيادة تتراوح بين 8 و15%، بما يتناسب مع الزيادة الجديدة فى أسعار الوقود، وفى نفس الوقت عدم المغالاة على المواطنين. وأكد «سلطان» أنه تم إعلام السائقين بالتعريفة الجديدة، للالتزام بها، ووجَّه بتثبيت تلك الأسعار والإعلان عنها على لوحات بجميع المواقف، لإعلام المواطنين بها، كما وجَّه باستمرار العمل بوسائل النقل الداخلى التابعة للمحافظة، بنفس الأسعار القديمة خلال الفترة الحالية، لحين دراسة المصروفات الخاصة بالوقود، على أن تتحمل المحافظة فرق التكلفة فى تلك الفترة.

كما أكد المحافظ أنه تم التنسيق مع مدير الأمن، اللواء علاء الدين شوقى، والإدارة العامة للمرور، لمتابعة المواقف بالمدن والمراكز، والتصدى لبعض السائقين الذين لا يلتزمون بالتعريفة الجديدة، وسيارات «السيرفيس» والتاكسيات الخاصة، لعدم المغالاة على المواطنين، لافتاً إلى أنه تم التنسيق مع محافظات الإسكندرية وكفر الشيخ والغربية والقاهرة، وباقى المحافظات التى لها خطوط سير مع المحافظة، للالتزام بتعريفة الركوب الموحدة.

وشهدت محافظة الدقهلية، فى أول يوم عمل بتعريفة الأجرة الجديدة بعد زيادة أسعار الوقود، انتشاراً مكثفاً لشرطة المرور فى الشوارع والمواقف، للتأكد من تطبيق الزيادة المقررة فى حدود المسموح به ودون مغالاة على المواطنين، إلا أن عدداً من السائقين رفضوا الاكتفاء بالزيادات المقررة، ورفعوا تعريفة الركوب بنسبة مبالغ فيها، فيما أعرب العديد من الأهالى عن استيائهم وغضبهم بسبب زيادة الأعباء عليهم، وشكا عدد منهم عدم قدرته على مواصلة الإنفاق على أبنائه فى مراحل التعليم المختلفة.

وكان محافظ الدقهلية، حسام الدين إمام، قد أصدر ليلة أمس القرار رقم 849 لسنة 2016 برفع تعريفة الركوب بنسبة تتراوح بين 15 و20%، وأعلن عن تطبيق القرار فور صدوره، كما أصدر تعليمات مشددة إلى إدارات المرور بتشديد الرقابة على وسائل المواصلات العامة. وبينما طالب أيمن المرسى، مدرس، بتشديد الرقابة وتطبيق الأسعار إجبارياً على السائقين، قال السيد محمود، موظف: «كرهت اليوم الذى أنجبت فيه أولادى.. عندى طالبان فى الجامعة، الواحد منهم عشان يروح الجامعة، مطلوب منى أوفر له 15 جنيه للمواصلات، يعنى للاتنين 30 جنيه فى اليوم، وأنا مرتبى 1200 جنيه، والآن فرضت عليهم عدم الذهاب للجامعة إلا فى الأيام المهمة فقط»، وتابع بقوله: «أفكر أنهم لا يكملون دراستهم بالجامعة، وأن يبحثوا عن حرفة من الآن، لا يمكننى أن أستمر فى الصرف عليهم بهذه الطريقة». وقالت سماح على، موظفة: «المحافظ أصدر تعريفة ركوب ونسى أهم شىء، وهو التوك توك، الذى رفع الأجرة إلى أكثر من 100%، فكان المتعارف أن الأجرة 2 جنيه، الآن يطلب 5 جنيهات وعلى أقل مسافة، وأنا مجبرة أن أدفع، لأنه لا يوجد رقيب عليه أو تحديد للأجرة»، كما تعجبت رانيا عبدالرحمن، طالبة، من رفع أجرة التاكسى فى مدينة المنصورة، وقالت: «كانت بداية البنديرة 2.5 جنيه، ولم يتم رفع أجرة التاكسى بالنسبة التى تم الإعلان عنها، وهى فى حدود 15%، ولكن تم رفعها إلى 4 جنيهات، وهذا فى نظر البعض قليل، ولكن سائق التاكسى يضاعف أجرته، وفى أقل مسافة يحصل على أجرة 10 جنيهات»، وأضافت: «لا يوجد عداد واحد يعمل فى سيارات التاكسى التى تعمل فى المنصورة وبعلم المرور، وطالما الأسعار ارتفعت بهذه الصورة، لا بد من تشديد الرقابة وتشغيل العداد بشكل فعلى، حتى يحصل السائق على حقه، والمواطن على حقه أيضاً».

وفى جنوب سيناء، اعتبر المحافظ، اللواء خالد فودة، أن ارتفاع أسعار الوقود لن يؤثر بدرجة كبيرة على أجرة نقل الركاب بالمحافظة، مؤكداً وجود «سيطرة كاملة» على محطات الوقود والمواقف ومحطات «السوبر جت» وغيرها بالتنسيق مع جميع الجهات المعنية، وشدد على أنه لن يسمح بأن يُمس المواطن السيناوى نتيجة ارتفاع أسعار الوقود، وأعلن عن عقد اجتماع موسع مع رؤساء المدن والمسئولين عن مواقف السيارات، من مديرى المرور ومديرى المواقف ورؤساء الوحدات المحلية بالمراكز ورئيس مباحث المرور، لتحديد تعريفة جديدة للمواصلات بالمحافظة، «حتى لا يُمس المواطن بضرر، نتيجة طمع السائقين»، وتوعد المخالفين بإجراءات مشددة.

كما شكا العديد من المواطنين فى محافظة المنيا من استغلال سائقى سيارات الأجرة الزيادة المفاجئة فى أسعار الوقود، لرفع تعريفة نقل الركاب بشكل عشوائى، وبنسبة بلغت 100% فى بعض المناطق، وقال محمد عمار، طالب جامعى إن سائق تاكسى بمدينة المنيا أجبره على دفع 10 جنيهات بدلاً من 5 جنيهات، مشيراً إلى أنه فى العودة دفع لسائق آخر 7 جنيهات، بينما قام سائقو سيارات الربع نقل، التى تقوم بنقل الركاب بين القرى، برفع الأجرة بنسبة 100%، حيث أجبروا الطلاب والمدرسين على دفع جنيهين بدلاً من جنيه واحد.

وكان المحافظ، عصام البديوى، قد قرر زيادة التعريفة الداخلية للمواصلات «السيرفيس»، بمقدار 25 قرشاً على جميع خطوط السير داخل مدينة المنيا، لترتفع من 75 قرشاً إلى جنيه، وبالنسبة للتاكسى الأجرة، فتقرر زيادة بداية البونديرة من 4 إلى 5 جنيهات داخل مدينة المنيا، ومن 6 إلى 8 جنيهات للمنيا الجديدة.

وبدأت محافظة السويس، اعتباراً من صباح أمس، تطبيق نظام التعريفة الجديدة للمواصلات الداخلية بزيادة 25%، حددتها لجنة الإشراف على المواقف، على جميع الخطوط الخارجية والداخلية، واعتمدها المحافظ اللواء أحمد حامد، وتسببت فى حدوث حالة من «البلبلة» بين المواطنين، الذين عبروا عن استيائهم بسبب قيام سائقى سيارات الأجرة على خط «السويس - القاهرة» بزيادة التعريفة من 18 إلى 27 جنيهاً، من تلقاء أنفسهم، ودون الرجوع للجهات المعنية، مما أدى إلى حدوث مناوشات بين عدد من السائقين والركاب.

كما شهدت محافظة بورسعيد اشتباكات عديدة بين الأهالى وسائقى الميكروباصات والتاكسيات، الذين قاموا بزيادة الأجرة بصورة مبالغ فيها، فيما أكد مدير إدارة المرور، اللواء محمد درويش، أنه تم تنفيذ عدة حملات مرورية للتأكد من التزام السائقين بالتسعيرة الجديدة، وتوعد باتخاذ «إجراءات شديدة» حيال السائقين المخالفين، تتمثل فى سحب رخصة القيادة، والعرض على النيابة العامة، وتوقيع غرامات مالية عليهم لا تقل عن 500 جنيه، لافتاً إلى أنه تمت زيادة أجرة «السيرفيس» من جنيه واحد إلى جنيه و25 قرشاً، وزيادة أجرة «التاكسى» لتبدأ من 4.5 جنيه داخل الحى الواحد، بدلاً من 3.5 جنيه، و6.5 جنيه لأكثر من حى، مشيراً إلى أن هذه الزيادات تأتى أسوة بالمحافظات المجاورة، على حد قوله.