7 سنوات فى المحاكم.. مأساة «أرملة» عامل مفصول من عمله فى السفارة الأمريكية

كتب: سالى غالب

7 سنوات فى المحاكم.. مأساة «أرملة» عامل مفصول من عمله فى السفارة الأمريكية

7 سنوات فى المحاكم.. مأساة «أرملة» عامل مفصول من عمله فى السفارة الأمريكية

«موت وخراب ديار».. بهذه الكلمات لخصت أرملة الأستاذ «أحمد إ.أ» مأساتها التى تشهدها ساحات المحاكم منذ 7 أعوام، بعد فصل زوجها تعسفياً من عمله بالسفارة الأمريكية وإصابته بأمراض عديدة تسببت فى وفاته منذ عامين.

{long_qoute_1}

السيدة روت، لـ«الوطن»، معاناتها وزوجها قبل وفاته لسنوات طويلة بالمحاكم دون جدوى، وأوضحت أن زوجها كان قد بدأ عمله عام 2002 فى القطاع الهندسى بالسفارة الأمريكية، ومهمته كانت تركيب الألواح الخشبية وديكورات السفارة وعمله كان يتطلب استخدام بعض المواد الكيميائية، وبعد 3 أعوام من العمل أسندت له السفارة مهام إضافية، كالعمل سائقاً لبعض السيارات التابعة للسفارة وبالتالى تم زيادة ساعات العمل حتى تجاوزت 12 ساعة متواصلة.

وأضافت: «مع بداية عام 2008 بدأت تظهر على زوجى أعراض مرضية عديدة فتوجه للطبيب الذى فاجأه بإصابته بالتهاب رئوى حاد نتيجة استنشاقه مواد كيميائية ضارة بالصحة دون استخدام واقٍ، إضافة لإصابته بانزلاق غضروفى نتيجة قيادته للسيارات لفترات طويلة ومتواصلة، وطلب منه الطبيب وقتها الراحة التامة، فتقدم بطلب إجازة مرضية من عمله وبعد انتهاء الإجازة كان المرض قد اشتد عليه ولم يستطع العودة للعمل فأرسلوا إليه إنذاراً بالفصل أولاً، ثم قاموا فور علمهم بطبيعة مرضه بفصله تعسفياً وكان عام 2008 دون مراعاة لظروفه الصحية ولا لفترة العمل التى قضاها معهم، ومع بداية 2009 أقام زوجى دعوى تعويض فى محكمة شمال القاهرة الابتدائية أمام الدائرة 25 عمال وحملت رقم 2497 لسنة 2009، ضد الممثل القانونى للسفارة الأمريكية بصفته ورئيس مجلس إدارة شركة إليكو للتأمين باعتبارها الشركة المسئولة عن التأمين على العمال بالسفارة».

وأضافت: «تم تحديد الجلسة الأولى وكانت فى العام ذاته وتداولت الجلسات حتى تم إصدار حكم تمهيدى مع بداية 2010، وكان قرار المحكمة بإحالة المدعى إلى الطب الشرعى لإثبات صحة ادعائه بشأن سبب إصابته بالاتهاب الرئوى والانزلاق الغضروفى، واستمرت لعام كامل فى الطب الشرعى حتى صدر تقرير ثبت فيه أن السبب فى إصابته بالالتهاب الرئوى هو قيامه بأعمال الديكور الخاصة بالسفارة واستنشاقه مواد كيماوية دون أن تقوم السفارة بتأمينه وحمايته من الأضرار المترتبة على عمله كالملابس الوقائية والماسكات، كما جاء بالتقرير بأن السبب فى إصابته بالانزلاق الغضروفى نتيجة القيادة لفترات طويلة والأعمال الأخرى. بعدها تم تحديد جلسات متتالية للاطلاع على التقرير، فى نفس الوقت كانت السفارة تماطل فى تحديد طلباتها أمام المحكمة لإطالة أمد الدعوى وكانت المحكمة تستجيب للطلبات دون جدوى، وفى عام 2014 توفى زوجى بعد أن اشتد المرض عليه ولم يجد مصدر رزق يستطيع أن ينفق منه ولم نحصل على شىء من المحاكم سوى الإنفاق كل يوم والتانى».

واستكملت: «واصلت أنا وأولادى بالقضية دفاعاً عن حق زوجى الذى راح هدراً وظلماً نتيجة العدالة البطيئة ومنذ وفاة زوجى من عامين وحتى الآن ما زالت الدعوى تنظر فى المحاكم فمرة يتم تأجيلها لتغيير القاضى أو تغيير الدائرة وغيرها من الأسباب دون مراعاة ظروف الناس، فقد تعاقبت على هذة الدعوى أكثر من أربع دوائر مختلفة وكانت الجلسة الأخيرة فى سبتمبر الماضى وتم تأجيلها إدارياً ليناير المقبل نظراً لوجود إجازة قضائية وقتها».

محمد النمر، دفاع المدعى، قال إن السبب وراء قيام الدعوى ضد السفارة هى مسئوليتها التقصيرية نتيجة لما أصاب المدعى به من إصابات وهذا ما أكده تقرير الطب الشرعى الذى صدر عام 2010 والذى يؤكد أن السفارة لم تقم بتزويد المدعى بالأدوات اللازمة لحمايته ووقايته من الإصابات الناشئة عن عمله. وأشار إلى أن موكله قد حصل على 4 أحكام تمهيدية فى هذه الدعوى وجميعها كانت فى صالح موكله ومن ضمن هذه الأحكام حكم بإحالة الدعوى للتحقيق لإثبات صحة الواقعة وبعد إحالتها للتحقيق تم إثبات صحة الواقعة، وحكم آخر باستجواب شهود العيان حيث أكدوا أيضاً صحة الواقعة.

وأضاف: «رغم مرور 7 سنوات على الدعوى وحتى الآن لم يصدر بها حكم نهائى سواء بقبول الدعوى أو حتى رفضها».

واختتم «النمر» بقوله: «العدالة البطيئة تتساوى مع الظلم، والقضاء المصرى يعانى من هذا العيب الخطير فحالة موكله أبلغ دليل على ذلك رجل تم فصله تعسفياً بعد إصابته بأمراض نتيجة عمله ولم يجد مصدر رزق فلجأ للقضاء كى ينصفه والنتيجة سبع سنوات فى ساحات المحاكم دون جدوى حتى لاقى وجه ربه نتيجة عدم قدرته الإنفاق على العلاج، واستكمل ورثته المشوار».

النمر


مواضيع متعلقة