بروفايل| «عبدالعال» ثورة الغضب

كتب: هبة أمين

بروفايل| «عبدالعال» ثورة الغضب

بروفايل| «عبدالعال» ثورة الغضب

 

للمرة الأولى منذ انعقاد أولى جلسات البرلمان فى يناير الماضى، يكشر عن أنيابه تجاه حكومة شريف إسماعيل التى منحها برلمانه الثقة منذ نحو 5 أشهر، فاجأ الدكتور على عبدالعال رئيس البرلمان الجميع ملوحاً بنفاد صبره، بعد أزمة السيول التى واجهتها الحكومة بكل رعونة، مما تسبب فى دمار كبير لحق ببعض قرى الصعيد ومدينة رأس غارب بالبحر الأحمر.

«عبدالعال»، الذى دافع طيلة الانعقاد الأول عن الوزراء، لم يسمح بأية انتقادات يعلن عنها النواب «تحت القبة»، ولم تسجل مضابط الجلسات وقتها كلمة واحدة منها، حيث اعتبرها رئيس أعلى سلطة تشريعية تجاوزاً، وأمر بحذفها فوراً. رفض أستاذ القانون الدستورى المساس بالوزارة بحجة الحفاظ على الدولة المصرية، لم يغضب لغياب الوزراء عن جلساته، رغم اعتراض الأعضاء على الطريقة التى تتم بها مناقشة البيانات العاجلة دون حضور الوزير المعنى بالقضية.

وهكذا لم يتحرك رئيس مجلس النواب، الذى تخرج فى كلية الحقوق عام 1972، حينما بلغ الأمر ذروته بعدما تهكم ممثل الحكومة فى البرلمان المستشار مجدى العجاتى، وزير الدولة للشئون القانونية ومجلس النواب، على الكلمة التى ألقاها النائب ضياء داود، عضو تكتل 25/30 بأنهم ممثلون عن الأمة ولن يكونوا يوماً ما من حملة المباخر لهذه الحكومة، ليبادره «العجاتى» ساخراً «والله لم أكن أعرف أنك ممثل عن الأمة»، لتضج القاعة بالصراخ الرافض لسخرية ممثل الحكومة.

ولكن حديث «عبدالعال»، الذى كان عضواً بلجنة العشرة، التى وضعت مبادئ دستور عام 2014 عقب ثورة 30 يونيو، لم يأخذه رئيس الحكومة على محمل الجد، وتهاونوا فى حق البرلمان، إذ تغيبت الحكومة برمتها عن الحضور للجلسة العامة التى دعاهم لها رئيس البرلمان، لينتفض غاضباً، وينتفض النواب حوله فى القاعة الرئيسية، لتصل إلى حد المطالبات بسحب الثقة.

يصرخ «عبدالعال»: «لن نرفع الجلسة حتى لا يقال إن الحكومة انتصرت علينا.. وعليها أن تحضر حالاً»، لتأتى الحكومة مهرولة، تدخل القاعة فى هدوء دون الصخب الذى اعتادت عليه، والذى وصفه «عبدالعال» نفسه فى إحدى الجلسات بـ«زفة النواب».

على أن ثورة رئيس المجلس سرعان ما انتهت إلى لا شىء، وسط اندهاش النواب الذين فوجئوا به يعلن التضامن مع الحكومة ويطالبها بالإصلاح الاقتصادى.. لتنتهى المواجهة التى تصور البعض أنها قد تنهى «شهر عسل» طويلاً وممتداً بين الحكومة ورئيس البرلمان فإذا بها مجرد سحابة صيف عابرة لا مطر فيها ولا رعد.


مواضيع متعلقة