«النافورة».. ميدان يسكنه المشاهير

«النافورة».. ميدان يسكنه المشاهير
كعلامة تبدأ منها الحياة، ينتصب ميدان النافورة، بداية منطقة المقطم، منه توزع الشوارع، وتقسم المحلات وتسير السيارات فى مسارب مختلفة. الميدان الذى يلتقى فيه التلاميذ والعشاق والعجائز. ميدان يغلب عليه اللون الأخضر، بداخله نافورة جعلت الميدان يحمل اسمها. تاريخ وجودها من تاريخ نشأة المكان. لا بد لأى مكان من ميدان يتوسطه. من هنا يتفرع شارع 9، ويتفرع الكورنيش، يتوسط الميدان عمارات ومقاهى وبيوت صغيرة ومحلات تجارية، قبلة الحياة فى المقطم. من أمام الميدان يرقد سيد إسماعيل صاحب الـ53 عاماً، يعمل فى الميدان منذ خمسة عشر عاماً، يجلس أمام مكتبة تبيع الجرائد والكتب، ويقوم بوظيفة الحارس لبعض العقارات المتاخمة للميدان والمصطفة فى شارع 9، الشارع الرئيسى فى أعالى المقطم. يحكى عم «سيد» عن شارع «9» قائلاً إنه الشريان الرئيسى فى المقطم، فيه يوجد كل شىء، جميع توكيلات المحلات، المطاعم المشهورة، كما يحوى مناطق يبدو عليها الفقر، عمارات غير مكتملة، وأسواق شعبية، ومناطق مقفرة، التناقض والشهرة عنوان شارع 9، تناقض الهدوء والصخب، الفقر والغنى، وشهرة وجود شخصيات شهيرة فى المجتمع تسكن الشارع «النافورة أشهر حاجة فى المقطم، ساكن قصادها حتى أحمد زويل وعمرو الليثى». يؤكد أن العالم أحمد زويل يقطن فى أول الشارع، فى عمارة طويلة تطل على ميدان النافورة، يحكى ذات مرة قابله فيها، عقب الثورة، وأخبره «زويل» أن يطمئن على مصر، حيث كانت مصر وقتها واقعة تحت أسر الفوضى الأمنية، التى يرى حارس العقارات أنها ما زالت مستمرة.
يقول سيد إسماعيل، إن الحى فى الماضى اختلف كثيراً عما هو الآن، يقول إن نغمة الاختلاف يرددها الجميع حتى باتت محفوظة، لكنه الواقع الذى لا يملك أن يجمله، يضرب مثلاً بـ«البرادعى» الذى يسكن آخر شارع «9»، لم يرمِه أحد أو يعترضه، لكن فى وقائع الاستفتاء على التعديلات الدستورية، قذفوه بالحجارة. ما مضى من وقت كان الأهالى أقل وأكثر هدوءاً، بينما الآن زاد عددهم، واكتسبوا بعض العنف مثلهم مثل بقية الشعب المصرى. عمل عم «سيد» فى أماكن عديدة، لكنه لا يلبث فى مكان أكثر من أشهر معدودة، حتى يعود من جديد للربوة العالية، يقول إن حب المقطم أسره، المكان الهادئ الذى ينظر فيه إلى القاهرة من فوق، يسكن فى بولاق أبوالعلا، ويروح ويغدو كل يوم فى مشوار يومى رتيب، لكنه لا يمل منه، يتشوق كل يوم للميكروباص الذى يلفظه من السيدة عائشة للمقطم. مكان رزقه الأثير. شارع «9» هادئ صباحاً، صاخب ليلاً. لكنه بعد أحداث مكتب الإرشاد، بدأ التوتر يحيط بالشارع، حيث يوجد مقر مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين فيه. يتوقع عم «سيد» أن الوضع سيسوده الهدوء من جديد، فالمكان العالى يمتص كل زوبعة، على حد رؤيته. أكثر سوء لف المكان هو تحول الفيلات إلى عمارات، سبب ذلك كما علم الحارس القديم، أن أصحاب الفيلات يرغبون فى مزيد من الكسب. ضيق ذات اليد ينشر القبح، هكذا يهدر عم «سيد».
اخبار متعلقة
صالون شهرى لـ«علاء الأسوانى وأحمد فؤاد نجم وثروت الخرباوى»
قلنا الخير على قدوم الواردين .. لقينا الأذى من مكتب الإرشاد
كورنيش المقطم.. هنا ملتقى العشاق وجسر التنهدات
من مصر الجديدة إلى المقطم.. الثورة تطارد خصومها
دير القس سمعان الخراز بمنشية ناصر . . عالم سحرى حدوده الارض والسماء
مساكن الزلزال.. الحياة على شمال المقطم
الهضبة الكبيرة.. معجزات وكرامات
فى ميكروباص من «السيدة عائشة» أو أتوبيس من «مدينة نصر».. إزاى تروح «المقطم»
الإعتداء على «قنديل» وتعذيب مدمنين وسرقة وتثبيت الجرائم تعددت الجرائم والمنطقة واحدة
المقطم.. الحتة المقطوعة