قائد القوات البحرية: مصر أصبح لديها أسطولان لحماية الأمن القومى

كتب: مروة عبدالله

قائد القوات البحرية: مصر أصبح لديها أسطولان لحماية الأمن القومى

قائد القوات البحرية: مصر أصبح لديها أسطولان لحماية الأمن القومى

أكد الفريق أسامة ربيع، قائد القوات البحرية، أن القوات المسلحة المصرية أصبح لديها أسطولان بحريان، هما الأسطول الشمالى والأسطول الجنوبى، حيث سيقوم الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة برفع العلم المصرى على الميسترال «أنور السادات»، كما سيقوم بتدشين الأسطول البحرى الجنوبى لمصر.

وكشف قائد القوات البحرية فى حواره لـ«الوطن» عن أن مصر ستتسلم أول غواصة ألمانية جديدة مطلع العام المقبل من ألمانيا، لتنضم إلى أسطول القوات البحرية المصرية من أجل حماية الأمن القومى المصرى والمصالح الاقتصادية المصرية.

{long_qoute_1}

وأكد الفريق «أسامة ربيع» أن القوات البحرية بالقوات المسلحة جاهزة لحماية المياه الإقليمية والاقتصادية والسواحل المصرية على مدار الأربع والعشرين ساعة، وأن القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة لم تتوانَ فى دعم القوات البحرية بمنظومة تسليح ودعم متطورة وفريدة، وما حدث فى عملية التطوير خلال الفترة الماضية، هو إضافة وحدات بحرية جديدة بجانب الموجودة حالياً.

■ لماذا تحتفل القوات البحرية بعيدها تحديداً يوم 21 أكتوبر؟

- تحتفل القوات البحرية المصرية بعيدها فى هذا اليوم تحديداً بمناسبة قيام قواتها المتمثلة فى «لنشات الصواريخ» فى يوم 21 أكتوبر عام 1967 بتدمير أكبر الوحدات البحرية الإسرائيلية فى هذا الوقت وهى المدمرة «إيلات» والتى كانت تعتبر من أكبر الوحدات البحرية الإسرائيلية.

وكانت المدمرة إيلات تقوم باختراق المياه الإقليمية المصرية كنوع من إظهار فرض السيطرة الإسرائيلية على مسرح العمليات البحرى لمصر حتى صدرت الأوامر إلى لنشات الصواريخ المصرية فى ذلك اليوم باعتراض المدمرة إيلات وقصفها بالصواريخ حال دخولها المياه الإقليمية.

وتمكن عدد من اللنشات من إصابة المدمرة وتدميرها وإغراقها باستخدام الصواريخ البحرية «سطح - سطح» لأول مرة فى تاريخ بحريات العالم، ما كان لهذا الحدث أكبر الأثر فى تغيير الفكر الاستراتيجى العسكرى العالمى من حيث أسلوب الاستخدام لوحدات بحرية صغيرة الحجم لإصابة أو تدمير وحدات بحرية كبيرة مثل «المدمرات - الفرقاطات»، والتى كانت تعتبر فى هذا الوقت السلاح الرئيسى لمختلف بحريات العالم.

■ كيف أحدث انضمام الميسترال «ناصر والسادات» نقلة نوعية فى عتاد وحدات القوات البحرية؟

- «الميسترال» جمال عبدالناصر وأنور السادات إضافة كبيرة للقوات البحرية، ومهامها استراتيجية كبيرة، ويمكن أن تستخدم للإنزال البحرى على الساحل، أو نقل قوات لدينا لخارج حدودنا أو نقل جنود لنا من دولة لأخرى، بالإضافة إلى حملها لطائرات هيلكوبتر، كما أنها يمكن أن تستخدم لتكون مركز عمليات مشتركة بين القوات البحرية والبرية، وسيتم إضافة التعديلات عليها وفق ما يحتاجه مسرح العمليات البحرى المصرى.

{long_qoute_2}

كما أن القوات المسلحة المصرية أصبح لديها أسطولان بحريان، هما الأسطول الشمالى والأسطول الجنوبى، حيث سيقوم الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، برفع العلم المصرى على الميسترال «أنور السادات»، كما سيقوم بتدشين الأسطول البحرى الجنوبى لمصر.

■ متى يتم الإعلان عن امتلاك مصر لأول غواصة؟

- ستتسلم مصر أول غواصة من طراز دولفين «تيب 209» من أصل 4 غواصات، فى مطلع العام المقبل، وهناك أطقم مصرية بالفعل تقوم بالتمرين عليها الآن فى ألمانيا.

■ ما دور الوحدات البحرية الموجودة حالياً عند باب المندب؟

- أمن مصر القومى يبدأ من «باب المندب»، والقطع البحرية المصرية الموجودة هناك، هى من أجل الأمن القومى المصرى، والتحديات الأمنية زادت ويجب أن نواكب تلك التحديات، ومهام القوات البحرية فى باب المندب هى وقف إمدادات الحوثيين بالسلاح والمواد اللوجيستية، عن طريق السواحل البحرية، فالأوضاع بعد ثورة 25 يناير باتت مختلفة حيث زادت عمليات التهريب، وقمنا بوضع خطط محكمة لتأمين الساحل سواء البحر الأحمر أو البحر المتوسط.

■ كيف تقوم القوات البحرية بدعم مسارات التنمية ومساندة أجهزة الدولة الأخرى؟

- القوات البحرية تقوم بدعم مسيرة التنمية والبناء، حيث تقوم بإمداد هيئات الموانى بالمرشدين البحريين، وكذلك قادة القاطرات نظراً لما لهم من خبرات فى قيادة الوحدات البحرية ذات الإزاحات المختلفة، فى إطار التعاون الوثيق بين القوات البحرية وهيئات الموانى ووزارة النقل، كما تقوم القوات البحرية بإعداد وتأهيل الضباط البحريين والمتقاعدين للعمل بالقطاع المدنى وهيئة الموانى وهيئة قناة السويس من خلال عقد الدورات المختلفة بمعهد الدراسات العليا البحرية طبقاً لتعليمات المنظمة البحرية العالمية.

■ ما دور القوات البحرية فى تأمين المجرى الملاحى وقناة السويس والنفط؟

- يتم تأمين المجرى الملاحى لقناة السويس فى الاتجاهين الشمالى والجنوبى ومناطق انتظار السفن العابرة باستخدام الوحدات البحرية من أوضــاع المرور والمصاحبة، حيث إن «قناة السويس خط أحمر» وكذلك تأمين المنشــآت والأهداف الحـــيوية على الساحل وبالبحـــر من منصات وحقول البترول والغاز الطبيعى والمدن الساحلية بالبحرين المتوسط والأحمر.

■ ماذا عن آليات التطوير والتحديث والتدريب خاصة على الوحدات البحرية المنضمة حديثاً؟

- يتم تدريب الضباط بشكل مستمر على أحدث الوحدات البحرية فى العالم والتعرف على ومشاهدة أساليب التدريب القتالى بالبحر والتعرف على أحدث ما وصل إليه العالم من تكنولوجيا ونظريات التسليح والتكتيكات، والقوات البحرية تشترك مع كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين ودولة الكويت والأردن وليبيا وأمريكا وفرنسا وإيطاليا واليونان فى تدريبات بحرية مشتركة، مما يكون له أبلغ الأثر فى الاستفادة المتبادلة من خلال نقل الخبرات.

■ ما دور القوات البحرية فى التصدى لأعمال الهجرة غير الشرعية وأعمال التأمين؟

- القوات البحرية لها دور فى تأمين الوحدات والمنشآت العسكرية والجبهة الداخلية ضد جميع الأعمال العدائية وتأمين المواطنين والطرق بتنظيم دوريات راكبة للقضاء على أى محاولات تضر بأمن وسلامة المواطن والممتلكات الخاصة والعامة، ومن أهم الأعمال للحفاظ على أمن وسلامة الوطـن والمواطن المصرى قيام القوات البحرية بالاشتراك مع أفرُع القوات المسلحة والجِهات الأمنية بالدولة بمكافحـة أعمال الهـجرة غير الشرعية وإنقاذ الأفراد من الموت والغرق، حيث ضبطت القوات خلال شهرين 2619 فرد هجرة غير شرعية، وكذلك إحباط محاولات تهريب البضائع غير خالصة الرسوم الجمركية والمخدرات والمواد البترولية بالبحر.

■ كيف ترون تحديات المنطقة فى الوقت الراهن؟

- لا شك أن الأوضاع غير المستقرة التى تمر بها المنطقة لها تداعياتها على الأمن القومى المصرى، بالإضافة إلى حجم التهديدات والعدائيات على جميع الاتجاهات الاستراتيجية، التى تتطلب امتلاك قوات بحرية قوية وحديثة لها القدرة على تنفيذ جميع المهام داخل وخارج حدود الدولة. ونجد أن الصفقات التى تم تسليح القوات البحرية بها على مدار العامين الماضيين أسهمت بشكل مباشر فى رفع القدرات القتالية للقوات البحرية والقدرة على العمل فى المياه العميقة والاستعداد لتنفيذ المهام بقدرة قتالية عالية فى أقل وقت، ما يسهم فى دعم الأمن القومى المصرى فى ظل التهديدات والعدائيات المحيطة بالدولة المصرية حالياً.

{long_qoute_3}

■ ما أهم الأسس التى تتبعها القوات البحرية فى منظومة التعليم والتدريب بداخلها؟

- لدى القوات البحرية منظومة متكاملة من المعاهد والمنشآت لتأهيل الضباط والأفراد لنقلهم من الحياة المدنية إلى كونهم جنوداً محترفين، وتتمثل تلك المنظومة فى: «الكلية البحرية لتأهيل الطلبة وتخريجهم برتبة الملازم بحرى - معهد الدراسات العليا البحرية لتأهيل الضباط فى مختلف المستويات والتخصصات»، بالإضافة إلى منح الضباط المتقاعدين والعاملين بالبحر أرقى الشهادات الدولية فى مجال العلم البحرى.

والمعهد معتمد من المنظمة البحرية الدولية «imo»، والمنشآت التعليمية لتأهيل ضباط الصف والأفراد فى مختلف التخصصات البحرية بالإضافة إلى أكاديمية مكافحة الحريق وحصر العطب المعتمدة دولياً وتعد الأكبر فى الشرق الأوسط وأفريقيا. وفى إطار مواكبة التطور العالمى فى بحريات دول العالم وخاصة دول الجوار، ومع التقدم التكنولوجى فى جميع المجالات، فهناك خطط تطوير مستمرة لقواتنا البحرية فى إطار خطط التسليح الشاملة للقوات المسلحة، وإن قواتنا البحرية فى تطور مستمر فى السنوات الأخيرة خاصة مع الدعم المستمر للقيادة العامة للقوات المسلحة والتى أحدثت طفرة كبيرة فى قواتنا البحرية، وإن ملامح المرحلة الحالية تعتمد على استراتيجيتين: الأولى هى الاستراتيجية الرأسية فى التطوير والتحديث والذى يتركز على تحديث وتطوير الوحدات البحرية ومنظومات القتال المتوفرة لدينا، والاستراتيجية الثانية هى الاستراتيجية الأفقية، وذلك بالحصول على وحدات بحرية جديدة تم التعاقد عليها وستنضم لقواتنا البحرية لتغطى مطالب القوات البحرية لتنفيذ المهام المكلفة بها وذلك بالتعاون مع الدول الأجنبية المختلفة، كذا التصنيع المشترك بالتعاون مع بعض الدول الصديقة كنواة للاعتماد على التصنيع المحلى وفى هذا الإطار يتم التحديث المستمر فى ورش الصيانة والإصلاح على كل ما هو جديد بما يساعد على احتفاظ وحداتنا بكفاءة قتالية ودقة عالية.

■ ما أهم التدريبات المشتركة التى تقوم بها القوات البحرية خاصة فى الفترة الأخيرة؟

- تشارك القوات البحرية فى تدريبات مشتركة مع دول شقيقة وصديقة نظراً لمكانة القوات البحرية العالية، فى مصاف بحريات العالم وكأكبر قوات بحرية فى منطقة الشرق الأوسط، كما أن التدريبات المشتركة لها فوائد عديدة منها إتقان تنفيذ المهام المختلفة، وصقل مهارات الضباط والجنود من خلال الاستفادة من التطور فى مقلدات التدريب، ومنظومات التسليح الحديثة المتوفرة لدى الدول الشقيقة والصديقة.

■ هل هناك تعاقدات جديدة قامت بها القوات البحرية مؤخراً؟

- قامت القوات البحرية بعديد من التعاقدات الجديدة لتدبير وحدات بحرية حديثة ومتطورة تواكب التطور العالمى وقادرة على مجابهة هذه التغيرات وحماية حدود الدولة الإقليمية ومصالحها الاقتصادية، حيث تم تدبير «لنشات صواريخ طراز سليمان عزت - فرقاطات حديثة طراز جوويند - أحدث فرقاطة فى العالم طراز فريم - غواصات طراز «209»، كما تم تدبير حاملتى مروحيات طراز «ميسترال»، ورجال البحرية أثبتوا حسن كفاءتهم بالتمرن على الميسترال فى 4 أشهر بدلاً من 8 أشهر، بالإضافة إلى لنش صواريخ طراز «مولينيا» والذى تم إهداؤه للبحرية المصرية من الجانب الروسى، وانضمت بالفعل للقوات البحرية بعض الوحدات الحديثة مثل اللنشات الصاروخية طراز سليمان عزت والفرقاطة الحديثة طراز فريم والتى شاركت فى حفل افتتاح قناة السويس الجديدة.


مواضيع متعلقة