جريمة «ميرى» فى جاردن سيتى: مجند يقتل أمين شرطة ويصيب آخر

08:59 م | الثلاثاء 18 أكتوبر 2016

فى واقعة بدأت بالمزاح وانتهت بالدم، أطلق مجند شرطة بقوات الأمن المركزى 9 رصاصات من بندقيته الميرى على رئيسه، أمين شرطة، وشرع فى قتل آخر فى حى جاردن سيتى، قرب السفارة الأمريكية، بمنطقة تأمين السفارات. {left_qoute_1}

وأظهرت التحريات الأولية، التى أشرف عليها اللواء عبدالعزيز خضر، مدير مباحث العاصمة، أن الواقعة بدأت بالمزاح، ثم تطورت إلى مشادة كلامية، وفرّق زملاء المتهم والمجنى عليه الطرفين، وبعد مرور نصف ساعة تقريباً، هدد المجنى عليه المتهم بتوقيع جزاء إدارى عليه وحرمانه من الإجازة، ما أثار غيظ المتهم، فأطلق الرصاص من البندقية الآلى التى كانت بحوزته وأسقط أمين الشرطة جثة هامدة، ثم أطلق النيران عشوائياً، ما أسفر عن إصابة أمين شرطة ثان، فيما تمكن زملاء المتهم من ضبطه.

وانتقل فريق من نيابة حوادث وسط القاهرة، برئاسة المستشار محمد عبدالحكيم، مدير النيابة، وأجرى معاينة مبدئية، وتم العثور على جثة الضحية ملقاة بجوار سيارة الشرطة مصابة بـ6 رصاصات، وهو يرتدى ملابسه الميرى كاملة وبحوزته سلاحه الميرى الخاص به، وتبين من المعاينة أن المتهم أطلق الرصاص على الضحية من مسافة بين متر ونصف ومترين، وجمعت النيابة تفريغ كاميرات المراقبة الموجودة بالمنطقة، التى سجلت الجريمة من بدايتها، منذ تسليم دورية التأمين، وطلبت النيابة نقل الجثة إلى مشرحة زينهم لتشريحها وبيان سبب الوفاة وإعداد تقرير طبى، كما طلبت تحريات المباحث حول الواقعة.

واستمعت النيابة لأقوال المتهم، الذى قال إن الضحية كان يتعنت ضده ويهدده بالحرمان وتوقيع الجزاء عليه، وسبّه «بالأم» أمام زملائه واستهزأ به، ما أثار غضبه، فأطلق عليه الرصاص دون وعى، وأنهى أقواله بأنه لم يقصد إطلاق الرصاص على أمين الشرطة التابع لقسم قصر النيل.

وطلبت النيابة استدعاء عدد من زملاء المجنى عليه والمتهم، وانتقلت للمستشفى لسماع أقوال أمين الشرطة الثانى المصاب، الذى تصادف وجوده بالقرب من مكان الخدمة، ومن المرجح أن يتم عرض المتهم على الطب الشرعى للكشف عليه والتأكد من سلامة قواه العقلية.

كان اللواء خالد عبدالعال، مساعد أول وزير الداخلية لأمن القاهرة، تلقى بلاغاً من مأمور قسم قصر النيل يفيد بسماع صوت إطلاق رصاص قرب نقطة أمنية بمدخل السفارة الأمريكية من ناحية شارع قصر العينى بمنطقة جاردن سيتى، وانتقل فريق من ضباط المباحث، ضم اللواء عبدالعزيز خضر، مدير مباحث العاصمة، والعميد محمد الألفى، رئيس قطاع مباحث غرب القاهرة، وتبين أن صوت إطلاق الرصاص ناتج عن قيام مجند تابع للإدارة العامة للعمليات الخاصة بقطاع الأمن المركزى بإطلاق الرصاص على رئيسه، أمين شرطة بنفس الإدارة، والشروع فى قتل أمين شرطة آخر تابع لقسم شرطة قصر النيل.

وأوضحت التحريات أن سبب الجريمة هو المزاح الذى تطور إلى مشاجرة، حيث إنه أثناء وجود المجند رضوان ونيس محمد، من قوة الإدارة العامة للعمليات الخاصة بقطاع الأمن المركزى بمحافظة سوهاج، فجر أمس، بخدمته بسيارة التأمين المتمركزة بمنطقة تأمين السفارات بجاردن سيتى، حدثت مشادة كلامية بينه وبين رئيسه، أمين الشرطة أسامة عابدين خطاب، من قوة العمليات الخاصة بقطاع الأمن المركزى، فتعدى الأخير على الأول خلالها بالسب والشتم، متوعداً المتهم بتوقيع جزاء إدارى على الأول وحرمانه من إجازته الشهرية.

ودلت التحريات على أن المجند المتهم أصيب بحالة نفسية سيئة، فبدأ بإطلاق عدة أعيرة نارية من السلاح الآلى عهدته تجاه الأمين، ما أدى إلى وفاته، كما أسفر الحادث عن إصابة أمين الشرطة شريف محمد محمود، من قوة قسم شرطة قصر النيل بمديرية أمن القاهرة، والذى كان موجوداً بالخدمة بجوار سيارة التمركز، بعيار نارى بقدمه اليسرى، وتم نقله للمستشفى لإسعافه.

واستمع فريق المباحث إلى أقوال 10 من زملاء المجنى عليه والمتهم، من بينهم الضابط المسئول عن النقطة الأمنية، وأكدوا أن المجند كان يجلس فى سيارته، وحدثت المشادة الكلامية بين الجانبين، ثم ترجل المتهم من السيارة ووقف على بعد 3 أمتار من الأمين، وتم التفريق بينهما بعد اشتباكهما بالأيدى، وعندما وجه المجنى عليه سباباً بألفاظ نابية للمجند، فوجئوا به يطلق الرصاص على أمين الشرطة بصورة عشوائية، فتفرق أفراد النقطة الأمنية من جانب السيارة، وتم العثور على 5 طلقات مخترقة سيارة الأمن المركزى.

وقال مصدر أمنى لـ«الوطن» إن مساعد الوزير لقطاع الأمن المركزى وقائد العمليات الخاصة أمرا بالتحقيق فى الواقعة إدارياً لكشف أسباب الجريمة، وأضاف أنه جارٍ الاستماع لأقوال جميع أفراد النقطة الأمنية، الذين شاهدوا الجريمة، ووضعهم تحت جلسات نصح لكيفية التعامل مع المجندين.