تقرير: نقص المحاليل يهدد صحة 60 ألف مريض بالفشل الكلوى

كتب: ريهام عبدالحافظ

تقرير: نقص المحاليل يهدد صحة 60 ألف مريض بالفشل الكلوى

تقرير: نقص المحاليل يهدد صحة 60 ألف مريض بالفشل الكلوى

خاطبت النقابة العامة للأطباء، أمس، كلاً من المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، والدكتور أحمد عماد الدين، وزير الصحة، والدكتور مجدى مرشد، رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب، بشأن النقص الشديد للمحاليل الطبية بالمستشفيات، موضحة أنها تلقت العديد من الشكاوى من مستشفيات حكومية وخاصة ومراكز غسيل كلوى بشأن العجز الشديد فى المحاليل الطبية، والاضطرار لشرائها بأضعاف ثمنها، مؤكدة أنه أحياناً ما تكون المحاليل غير متوافرة، سواء من السوق السوداء أو من أى مصدر آخر، بما يهدد حياة المرضى.

{long_qoute_1}

وأضافت النقابة، فى بيان، أمس: «أزمة المحاليل مستمرة منذ نحو 3 شهور، دون وجود فهم أو تحليل لأسبابها، ودون طرح أى حلول لها، بل على العكس نراها تتفاقم وسط استغاثات المرضى والأطباء.

جاء ذلك بالتزامن مع ما كشفه تقرير طبى أعده الدكتور كريم سالم، عضو مجلس نقابة أطباء الجيزة، ومدرس مساعد أمراض الكلى بمعهد تيودور بلهارس عن أن نقص المحاليل الطبية يهدد حياة مرضى الفشل الكلوى وزراعة الكبد والأورام والأطفال فى الحضانات وحالات حوادث الطرق اليومية.

وأشار التقرير الذى قررت النقابة العامة للأطباء إرسال نسخة منه إلى رئاسة الوزراء ووزير الصحة ومجلس النواب، إلى ارتفاع سعر «محلول الملح» من 3 جنيهات إلى 4 جنيهات ونصف، ثم إلى 10 جنيهات، فـ12 جنيهاً، أى نحو أكثر من 400%، وأنه يتم بيعه فى بعض الصيدليات بـ15 جنيهاً، وقد أصبح سعر الكرتونة يتراوح بين 220 و250 جنيهاً، بدلاً من 80 جنيهاً، بسبب نقصه فى المستشفيات والصيدليات، وهو ما يهدد حياة أكثر من 60 ألف مريض بالفشل الكلوى، موضحاً أن جلسات غسيل الكلى للمرضى ليست وحدها التى تضررت من ارتفاع الأسعار الجنونى، حيث تأثرت أيضاً جلسات فصل البلازما التى قد يحتاجها المرضى المصابون بأمراض مناعية حادة فى الكلى أو مرضى الرفض الحاد لزراعة الكلى، حيث أصبح سعر فلتر فصل البلازما 1500 جنيه بدلاً من 1000 جنيه خلال الخمسة أشهر الماضية، بعد أن ارتفع سعر الدولار من 7 جنيهات إلى أكثر من 13 جنيهاً.

ورصد التقرير أسعار جلسة الغسيل الكلوى، مشيراً إلى أن فلتر الغسيل وصل سعره العام الحالى إلى 60.8 جنيه، بعد أن كان سعره يتراوح بين 45 و55 جنيهاً، وأمبول الهيبارين الذى يحتاج المريض أمبولين منه وصل إلى 7 جنيهات بعد أن كان سعره 5 جنيهات، وجركن محلول «الديليز» ارتفع من 45 جنيهاً إلى 60 جنيهاً، أما محلول الملح أو الجلوكوز الذى يحتاج المريض إلى عدد عبوتين منه فى الجلسة فقد ارتفع من 4 جنيهات إلى 12 جنيهاً، وأخيراً ماكينة الغسيل الكلوى التى ارتفعت من 90 ألف جنيه إلى 115 ألف جنيه. وتعد المحاليل الطبية العنصر الأساسى لعلاج مريض الفشل الكلوى، وبدونها لا يمكن تقديم جلسة الغسيل الكلوى الدموى للمريض.

وأضاف التقرير أن استمرار السعر الحالى لجلسة الغسيل الكلوى (140 جنيهاً)، قد يدفع أصحاب المراكز الخاصة إلى الإغلاق نهائياً بسبب نقص المحاليل الطبية والأدوية والفلاتر، كما يدفع المراكز إلى تحصيل مبالغ مالية ضخمة من المرضى نتيجة لرفع الأسعار، فضلاً عن استخدام فلاتر صغيرة الحجم للتوفير فى ارتفاع المستهلكات أو الرجوع إلى استخدام محلول الغسيل «الاسيتات» بدلاً من «البيكارب» لتوفير النفقات، مشيراً إلى أن النقابة تلقت العديد من الشكاوى فى هذا الشأن من وحدات الغسيل الكلوى.

وأرجع التقرير الأزمة إلى أن هناك شركات تقوم بتخزين المحاليل «لتعطيش السوق»، وبالتالى رفع سعره عن طريق وجود حلقات وسيطة تخزن المحاليل لتخلق أزمة ثم تبيع تلك المحاليل فى السوق السوداء بأسعار مرتفعة عن ثمنها، سواء كانت هذه الحلقات شركات توزيع أو مخازن أو غيرها، وذلك بحثاً عن تحقيق مزيد من الأرباح، وربما يكون ذلك أحد أسباب نقص المحاليل وعدم قيام شركات الأدوية بتوريد كميات المحاليل التى تم التعاقد عليها بحجة ارتفاع أسعار المواد الخام وتوقف خطوط الإنتاج بسبب أزمة «الدولار».

وقال سالم إن إجمالى إنتاج الشركات الثلاث الكبرى يصل إلى 7 ملايين عبوة شهرياً، وهو يوازى استهلاك السوق، وبالتالى لا توجد مشكلات إنتاجية.

وأكد الدكتور أحمد فاروق، الأمين العام لنقابة الصيادلة، أن 60 ألف مريض بالفشل الكلوى معرضون للوفاة نتيجة نقص المحاليل الطبية، قائلاً: «المرضى معرضون للموت بسب عدم وجود هيئة وطنية للدواء، ووزير الصحة لا يفهم شيئاً فى الدواء، وتسبب فى إحراج الحكومة وهو عار عليهم».

وقالت الدكتورة منى منيا، وكيل نقابة الأطباء، إن أزمة نقص المحاليل الطبية أصبحت تمثل خطورة شديدة تهدد حياة المرضى فى مصر، مشيرة إلى أن أطباء الكلى يستغيثون بوزارة الصحة لإنقاذ مرضى الفشل الكلوى والأورام من الموت، وقالوا: «لماذا نترك المرضى يعانون، ولا أحد من المسئولين يستجيب؟».


مواضيع متعلقة