خبراء: النادى ضمن مدينة «أون» الأثرية.. و«روتين» الوزارة يهدد بضياعه

خبراء: النادى ضمن مدينة «أون» الأثرية.. و«روتين» الوزارة يهدد بضياعه
انتقد عدد من الأثريين الطريقة التى تعاملت بها وزارة الآثار مع الكشف الأثرى لنادى النصر الرياضى، مؤكدين أنه لو صح هذا الكشف، وفق مكاتبات النادى إلى وزارة الآثار فسيكون إنجازاً أثرياً جديداً قد يغير العديد من المفاهيم العلمية والأثرية الراسخة لدى علماء الآثار عن هذه المنطقة منذ عشرات السنين.
ورجح نورالدين عبدالصمد مدير التوثيق الأثرى بوزارة الآثار، أن تكون الشواهد التى اكتشفها العاملون بنادى النصر الرياضى امتداداً لآثار مدينة «أون» الأثرية الممتدة من منطقة المطرية وحتى مشارف مصر الجديدة، مشيراً إلى أن تلك المدينة تعد من أكبر المناطق الأثرية غير المكتشفة، نتيجة للزحف العمرانى عليها، والمنطقة تعوم على ثروة من الآثار.
وأشار محمد عبدالرحيم رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية، وهى الجهة التى وجّهت إليها مكاتبات النادى، إلى أنه لم يتسلم أى خطابات تحمل تلك الصيغة، نافياً علمه وجود شواهد لكشف أثرى بنادى النصر.
وقال الدكتور مختار الكسبانى أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة القاهرة وعضو اللجنة الدائمة للآثار، إن تعامل منطقة آثار وسط القاهرة مع هذا الكشف يعد كارثة بكل المقاييس، فتلك المكاتبات التى حصلت «الوطن» على نسخة منها تدل على جهل مطبق من القائمين على الآثار وتخاذل الجهة الإدارية عن التحرّك فور تسلم تلك المكاتبات من نادى «النصر» مما يدل على شىء من اثنين: إما محاولات للتعتيم من قِبل البعض للاستيلاء عليه وإما هو تخاذل من قِبل المسئولين فى ظل حالة من الفوضى التى سيطرت على قطاع الآثار، والتى كان أبرز ملامحها الامتناع عن اتخاذ أى قرار والإلقاء بالمسئولية على الآخرين.
وفجر «الكسبانى» مفاجأة بتأكيده أن المستندات والمكاتبات الخاصة بالموضوع تُعرّض مدير آثار مصر الوسطى للمساءلة القانونية لعدة أسباب، أولها أنه رد على جهة مدنية دون الرجوع إلى وزير الآثار أو رئيس المجلس الأعلى للآثار عادل عبدالستار، مشيراً إلى أنه كان يجب أن يقوم بإعادة تحويل تلك الخطابات إليهما، ليقررا تشكيل لجنة علمية للكشف عن تلك الآثار بدلاً من المماطلة التى ستكون نهايتها ضياع هذا الكشف على يد لصوص الآثار.
وتابع «الكسبانى»: «هذا بخلاف أن المنطقة الموجود بها نادى النصر الرياضى لا تتبع منطقة آثار وسط القاهرة، لكنها تتبع منطقة شمال، ورد مدير منطقة شمال على تلك المكاتبات هو مخالفة قانونية جديدة قد تتسبّب فى تحويله إلى محاكمة تأديبية».
وطالب «الكسبانى» مسئولى نادى النصر الرياضى بالتوجّه إلى إدارة المضبوطات الأثرية بوزارة الآثار وتقديم طلب جديد لعمل مجسات والتحرُّك فى إطار خطوات صحيحة حتى يتاح للدولة تحمّل مسئوليتها.
من جانبه، نفى محمود عباس مدير آثار العصر الحديث، علمه بوجود كشف أثرى يعود إلى «البارون امبان» بنادى النصر الرياضى، مؤكداً أن تلك المكاتبات لم تصل إليه. وأرجع «عباس» ذلك إلى وجود خطوات إدارية وتدرج وظيفى يأخذ مساره. وقال «عباس»: «إذا ما ثبت هذا الكشف فإنه سيكون من أخطر الاكتشافات الحديثة»، مستبعداً أن تعود تلك الآثار إلى حقبة البارون امبان، خصوصاً أن الشركة البلجيكية التى أنشأت مبانى مصر الجديدة اتخذت نفس الطريقة التى بنى بها عمرو بن العاص مصر الإسلامية بالبناء فى اتجاه الشرق والمنطقة المقام فيها نادى النصر هى الأقرب إلى المطرية ومدينة أون الأثرية.
وفيما يتعلق بحقوق النادى إذا ما ثبت هذا الكشف، فقد أكد «عباس» أنه طبقاً لقانون الآثار رقم 117 لسنة 1983 والمعدل فى 2010، فإن الجهة الموجود بها الآثار وهى نادى النصر ستكون مسئولة عن تولى أعمال الحفر وعمل المجسات والتنقيب وحراسة تلك المنطقة وضمان بقاء الحفر على حاله دون تغيير، كما تتحمّل الجهة الأعباء المادية والبشرية، وتنحصر مسئولية وزارة الآثار فى الإشراف على عملية التنقيب، مؤكداً أن هذا الإجراء جاء نتيجة وجود مئات الطلبات يومياً لمواطنين لديهم «هوس الآثار»، من الذين يؤكدون وجود آثار فى نطاق الأراضى المملوكة لهم، وإذا ما تحمّل المجلس الأعلى للآثار كل أعمال الحفر تلك فستكون مهمته الوحيدة هى الحفر فى أراضى المواطنين، وهو ما سيحمّل الوزارة مبالغ طائلة.
أما فيما يتعلق بحقوق النادى الأدبية، فمن الممكن أن يتم الاتفاق بين النادى ووزارة الآثار على عرض تلك الآثار فى واحدة من قاعات أحد المتاحف الكبرى، على أن يشار إلى أن تلك الآثار تم الكشف عنها بنادى النصر الرياضى، وهو شرف كبير -على حد تعبير مدير آثار العصر الحديث- مشيراً إلى أن النادى لا يملك أى حقوق مادية، ولا يستحق أخذ أى تعويض، لأن الكشف تم فى أرض تابعة للدولة، وليست فى «أملاك أشخاص»، مشيراً إلى صعوبة إقامة متحف داخل النادى يضم ما سيتم استخراجه لوجود صعوبات تأمينية يتعذر معها حماية الآثار، إلى جانب وجود عشرات المتاحف المجهّزة لاستقبال مثل تلك الاكتشافات.


طلب النادي بإنشاء متحف أثري للكنوز
أخبار متعلقة:
«الوطن» تكشف: «مافيا» الآثار تبحث عن «كنز البارون» فى نادى النصر
هددوا رئيس النادى بالقتل وعرضوا 100 مليون دولار للحصول على المقتنيات الأثرية