بروفايل| فرانسيس الأول.. البابا الأخير من آخر العالم
بروفايل| فرانسيس الأول.. البابا الأخير من آخر العالم
ما إن انطلق الدخان الأبيض فى سماء ساحة القديس بطرس حتى تعالت التمتمات بالدعاء، إيذاناً بالإعلان عن شخصية البابا الذى اتفق الكرادلة على تسميته وإسناد الولاية الدينية والروحية على أتباع كبرى الديانات السماوية له.. أخيراً صار «هورهى برجوليو» الأرجنتينى من أصول إيطالية بابا الكاثوليك.
برجوليو أو «البابا فرانسيس الأول» هو أول بابا من الأمريكتين شمالاً وجنوباً، وأول «يسوعى» يعتلى أرفع مقام دينى وهو أول بابا ينتخب فى حياة البابا السابق له «بنديكتوس السادس» المستقيل عن كرسى البابوية، وأول من يتسمى بلقب مؤسس الكنيسة الحديثة «القديس فرانسيس» الذى عاش فى إيطاليا فى القرن السادس عشر وصار المثل والقدوة للبابا الجديد، كلاهما ترك حياة الرغد واختار الزهد وعاش حياة الفقراء فى شوارع العاصمة الأرجنتينية.
عُرف «هورهى» فقيراً يتنقل فى المواصلات العامة يربت على كتف هذا ويلاطف ذاك.. لم يتخلف عن مناسبة دينية لطائفة أيا كانت حتى طافت شهرته أرجاء بلاده وحظى بشعبية خاصة لدى العرب والمسلمين.
ساحات وشوارع الأرجنتين امتلأت بالمحتفلين فى أعقاب اختيار برجوليو؛ كأنما نسوا أن «برجوليو» ذا الـ77 ربيعاً كان المنافس الأبرز للبابا السابق بل ويرجع له الفضل فى اختياره حين دعا إلى مساندته ليضيف إلى رصيده من التسامح والتضحية من أجل الآخرين ما جعله الخيار الأفضل أمام كرادلة المجمع الانتخابى.
فى حديثه الأول عقب اختياره؛ استحضر البابا فرانسيس الروح المرحة للأرجنتينيين قائلاً «لقد اختار زملائى الكرادلة أن يأتوا بالبابا من آخر العالم» تلك المداعبة لن تخفى قائمة طويلة من التحديات فى انتظار البابا قد تفوق تلك التى كان فيها الأول دائما من حيث صعوبتها كونها أجبرت سلفه على الاستقالة فى سابقة نادرة الحدوث، فالفساد يطال أمورا كثيرة داخل المؤسسة الكنسية، والفاتيكان بات فى موقف حرج أمام الفضائح الجنسية لبعض رجال الدين والفساد المالى والأخلاقى الذى طال البعض منهم، وقدرات وخبرات برجوليو مهما عظمت فى حاجة إلى من يساعده وهو ما طالب أتباعه أن يفعلوه بأن يصلوا لأجله وأن يعملوا معه من أجل الفقراء الذين أفنى حياته وكرس رهبانيته فى محاولة للتخفيف عنهم ومساعدتهم. علاقة المسيحية بالأديان الأخرى ولا سيما الإسلام، ستتقاطع مع السياسة وتتأثر بلا شك بتوجهات رأس الكنيسة الكاثوليكية وهى التحدى الأهم أمام البابا فى أن يخلق شكلا جديدا لعلاقات الفاتيكان مع الدول والمؤسسات الدينية الإسلامية. ضمن نبوءاته، كان عراف القرون الوسطى الشهير «نوسترداموس» قد تنبأ بأن البابا 112 الذى اختير منذ ساعات هو «البابا الأخير»؛ الذى سيعقب اختياره حروب وخراب ودمار، فرانسيس هو ذلك البابا من حيث الترتيب فهل يكون بابا التفاهمات والتحديات أم تصدق النبوءة ويكون البابا الفقير هو البابا الأخير؟