الرى «المصرى - السودانى».. معركة ضبط فيضان النيل

كتب: محمد أبوعمرة

الرى «المصرى - السودانى».. معركة ضبط فيضان النيل

الرى «المصرى - السودانى».. معركة ضبط فيضان النيل

 

اتسمت العلاقات الثنائية بين مصر والسودان بالعمل المشترك، طيلة أكثر من نصف قرن، تجاه قضايا أعالى النيل، وتعد اتفاقية 1959 الخاصة بتقاسم المياه مثلاً يحتذى به للدول المتشاطئة لاتباعها تحقيق النفع الكامل من النهر المشترك للحد من الخلافات بين هذه الدول، وقد أنشئت الهيئة الفنية الدائمة المشتركة لمياه النيل فى 1960 لتحقيق التعاون الفنى بين حكومتى الجمهوريتين وللسير فى البحوث والدراسات اللازمة لمشروعات ضبط النهر وزيادة إيراده، وكذلك لاستمرار الأرصاد المائية على النهر فى أحباسه العليا.

{long_qoute_1}

وقال الدكتور سيف حمد، وزير الرى السودانى الأسبق، إن اتفاقية 1959 تعد أهم اتفاقيات التعاون بين البلدين، حيث نصت فى البند السادس على زيادة إيراد النهر، وتعتبر إحدى المهام الأساسية والرئيسية لها، لافتاً إلى أن تاريخ التعاون بين البلدين نجح فى عام 1979 بتنفيذ قناة جونجلى بجنوب السودان التى توقفت عام 1983، بسبب الحرب فى جنوب السودان، وأنه يتم حالياً تنظيم مشروعات لزيادة الإيراد لمواجهة الاحتياجات المستقبلية فى الدولتين، مؤكداً أن الظروف السياسية والأمنية والاجتماعية والبيئية الراهنة تمثل تحدياً كبيراً ينبغى تداركه لوضع الخطط اللازمة للتنفيذ، وأكد أن العلاقات بين البدلين أبدية، حيث يربط النيل شعبى البلدين، وتقوم الهيئة المشتركة بالتنسيق لذلك من خلال إعداد التنبؤات السنوية للنهر لضمان التنسيق بين الدولتين للاستفادة من المياه، حيث تقوم الهيئة بدراسة تشغيل الخزانات على النيل وروافده وتقديم الملاحظات اللازمة حولها لضمان التنسيق بين الجانبين والاستفادة من الموارد المائية، وأشار إلى أن شعبى البلدين يتطلعان دوماً إلى دور أكبر لتعظيم الاستفادة من مياه النيل، باعتباره الشريان الأبدى الذى يربط بين البلدين وقامت على ضفافه حضارات، من أعرق الحضارات وأعظمها على الإطلاق، والذى يمثل الركيزة الأساسية الاقتصادية والاجتماعية لدولتى أسفل النهر مصر والسودان، وأكد أن المرحلة المقبلة تتطلع فيها الدولتان إلى أن يبلغ التقدم والرخاء لشعبى وادى النيل على نحو يضاهى مستوى العالم الأول، حيث نملك كافة الإمكانيات، من إمكانيات وموارد طبيعية وبشرية، واستراتيجيات وخطط على مستوى عال من الإتقان والدقة نحتاج تطبيقها على أرض الواقع لتحقيق التنمية المستدامة لشعبى وادى النيل.

من جانبه، قال المهندس مجدى السيد، رئيس بعثة الرى المصرى فى السودان، إن تاريخ العلاقات بين البلدين ضارب بجذوره فى التاريخ، منذ ارتباط البلدين فى عهد محمد على، وقيام مصر بإنشاء سد جبل الأولياء على النيل الأبيض فى السودان عام 1937، الذى سلمته إلى السودان عام 1977 بعد اكتمال بناء السد العالى، ولفت إلى أن مقتنيات المتحف المصرى للرى فى الخرطوم تؤكد ذلك التاريخ، حيث تم إرسال أول معدة لرصف الطرق تم استقدامها خصيصاً من بريطانيا عام 1947 لتمهيد الطريق أمام زيارة الملكة فيكتوريا ملكة بريطانيا للخرطوم، وأضاف أن مصر كانت أيضاً تستقدم أطباق وأوانى الاستخدام المنزلى من بريطانيا خلال العهد الملكى للعاملين بالرى المصرى، نظراً لمكانة البعثة ومهامها العظيمة، وكان يتم استيراد أفضل أجهزة للرصد وقياس مناسيب النيل من الدول الأوروبية، لافتاً إلى أنه جار إعداد توثيق لكافة المقتنيات وإعداد كتيب بها باعتبارها مقتنيات أثرية تعود لحقب مختلفة من التاريخ.

{long_qoute_2}

وبدأت وزارة الموارد المائية والرى فى دفع العلاقات بين البلدين بمنحة مصرية لتنمية وتطوير وإدارة الموارد المائية فى السودان ودعم مشروعات التكامل بقيمة إجمالية تبلغ نحو 12 مليون دولار ولمدة 5 سنوات، تشتمل على عدة مكونات أهمها حفر وتجهيز آبار جوفية، وإنشاء السدود الترابية الصغيرة والحفائر لحصاد مياه الأمطار، وتنفيذ برنامج للتدريب وبناء القدرات فى مجال تنمية وتخطيط وإدارة الموارد المائية، ومكون منفصل لدعم مشروعات بنية تحتية لمنشآت الرى لخدمة التكامل الزراعى بمزرعة الدمازين بولاية النيل الأزرق بين الدولتين، واتخاذ الترتيبات النهائية لشكل المشاركة المصرية فى مبادرة زيرو عطش التى أطلقها الرئيس عمر البشير.


مواضيع متعلقة