بروفايل| نعمات فؤاد.. رحيل «بنت النيل»

كتب: ماهر هنداوى

بروفايل| نعمات فؤاد.. رحيل «بنت النيل»

بروفايل| نعمات فؤاد.. رحيل «بنت النيل»

 

حبها للتعليم وتشجيع والدها كانا المفتاح لذلك العالم الساحر الذى دخلته الصغيرة بأقدامها، تاركة وراءها تلك الحزمة البالية من العادات والتقاليد التى انتشرت فى مسقط رأسها بمدينة مغاغة التابعة لمحافظة المنيا بصعيد مصر، هنا فى تلك البيئة المتزمتة الخانقة تخرج الصغيرة من منزلها لتلتحق بسلك التعليم، يلاحظ مدرسوها حبها للكتابه وميلها للأدب، كان طبيعياً أن يشجعوها على ثقل موهبتها بالقراءة إلى جانب حفظ القرآن الكريم كاملاً، ولم يكن غريباً أن تتفوق الطفلة دراسياً وتصبح أول فتاة تحصل على المركز الأول على القطر المصرى فى امتحانات التوجيهية، وتلتحق بعدها بالجامعة حيث تخرجت فى كلية الآداب جامعة القاهرة، ثم تحصل على الماجستير عام 1952 فى أدب المازنى، فى حين تحمل رسالتها للدكتوراه عنوان «النيل فى الأدب العربى»، ليذيع صيت الدكتورة نعمات أحمد فؤاد بعدها ليس ككاتبة وأديبة لها الكثير من المؤلفات فقط، ولكن كأحد المناضلين ضد الفساد فى كثير من القضايا الوطنية.

«نعمات» التى رحلت عن عالمنا أمس الأول خاضت العديد من المعارك ضد الفساد، أشهرها دعوى قضائية أقامتها ضد الرئيس الراحل أنور السادات، وهى القضية التى اشتهرت باسم «معركة مشروع هضبة الأهرام»، حيث كان «السادات» قد أعلن عن إقامة مشروع سياحى ضخم لملاعب الجولف عند هضبة الهرم، فما كان من الأديبة الراحلة إلا أن قررت رفض هذا القرار ومحاربته خوفاً من تأثير المياه والرطوبة على الآثار ولم يهدأ لها بال إلا بتراجع «السادات» عن قراره.

قضية أخرى تبنتها «بنت النيل»، كما كانت تحب أن يطلق عليها، حين أقامت دعاوى قضائية ضد قرار الحكومة المصرية بالسماح بدفن النفايات النووية النمساوية فى الصحراء المصرية.

«هل يعقل أن مصر التى علَّمت العالم الزراعة تعصف بها أزمة قمح وخبز ولديها النيل والأرض والطاقة البشرية، من يصدق هذا؟» كانت هذه إحدى الجمل التى قالتها الأديبة فى أحد حواراتها لتعلن بها عن مدى حبها لأرض وتراب هذا الوطن قولاً وفعلاً، وعن ثقتها بأنه يستحق دائماً الأفضل.


مواضيع متعلقة