«نعمات» بعد 70 عاماً فى مقابر «زينهم»: «الحوش» يسع الحبايب

«نعمات» بعد 70 عاماً فى مقابر «زينهم»: «الحوش» يسع الحبايب
- حل مشكلات
- خلال العيد
- على باب الله
- مسقط رأس
- آثار
- أبناء
- أحواش
- حل مشكلات
- خلال العيد
- على باب الله
- مسقط رأس
- آثار
- أبناء
- أحواش
- حل مشكلات
- خلال العيد
- على باب الله
- مسقط رأس
- آثار
- أبناء
- أحواش
- حل مشكلات
- خلال العيد
- على باب الله
- مسقط رأس
- آثار
- أبناء
- أحواش
كانت «نعمات» تجلس كما اعتادت أمام باب المقبرة بجلبابها الأسود «المقلم» وحجابها الصغير، ورغم بصرها الضعيف، لكنها استطاعت أن ترى المارة، الذين جاءوا ليمارسوا طقوسهم السنوية بزيارة موتاهم فى العيد.
البكاء الشديد وأحياناً العويل والصراخ، وتوزيع الحلوى والمعجنات، مشاهد ليست بجديدة على «نعمات»، فمنذ 70 عاماً أو يزيد وهى تعيشها بحكم كونها أقدم ساكنة فى مقابر «زينهم»، حتى صار العيد عندها مرتبطاً بتلك الطقوس.
«عيشتى مالها، ربنا راضى عنى إنه خلانى ألاقى مكان أسكن فيه، بدل ما أعيش فى الشارع، والناس اللى بييجوا هنا فى العيد بيصعبوا عليَّ»، تقولها صاحبة الـ85 عاماً، التى تسكن «حوش» منذ أن كان عمرها 15 عاماً بعد هجرتها من النوبة.
علامات الشجن وآثار الزمن تطل من وجه «نعمات»، وكأنها لوحة تشكيلية يستطيع الناظر إليها أن يدرك حجم معاناة صاحبها، فبدأت حياتها بترك النوبة، مسقط رأسها، بعد زواجها، وجاءت إلى القاهرة فى بداية الخسمينات، ثم توفى زوجها بعد ذلك بعامين، تاركاً لها ثلاثة أبناء صغار، اضطرت للعمل فى مهن مختلفة للإنفاق عليهم: «اشتغلت كل حاجة ممكن الواحد يتخيلها، بداية من الخدمة فى البيوت، أو حارسة أو تنظيف أحواش المقابر، لغاية لما جه السادات وقرر يصرف ليَّ معونة».
كون «نعمات» أقدم ساكنة فى المقابر، بات يلجأ لها الجميع لحل مشكلاتهم، أو الحصول على نصائح فى حياتهم اليومية، والفصل بينهم فى الخلافات الشخصية، فتقول ضاحكة: «بينادونى الحاجة نعمات، لكن أنا لا حجيت ولا حاجة، أنا ست على باب الله، يمكن علشان سنى الكبير». رغم اعتماد «نعمات» على المعونات و«الحسنات» التى يتم توزيعها خلال العيد، فإنها تحرص على التصدق ببعض المال الذى تحصل عليه: «فى العيد الناس بتيجى تدينى 10 أو 15 جنيه، وأنا بعد ما بجمع اللى فيه النصيب بطلّع جزء صدقة. صحيح أنا فقيرة بس فيه اللى أفقر منى، ولازم كلنا نساعد بعضنا، خصوصاً فى فترة العيد».