بعد واقعة "نمر العياط".. "حقوق الحيوان": تربية الوحوش في مصر هدفها "الفشخرة"

كتب: مها طايع

بعد واقعة "نمر العياط".. "حقوق الحيوان": تربية الوحوش في مصر هدفها "الفشخرة"

بعد واقعة "نمر العياط".. "حقوق الحيوان": تربية الوحوش في مصر هدفها "الفشخرة"

لقيت طفلة، تبلغ من العمر 10 سنوات، مصرعها أمس بين فكي نمر مفترس أثناء وجودها أمام منزلها بقرية كفر بني حميد بمركز العياط في جنوب الجيزة، بينما قام الأهالي بإطلاق النيران عليه وقتله في الحال.

وتجمهر أهالي القرية أمام المزرعة الخاصة بأحد رجال الأعمال لتربية الحيوانات المفترسة، بينما تحفظت مديرية أمن الجيزة على صاحب المزرعة وتبين أنها مرخصة من قبل وزارة الزراعة لتربية الحيوانات المفترسة، وحررت الشرطة محضرًا بالواقعة وأخطرت النيابة العامة للتحقيق.

وتخضع تربية الحيوانات المفترسة إلى عدة معايير لتكييف معيشتها مع المواطنين، وتقول دينا ذو الفقار، الناشطة في مجال حقوق الحيوان، إن تلك الحيوانات برية ولا يجوز تربيتها داخل بيئة غير مؤهلة لاستيعاب طبيعتها البرية.

وحددت الناشطة المعايير المناسبة لتربية الحيوانات المفترسة، ولاسيما المكان المناسب لطبيعتها، كما لابد أن يربى هذا الحيوان في مأمن كما يجب توفير الأمان للمحيطين بذلك الحيوان المفترس حتى لا ينجم عن ذلك حوادث، كما وقع مؤخرا في العياط، كذلك لابد من الرعاية الصحية له والعمل على توفير الطعام اللازم له في مواعيد مناسبة حتى لا يتعرض للجوع فيلجأ إلى البحث عن فريسة في الوسط المحيط به.

وشددت ذو الفقار في تصريحات خاصة لـ "الوطن"، على أن هيئات الرقابة على الحياة البرية بمصر لا تضع معايير ثابتة لتربية الحيوانات البرية، قائلة: "الموضوع والتصريحات قائمة على حسابات شخصية"، مؤكدة أن الحوادث المفجعة ستتكرر بصفة مستمرة طالما لم يكن هناك معايير ثابتة تمنع تربية الحيوانات البرية داخل البيئات الخاصة.

بينما أشارت ذو الفقار، إلى أن هناك بعض المحال التي تقوم ببيع القرود الصغيرة لأشخاص غير مؤهلين لتربية الحيوانات البرية، التي تعتمد في تربيتها على الغابات، موضحة أن مصر تحتوي على 17 سيرك ليست خاضعة لجهة معينة.

واتفقت معها سلوى عبده، مدير جمعية مشروع الحصان المصري، أن المسؤولية تقع بشكل مشترك على وزارة البيئة التي يجب أن تقوم بحملات مستمرة على المزرعة الخاصة، للتأكد من الأمن الخاص فيها، حتى لا يتعرض المحيطون بها إلى مخاطر، مؤكدة أن تربية مثل تلك الحيوانات قائمة على "الفشخرة.. ناس معاها فلوس زيادة"، ولابد أن تضع الوزارة بعض المحاذير التي تجبر مربي الحيوانات البرية على الالتزام وتوفير الأمن للبيئة المحيطة لهم.

وأضافت عبده أن بعض من يقومون بتربية الحيوانات المفترسة غير  مؤهلين، ويجهلون الناحية الحيوانية والرعاية البيطرية لبتلك الحيوانات، لذلك لابد من التأكد من خبرات المقدمين على تربية الحيوانات داخل مزارعهم بشكل يضمن الأمان للمحيطين والرعاية البيطرية للحيوانات المستهدفة بالتربية.

 


مواضيع متعلقة