تغيّرَ مدير الأمن فسيطرت الشرطة على مبنى محافظة بورسعيد

تغيّرَ مدير الأمن فسيطرت الشرطة على مبنى محافظة بورسعيد
أدخنة الغاز المسيل للدموع تغطى أرجاء المكان، عمليات الكر والفر لا تتوقف لليوم السابع على التوالى أمام مديرية أمن بورسعيد، سيارات الإسعاف متوقفة على الجانبين الأيمن والأيسر من مبنى ديوان عام محافظة بورسعيد، جميع الأنوار به مطفأة، لا يوجد به من الداخل سوى قوات الجيش التى تحميه، ما تلبث الاشتباكات أن تنتهى حتى تندلع من جديد، وهو ما يترتب عليه وقوع عشرات المصابين بالاختناقات والخرطوش، تهرع سيارات الإسعاف لنقلهم إلى المستشفيات المحيطة. يطلب بعض المتظاهرين من قوات الشرطة هدنة من الوقت للتفاوض معهم للإفراج عن زملائهم المعتقلين منذ ساعات. تهدأ الأمور قليلاً، لكنها تشتعل من جديد فور قذف قوات الشرطة بالحجارة من قبل بعض الصبية. يقف مئات الشباب أمام واجهة مبنى المحافظة فيما تفترش عشرات السيدات وبعض المسنين حديقة ميدان المسلة. المستشفى الميدانى تمت إقامته فى الجانب الغربى من الحديقة بعيداً عن منطقة الاشتباكات، حيث يقصده المصابون بالاختناقات ويحمل إليه المغمى عليهم. يشرف عليه فتيات وسيدات، الإسعافات الأولية به عبارة عن خل وخميرة وشاش وقطرة عين. بغضب شديد يشير أحد المتظاهرين بإصبعه إلى أعلى مبنى مديرية الأمن، ويقول «شوف العساكر وافقين فين بيكسروا رخام الواجهة وبيحدفوها علينا». تمثال الشهيد عبدالمنعم رياض يتوسط منطقة الاشتباكات فى الشارع المجاور لمبنى المحافظة، يقع فى مرمى قنابل الغاز، استطاع أحد المتظاهرين الشبان الصعود إليه ووضع شال من القماش على أنفه ثم أحاطه بوجهه على شكل كمامة وقال الشاب «حتى التمثال تعب من الدخان».
إقالة مدير الأمن لم تفلح فى إزالة حالة الاحتقان الموجودة فى الميدان. حيث احتدمت حدة المواجهات بعد قرار تعيين مدير الأمن الجديد وتم إطلاق قنابل الغاز والخرطوش وطلقات الصوت بكثافة، بالإضافة إلى تقدم قوات الشرطة نحو الميدان، وهو ما كان يستفز المتظاهرين بشكل كبير. شاب عشرينى يقيم معرضاً خاصاً على طريقته بوسط الميدان، قام بوضع أنواع مختلفة من قنابل الغاز المسيلة للدموع قال إنها أمريكية الصنع وأحجامها وألوانها مختلفة.
مع دقات الساعة العاشرة تبلغ الاشتباكات ذروتها، وتتقدم مدرعات الشرطة إلى الميدان ومن خلفها الجنود. فيما يتراجع المتظاهرون إلى حديقة المسلة. تتقدم قوات الشرطة نحوهم أكثر وهو ما جعلهم يهرولون إلى شارع محمد على المجاور لمحكمة بورسعيد. دقائق قليلة وتتمكن الشرطة من السيطرة بالكامل على ميدان المسلة شديد الاتساع، وتقوم أكثر من مدرعة للشرطة بتمشيط الشوارع الموجودة بجوانبه لإخافة المتظاهرين. وتصل إحداها إلى داخل شارع محمد على، يفر المتظاهرون إلى الشوارع الجانبية وهو ما ينتج عنه وقوع إصابات ثم ترتفع صوت صافرات إنذار سيارات الإسعاف تدوى فى المكان وتنقل المصابين إلى مستشفى بورسعيد العام والتضامن والمستشفى العسكرى. وتنتقل منطقة الاشتباكات إلى بداية شارع محمد على بجوار مبنى المحكمة إلى تؤمّنها قوات الجيش. المتظاهرون يقولون «واضح إن مدير الأمن مستحلف لنا وعاوز يقول أنا هوريكم وهعلمكم الأدب، من ساعة ما اتعين والضرب زاد».
على بعد أمتار قليلة من شارع محمد على، أحد الشوارع الرئيسية فى مدينة بورسعيد، يقع المستشفى العام الذى شهد زحاماً شديداً بعد إصابة العشرات بالخرطوش والإغماءات وعجز عن تقديم العلاج لهم. خارج المستشفى يوجد عدد كبير من المتطوعين يساعدون المسعفين بسيارات الإسعاف فى نقل المصابين إلى الداخل. أحد المصابين بالخرطوش أمضى أكثر من نصف ساعة داخل المستشفى ولم يقدم له العلاج بسبب كثرة حالات الإصابة، لذلك تم نقله إلى مستشفى آل سليمان بواسطة سيارة إسعاف، وهو مستشفى خاص يعالج بأسعار رمزية يهرب إليه المصابون للحصول على خدمة أفضل - حسب تعبير أحد الأهالى، تقول إحدى الممرضات «حالات الإصابة أكبر من إمكانياتنا». بجوار البوابة الرئيسية للمستشفى توجد مدرعة تابعة للجيش الثانى تؤمن المستشفى، لا يسلم الجنود بها من توبيخ الأهالى بسبب تراخيهم فى منع قوات الشرطة من استخدام العنف - حسب تعبيرهم، فيما استمرت المواجهات وحالات الكر والفر فى محيط ميدان المسلة حتى ساعات الصباح الأولى.
الأخبار المتعلقة:
«سيف الدين» أحد معاقل الإخوان فى دمياط تعلن العصيان
«جولة ليلية» فى المدينة الباسلة: غياب كامل للشرطة.. وتواجد ضعيف للجيش
«الإنقاذ» تطالب بوقف العنف وتحيى ضباط وجنود الأمن المُضربين
ائتلافات الشرطة فى بورسعيد : «الداخلية» استفزت الأهالى.. ووضعتنا فى وجه المدفع
«الوطن» تنشر تفاصيل نقل متهمى «مذبحة الألتراس» وتشكيلات قتالية من الجيش تشارك فى تأمين العملية
متظاهرو السويس يحاصرون «الحرية والعدالة» و«الوسط».. ويحتجزون شباب الجماعة
الإسكندرية تعزل الإخوان شعبياً بسبب تنسيقهم مع فلول الوطنى
حرب الـ«8 ساعات» بين قوات الأمن والمتظاهرين فى المحلة