لسه فيه قميص بيتكوى بـ«50 قرش»

كتب: شيرين أشرف

لسه فيه قميص بيتكوى بـ«50 قرش»

لسه فيه قميص بيتكوى بـ«50 قرش»

فى محل صغير ببولاق أبوالعلا، وقف هانى هلال، على قدم واحدة بينما وضع الأخرى على مكواة، واستجمع قواه للانتهاء من كى القطعة التى أمامه، ليُسلمها لصاحبها ويأخذ 50 قرشاً مقابلها، وهو أجر لا يتناسب مع الجهد الذى بذله، لكنه برضاء تام يقبل العملة المعدنية الصغيرة ويضعها فى جيبه، ليبدأ العمل فى قطعة أخرى. لم يترك الغلاء مكاناً إلا طرق أبوابه، ما عدا محل «هانى للمكواة الرِّجل»، فلا يزال الرجل يحتفظ بالأجرة نفسها التى كان يحصل عليها منذ سنوات، لخوفه من انقطاع أقدام الزبائن عن محله وتوجههم إلى الكى الحديث بالكهرباء وبالبخار: «دى مهنتى من وأنا عندى 18 سنة، كنت بانزل مع أبويا وجدى فى نفس المحل وأتعلم أكوى برجلى، بس وقتها كانت الحتة بمليم وتعريفة، ومن الثمانينات حدّدت سعر أى حاجة باكويها بـ50 قرش لحد النهارده». رغم سيطرة التكنولوجيا الحديثة على كثير من المهن التى عفا عليها الزمن، استطاع الرجل السبعينى أن يتمسّك بالمهنة، ويتداولها مع أبنائه وأحفاده، دون أن يستغل ارتفاع الأسعار الذى وصل إلى كل شىء: «الكوى برجلى متعة، مش مجرد شغل باكل منه عيش، لأن مهما طلع مكاوى جديدة، عمرها ما تبقى زى مكوة الرِّجل الحديد، اللى يكوى هدومه بيها ماتتكسرش إلا لما يغسلها».

كان بمقدور «هانى» اختيار مهنة غير «مكواة الرّجل»، لكنه تمسك بها بسبب الكثير من الوجهاء وكبار المنطقة الذين اعتادوا على كى ملابسهم بمحله، وطلبهم الدائم عدم تغيير نشاطه: «صحتى بقت على قدى والمكوة الرجل عايزة مجهود كبير، بس الناس بتطلب منى أكوى لهم بنفسى، وكمان لأنى باحب المهنة جداً مستمر فيها». وتابع: «مفيش أى زيادة فى البلد بتأثر على أسعار كوى الهدوم فى محلى، تزيد تقل، أسعارى واحدة، لأن المكوجى سمعة».


مواضيع متعلقة