الفنيون: الصاروخ يتكون من 120 جزءاً.. وتدربنا فى فرنسا وألمانيا والصين على التكنولوجيا العالمية الحديثة

كتب: مروة عبدالله ومحمد مجدى

الفنيون: الصاروخ يتكون من 120 جزءاً.. وتدربنا فى فرنسا وألمانيا والصين على التكنولوجيا العالمية الحديثة

الفنيون: الصاروخ يتكون من 120 جزءاً.. وتدربنا فى فرنسا وألمانيا والصين على التكنولوجيا العالمية الحديثة

إحدى أكبر الورش الصناعية داخل مصنع صقر هى ورشة «الكومبلكس»، التى جرى إنشاؤها فى ثمانينات القرن الماضى من أجل تصنيع أجزاء صاروخ «عين الصقر» الموجه، ثم جرى استخدامها فى العديد من المنتجات الحربية والمدنية داخل الورشة.

{long_qoute_1}

وقالت المهندسة جاكلين ثروت، مسئولة التشغيل بالمصنع، إنها التحقت للعمل داخل مصنع صقر قبل نحو 3 أعوام، لافتة إلى أن الورشة بداخلها عدد من العمالة المدربين على أعلى مستوى، وأضافت «جاكلين»، لـ«الوطن»، على هامش جولتنا بالمصنع، أنه يتم تدريب واختبار الفنيين والعاملين حتى يحصلوا على رخصة لمزاولة أعمالهم، فضلاً عن إعطائهم دورة متخصصة كل 3 أشهر للتعرف على كل جديد فى مجال التكنولوجيا العالمية بما يسهم فى تصنيع منتج بأعلى جودة، وبأقل زمن، ما يزيد من إنتاجية المصنع.

وقالت المهندسة ولاء فكرى، مسئولة تأكيد الجودة بالورشة، إنها اكتسبت خبرات عديدة داخل المصنع طوال فترة عملها التى بلغت 7 سنوات، لافتة إلى أنه يتم التفتيش على كافة أجزاء المنتجات الخارجة من العاملين سواء بمجال الخراطة أو البرادة أو غيرهما، لافتةً إلى أن أى جزء يثبت عدمه جودته أو لا تنطبق عليه الشروط أو المواصفات يتم تجنب استخدامه، مع إعادة صهره، واستخدامه مرة أخرى حتى لا يكون «مادة مهدرة».

{long_qoute_2}

أضافت «ولاء»، لـ«الوطن»، أن إدارة تأكيد الجودة بالورشة هى المسئولة عن مراقبة ومتابعة تصنيع كل جزء من الأجزاء المصنعة داخل المصنع، مشددة على أنه حال رصد خطأ متكرر يتم تسجيله، ودراسة المشكلة، والتنبيه على العاملين بموقع الخلل، ليتم تجنبه عقب ذلك، وتشير مسئولة الجودة بورشة «الكومبلكس» إلى أن المصنع يحتوى على عدد من الإدارات التى تنظم طبيعة عمله ما بين 4 إدارات عامة، لافتة إلى أن كل إدارة يكون لها مهندسوها، والتفتيش على جميع الورش، فضلاً عن وجود إدارة للاختبارات، والمعامل.

ولفتت إلى وجود معمل معتمد لمعاينة الأجهزة داخل المصنع سواء لمنتجاته الذاتية أو تقديم تلك الخدمة لاختبار مصانع أخرى، فضلاً عن إدارة لـ«الأبحاث والتطوير» داخل المصنع.

بينما يشير عصام أبوطالب، أحد الفنيين العاملين بالورشة، إلى أن بعض المنتجات الخارجة من الفنيين تكون بها «رايش» أو أجزاء زائدة، ومن ثم يتم فرز كل قطعة معدنية منتجة حتى يتأكد من جودتها، مشيراً إلى أنه يتم استخدام ماكينات خاصة لتنعيم الخامة التى تخرج من الورشة للوصول لدرجة النعومة المطلوبة.

ويضيف «أبوطالب» أن الورشة بها قسمان للفرز؛ الأول من خلال أجهزة كمبيوتر، والآخر للفرز اليدوى، مشيراً إلى أنه يتم إجراء تحديث لعدد من ماكينات المصنع بدلاً من «تكهينها»، موضحاً أن عدداً من شباب المهندسين بالمصنع درسوا بعض الأزمات، وخرجوا بأفكار جديدة لتشغيل آلات ومعدات والاستفادة منها بعد وجود أعطال بها.

من جانبها، قالت فردوس عبدالفتاح، مفتشة على الأجزاء، إنها تستخدم أجهزة معينة للتعرف على مدى صلاحية الجزء المصنع، مشيرةً إلى أن كل مرحلة من مراحل العمل لها ماكينات خاصة بها، موضحة أن هناك أجزاءً صغيرة تستخدم فى الصناعات، والمعدات الحربية تحتاج لدقة بالغة الحساسية، والتى تستخدم فى الصواريخ، ومعدات المدفعية.

وأشارت «عبدالفتاح» إلى وجود وحدة لـ«التجليخ» للعمل على طلاء بعض المنتجات لإعطائها نعومة بعد مرحلتى الخراطة والبرد.

وفى ختام جولتنا بالمصنع، التقينا بجمال على، فنى يعمل داخل مصنع صقر منذ 40 عاماً، موضحاً أن طول فترة عمله جعلت «بينه وبين الصواريخ عِشرة عمر»، على حد قوله، موضحاً أنه تلقى تدريبات فنية بداخل مصر وخارجها جعلته قادراً على تصنيع كافة أنواع الصواريخ.

وأضاف «على»، لـ«الوطن»، أن الصاروخ الواحد يتكون من نحو 120 جزءاً، وأنه يستغرق فى تشغيله نحو 7 وحدات، أى يحتاج الصاروخ لإنتاجه نحو 840 وحدة، لافتاً إلى أن التكنولوجيا تتقدم، وتزيد من فاعلية وكفاءة المنتجات بمرور الزمن، مشيراً إلى أنه سافر إلى فرنسا، وألمانيا، والصين للتدرب على كل ما هو جديد عالمياً على فترات، فضلاً عن التدريب المحلى، مؤكداً أن مصر تمتلك من العقول ما يجعلها قادرة على مواجهة أى صعوبات.

وتابع: «مركز البحوث والتطوير يعمل دائماً على إضافة الجديد بالمنتجات التى يقدمها المصنع، وأنا بخبرتى خلال أكثر من 40 عاماً داخل أروقة المصنع أستطيع أن أشهد على جودة منتجاتنا عن قرب، والدليل أن كل منتجات الصواريخ التى ينتجها المصنع تحقق التهديف بنسبة 100%».

وشدد «على» أن جميع العاملين بالمصنع يعملون على قلب رجل واحد من أجل مصر، لافتاً إلى أن رئيس مجلس إدارة المصنع ينزل بنفسه للوجود بجانب العمال، ويفكرون جميعاً لمواجهة أى مشكلات أو صعوبات تواجهه، مردفاً: «هدفنا الأسمى مواجهة أى مشكلة تواجه المصنع لاستمرار خدمة الوطن».

ويلفت إلى أنه سيخرج على المعاش بعد شهرين من الآن، وأنه يتمنى أن يزور الرئيس عبدالفتاح السيسى المصنع ليشعر بالفخر، هو وكل مواطن مصرى بما ينتجه هذا الصرح الوطنى العظيم.

 


مواضيع متعلقة