نائبة ائتلاف دعم مصر لـ«الوطن»: مصر ابتليت بوزراء ومحافظين ليسوا رجال معركة.. وأؤيد مطالب إقالة الحكومة

كتب: محمد ضاحى

نائبة ائتلاف دعم مصر لـ«الوطن»: مصر ابتليت بوزراء ومحافظين ليسوا رجال معركة.. وأؤيد مطالب إقالة الحكومة

نائبة ائتلاف دعم مصر لـ«الوطن»: مصر ابتليت بوزراء ومحافظين ليسوا رجال معركة.. وأؤيد مطالب إقالة الحكومة

«لا كرامة لنبى فى وطنه» جملة تنطبق على الداعية آمنة نصير، أستاذ الفلسفة الإسلامية والعقيدة بجامعة الأزهر وعضو مجلس النواب، التى تلقب بسفيرة الإسلام فى أوروبا ونصيرة المرأة، أما فى مصر فيتم اتهامها بإثارة الجدل بآرائها ووجهات نظرها ومعاركها التى لا تنتهى لدفاعها عن المرأة وحقوقها ووقوفها إلى جانبها ضد الرجل بكل جرأة وشجاعة، وبجانب اهتمامها بقضايا المرأة تمتلئ أجندتها بكثير من القضايا التى تخص الإسلام وحقائقه، وتدلو فيها دائماً بدلوها دون خوف أو قلق، حتى أيام قليلة مضت على مقترحها الذى أثار جدلاً واسعاً، وهو مشروع قانون يمنح الزوجة المطلقة نصف ثروة زوجها بعد الطلاق.. «الوطن» التقت بالدكتورة آمنة نصير لتسألها عن هذا المقترح وكيفية تنفيذه وأسباب إصرارها عليه، والقضايا الأخرى التى ستهتم بطرحها تحت قبة البرلمان خلال المرحلة المقبلة.. وإلى نص الحوار.

■ ما حقيقة تقديمك مشروع قانون يمنح الزوجة المطلقة نصف ثروة زوجها بعد الطلاق؟

- بالفعل فكرت فى هذا القانون، وقد طلبت العام الماضى من رؤساء محاكم الأسرة العمل بمقترحى هذا، ولم أتلق أى رد منهم، ولدىَّ خطة لعرضها على مجلس النواب خلال الفترة المقبلة، ولكن بعد الانتهاء من قانون ازدراء الأديان الذى أهتم به كثيراً الآن. {left_qoute_1}

■ ما سبب إصرارك على تنفيذ هذا القانون؟

- إصرارى عليه جاء بعد مقابلتى إحدى السيدات رأيتها تبكى فى وجود جمع من الناس وعندما اقتربت منها حكت لى أنها متزوجة منذ 35 عاماً وأنجبت بنتاً وولداً، وبعد أن كبرا سافرا إلى الخارج، وفوجئت بزوجها بعد هذا العمر يدخل عليها بالسكرتيرة على أنها زوجته التى ستجدد شبابه وتسعده، وأن مهمتها انتهت ولا بد أن تبحث لها عن مكان، فكلامها أحزننى كثيراً، ومن هنا فكرت أن أقترح على أهل القانون أن يضعوا قانوناً يحمى مثل هذه المرأة، ويكون كالآتى «المرأة التى تجلس فى بيتها متفرغة له تماماً إذا ظلت به 5 أعوام تأخذ 5% من دخل زوجها فى حال طلاقها، وإذا ظلت 10 سنوات تأخذ 10% من دخله، والتى تظل 15 عاماً تأخذ 15% وإذا كان أكثر من 25 عاماً فى خدمة بيتها تأخذ 50% من ثروته نظير مساهمتها فى تكوينها.

■ كيف تكون الضوابط الشرعية فى هذا القانون؟

- هناك كثير من المصادر التى أستند إليها، والتى أطالب أهل القانون بأن يأخذوا بها، وهى الأسس الشرعية الآتية «لا ضرر ولا ضرار» والآية القرآنية «فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان»، إلى جانب آراء لفقهاء كبار يقولون إن المرأة التى تخدم بيتها وتتفرغ له من حقها أن تأخذ راتباً أو أجراً على خدمتها، ولا بد أن يكون التسريح بإحسان، والإحسان يعنى ألا تخونها أو تغدر بها أو تظلمها وأنت غاضب منها أو كاره للحياة معها، لأن الله يراك ويجب أن تخافه وتتقيه فيها حتى وإن استحالت الحياة معها.

■ هل هناك قضايا أخرى ستتبنينها فى دور الانعقاد الثانى للبرلمان؟

- هناك الكثير من القضايا لكن أهمها «قانون ازدراء الأديان» وقد قمت بطرحه بالفعل، وهو موجود الآن ولكنه لم يناقش حتى هذه اللحظة بسبب قضايا الوطن المهمة التى كان المجلس يهتم بها، وقد تحدث معى المستشار بهاء أبوشقة، رئيس اللجنة التشريعية بمجلس النواب، بشأنه لمناقشته، لكن أجلنا مناقشته بسبب إجازة عيد الأضحى ومن قبلها زيارة رئيس الوزراء للبرلمان والانتهاء من نقاش بناء الكنائس ومسألة ختان الإناث، وهناك قضايا أخرى سأهتم بمناقشتها مثل الأحوال الشخصية للمرأة.

{long_qoute_1}

■ لماذا طالبتِ بتعديل قانون ازدراء الأديان بعد سجن الباحث إسلام البحيرى والحكم على فاطمة ناعوت؟

- أنا لا أتعاطف إلا مع دينى وإسلامى، ولدىَّ إصرار على مناقشة هذا القانون الذى سيناقش خلال الأيام القليلة المقبلة، أنا أحمى إسلامى العظيم ومساحة الحرية التى أعطاها رب العزة للإنسان، والإنسان بلا حرية تسقط عنه أى كرامة، وكنت أود من مؤسسة الأزهر الكريمة أن تستدعى إسلام البحيرى أو مالك القناة الفضائية التى كانت تذيع برنامجه وتقول لهم أوقفوا هذا الهراء، بل تركوه يتحدث عاماً كاملاً دون تدخل، الإسلام لا يقهر الناس بالسجن ولا ينصب الشباك لأحد وإنما يكون هناك الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، فكان لا بد على الأزهر أن يأخذ على يديه وينصحه بالابتعاد عن هذا الأمر، فالعلوم العقائدية «حساسة» تحتاج إلى لغة خاصة ومصطلحات خاصة لا يجب أن يتحدث فيها إلا من يعلمها جيداً.

■ تدافعين كثيراً عن المرأة للدرجة التى جعلت البعض يطلق عليكِ «نصيرة المرأة».. فهل يعنى ذلك أن لكِ موقفاً من الرجال؟

- أدافع عن المرأة لأننى دائماً أراها مظلومة، فالرجل لديه مقاليد الأمور وهو الذى معه عقدة النجاح، فأنا لا أتخذ موقفاً من الرجال كما يردد البعض، فالرجل أعتبره ابنى والمرأة ابنتى، ولكننى من خلال ظلم المرأة أقف ضد هذا الاستبداد. {left_qoute_2}

■ كيف ترين فتوى دار الإفتاء بحرمة ختان الإناث؟

- هو عادة متجذرة فى دول حوض النيل، فى مصر الفرعونية والسودان والنيجر ونيجيريا، وهناك بعض الجُزر فى ماليزيا وإندونيسيا، والإسلام ليس له دخل بها، وقد ظللت أدرس هذا الأمر على مدار 40 عاماً وكتبت عدة مقالات فى صحف كبرى مثل «الأهرام والأخبار» ودخلت فى جدال مع علماء كثيرين، مثل الشيخ جاد الحق الذى كان متمسكاً بهذه العادة جداً، وقد نظم المركز السكانى الدولى فى الأزهر عدة مؤتمرات دولية لمدة عامين بمشاركة أساتذة طب وعلم نفس وعلم اجتماع وفقه وشيوخ من الأزهر، وكان ذلك فى عهد الشيخ محمد سيد طنطاوى رحمة الله عليه، وانتهينا إلى أنه لا يوجد لهذا الأمر سند فى القرآن ولا فى السنة ولا ما يدعم هذا الأمر لا من قريب أو من بعيد.

■ زادت نسب الطلاق خلال السنوات الأخيرة ووصل عدد المطلقات فى مصر إلى نحو 3 ملايين مرأة وفقاً للجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء.. فما تفسيرك للأزمة وعلاجها؟

- هذا الرقم حقيقى بل يزيد على ذلك، وحتى نحل هذه المشكلة ونحد منها لا بد أن تعرف الأسرة أن الرجل من مصلحة أسرته أن يكون قائماً على البيت، وأن هذا الأمر لا يعد انتقاصاً لشأن الزوجة، وليس قيامه على البيت يعنى أنه مستبد، لا بد من وجود توازن، لأن الله عز وجل قال «الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم» فالتفضيل متبادل، ولكن هناك تكليفاً للرجل ومسئولية لأنه المنفق على البيت، ولكن إذا انقلب الحال تكون بينهما المودة والسكن والرحمة، وهذه الروشتة التى يمكن أن أقولها لحل هذه المشكلة.

■ كيف ترين الدعوات التى يطلقها بعض المثقفين ورجال الفكر بخلع النقاب؟

- كان لدىَّ رأى فى هذا الأمر قلته منذ أكثر من 20 سنة وهو أن النقاب عادة وتشريع يهودى أصرّ عليه أحبار بنى إسرائيل، حتى إن «موسى بن ميمون» اعتبر أن المرأة اليهودية إذا خرجت خارج ردهة البيت دون غطاء الرأس والوجه تخرج من الشريعة اليهودية، وجاء الإسلام ووجد أن النقاب متجذر فى الجزيرة العربية بين القبائل اليهودية والعربية فلم يرفضه أو يمنعه، وهو عادة منتشرة فى الجزيرة العربية دون غيرها، وموجود حتى الآن ولم يكن موجوداً فى مصر سابقاً، ولا فى الشام أو المغرب العربى أو العراق، لكن الإسلام فرض على المؤمنين والمؤمنات غض أبصارهم كما جاء فى سورة النور «وليضربن بخمرهن على جيوبهن»، ولو أراد الحق أن يقرّ النقاب الذى كان موجوداً فى الجزيرة العربية لقال ليضربن بخمرهن على وجوههن، لكن تحديد الجيب معناه أن هناك خمار الرأس الذى ينسدل على جيب المرأة، إذن المرأة المسلمة تلبس ما تشاء بمواصفات الكلام لا يصف ولا يشف ولا يلفت النظر.

■ وهل طلب منك ائتلاف «دعم مصر» مساعدته فى تجهيز مقترح يحظر ارتداء النقاب فى مصر؟

- حدث هذا بالفعل، لكن من طلب منى عمل ذلك ليس الائتلاف كله، ولكن بعض أعضائه تكلموا فى هذا الأمر وطلبوا أن يستشهدوا برأيى ويأخذوا بمشورتى.

■ كيف تقيّمين أحداث الفتنة الطائفية التى تؤجج على فترات فى مصر مثلما حدث فى المنيا وبنى سويف؟

- هذه أحداث مؤسفة بالتأكيد، وأتعجب منها كثيراً، ورغم أننا ننظر إلى المنيا على أنها أكثر تحضراً ورقياً فظهور التيار المتشدد من السلفيين أفسد الكثير من اعتدال أهل المنيا أو من تحضرهم، وجعلهم يميلون إلى التطرف، وهذا ما أندهش منه، ولكن ما أصاب المنيا فى السنوات العشرين الأخيرة كان نتيجة وجود بعض فرق «الإخوان» ووجود بعض المتطرفين من السلفيين، ففسد مناخ المنيا، وهذا النوع من التطرف الذى حل بالمنيا أوجد لدى أهلها كثيراً من الاضطرابات، وأرى أن هناك تراخياً من الدولة فى التعامل مع هذا الملف، وأنا أعيب على القيادة الأمنية فى تعاملها مع هذا الأمر وتقصيرها فى مواجهته.

■ لماذا أنت دائمة الاختلاف مع السلفيين وترينهم أخطر من الإخوان؟

- أنا دارسة لهم جيداً، حيث حصلت على الماجستير والدكتوراه وكانت كل دراستى عن السلف، ورسالة الماجستير الخاصة بى كانت تدور حول أقوى شخصية فى الفكر السلفى الحقيقى وليس الفكر السلفى المعاصر، وهو جمال الدين أبوالفرج بن الجوزى، وهو أهم شخصية فى مدرسة «الحنابلة» بعد أحمد بن حنبل، وأخذت الدكتوراه فى «محمد بن عبدالوهاب» و«الوهابية»، فأنا أعلم بدقائق وبالنقاط البسيطة جداً والجديرة جداً وربط الدعوة بالحروب والجمود، وهذا عملى العلمى، والسلفيون أخطر من الإخوان لأنهم متجمدون فى الفكر، وفى المداهنة فى الظاهر، أما الإخوان فكانوا واضحين ولديهم كوادر متعلمة ولهم فكر وكانوا يريدون الكراسى ويساندونها بالصوت العالى وبالدعوة، أما السلفيون فحفظوا بعض النصوص ووضعوا الأقنعة على وجوههم، وأنا لم أقتنع بهم لأننى أكره الجمود وأكره الإرهاب والتطرف وكلها أشياء ترتبط بهم.

{long_qoute_2}

■ هل أنتِ مؤيدة لفكرة تصالح الدولة مع «الإخوان»؟

- لا.. أنا ضد المصالحة معهم تماماً، فطالما أنهم يتّموا أبناءنا ورمّلوا بناتنا وأسالوا دماء أولادنا وحرقوا ديارنا، لا أتمنى أن أرى أى مصالحة لهم حتى آخر الزمان.

■ بصفتك عضو لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان.. ما موقفك من ترشح الدكتورة مشيرة خطاب لمنصب أمين عام منظمة «اليونيسكو»؟

- هى سيدة مشرفة ولديها علم وتاريخ كبير يؤهلها لهذا المنصب، وأتمنى لها الفوز، وقد تحدثت كثيراً عنها وقلت إن فوزها هو شرف لمصر، وقد عملت معها طويلاً فى قضايا الأسرة وقضايا المطلقة، وتقوم حالياً لجنة العلاقات الخارجية جميعها بدورها كاملاً بالاتصال بنواب آسيا وأفريقيا وبعدة دول أوروبية وكل عضو منا قام بدوره.

■ لاحظنا فى السنوات الماضية ازدياد عدد المتصدرين للفتوى بعلم وبغير علم.. فمن يملك حق الفتوى؟

- الذى يملك مقوماتها من التخصص ومن معرفة الكتاب والسنّة ومن لديه رجاحة العقل ووضوح اللغة، فهى مسئولية رهيبة وكبيرة جداً، ويجب أن نذهب لأهل العلم فى طلب الفتوى ولا نلجأ لمن يطلق لحيته فقط.

■ لماذا لا تأخذ الداعيات وعالمات الأزهر فرصتهن فى تولى المناصب القيادية الدينية مثل مفتى الديار وشيخ الأزهر؟

- هذا أمر تحدثت فيه كثيراً وانتقدته ولم يسمع أحد كلامى، ودعك من منصب مشيخة الأزهر الذى لا تصلح له امرأة لأن شيخ الأزهر طبيعة عمله يؤم المسلمين وله مخالطات كثيرة لا تقوى عليها المرأة، لكن فى الإفتاء ما الذى يمنع مثل تركيا العلمانية التى تتولى النساء بها الإفتاء ولدينا عالمات يصلحن لهذا المنصب لتقوم بدورها. {left_qoute_3}

■ كيف ترين الإعلام فى مصر؟

- سيئ جداً، وأنا لست سعيدة بإعلامنا لا المقروء ولا المرئى، لدينا إعلام لاذع كل هدفه البحث عن فضيحة ويجعلها هى الأصل، نحن لسنا مجتمع المدينة الفاضلة، نحن مجتمع الخير والشر، إعلام يقلل من شأن مصر، والإعلام يمثل خطورة كبيرة علينا لأننا مجتمع يربيه التليفزيون والإلكترونيات الكثيرة التى ظهرت مؤخراً.

■ لماذا تأخذين موقفاً من مواقع التواصل الاجتماعى وتهاجمينها دائماً؟

- أرى أن هذه المواقع كانت سبباً فى فتنة وخراب بيوت، لأنها تباعد بين أفراد الأسرة الواحدة، حيث تجد الأم مشغولة وابنتها تعمل «شات» أو المواقع القبيحة، ولا تدرى الأم ماذا تفعل ابنتها، فهى لغة الفتنة فى هذا الزمان.

{long_qoute_3}

■ ما رأيك فى الخلاف الذى نشب بين الأزهر والأوقاف مؤخراً بسبب «الخطبة الموحدة»؟

- هذه الأزمة كان يجب ألا تحدث مطلقاً، وأنا لم أكن مع طرف ضد الآخر، وأحترم كلتا المؤسستين العريقتين، وأنا ضد الخطبة الموحدة المكتوبة، لأن الخطبة عملية رائعة للخطيب يجس من خلالها نبض حاجة الإنسان للمعرفة، فما يريده الناس فى أسوان غير ما يريده الناس فى سوهاج أو السويس أو بورسعيد، كل منطقة لها مذاقها الثقافى تحب أن تسمعه من الخطيب، وقد كنت مهاجمة لاذعة ومعارضة لهذا الأمر.

■ كيف ترين دور الأزهر والأوقاف فى تجديد الخطاب الدينى؟

- أرى أن دورهما غائب للأسف، وأنا منذ 18 عاماً عندما كنت عميد كلية الدراسات الإسلامية قلت كلمة فى مجلس الجامعة وهى «يا عمداء الأزهر هل نحن قادرون على ألا نُقتلع من مصادرنا وجذورنا ولا نغترب عن مستجدات عصرنا ما بين عدم الاقتلاع وما بين عدم الغربة هناك جسر طويل هل نحن قادرون من العبور عليه ونؤسس أبناءنا على ما ينفعهم من تراثنا وموروثنا وعلى ما يحتاجون من الإجابة عنه من عصرنا»، وأنا لا أعرف سبباً لغياب دور المؤسسات الدينية مثل الأزهر والأوقاف.

■ دارت أحاديث كثيرة مطالبة بتنقية التراث ومنها صحيح البخارى.. ما رأيك؟

- أنا مع هذا الأمر وأوافق عليه تماماً، وأرى أن «البخارى» بالفعل يحتاج إلى غربلة، بأن نأخذ منه ما ننتفع به لقضايا عصرنا، وهناك كثير من الأحاديث لا تصلح لهذا الزمان، وهناك شىء إيجابى لا بد من قوله إن الإمام البخارى يعتبر معجزة بشرية، لأنه استطاع أن يجمع مئات الآلاف من الأحاديث بجهود بشرية، ولذلك جمع الغث والسمين، فلا بد من أخذ السمين، أما ما يتنافر مع عصرنا نتركه ولا نستدعيه فى كتاباتنا.

■ كيف تلقيتِ نبأ محاولة اغتيال الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق؟

- استقبلته بمرارة وهمّ كبير، ولا أعرف متى نكون عقلاء ونعرف قيمة الاختلاف ولا نتجرأ على الدماء وعلى النفس التى حرمها الله، وبعد علمى بهذا الأمر جلست لأكثر من يوم أشعر بمرارة من الغشاوة النفسية، فهذا الحادث بلاء وابتلاء، وللأسف يقولون إن الجماعات المسلمة هى المتهمة، وأنا أعيب على الإعلام الذى يقول ذلك ولا يقول «الإخوان» بالتحديد، لا بد أن يكون هناك تصحيح حتى لا يساء للإسلام.

■ باعتبارك عضو «ائتلاف دعم مصر» ما ردك على وصفه بحزب وطنى جديد؟

- هذا الكلام غير صحيح بالمرة، وبه مبالغة، فهو يقوم بدوره كاملاً، وأنا أقول رأيى ليس كعضوة به ولكن عن اقتناع، لأننى أستاذ فلسفة لا أعرف أن أُساق أو أقول آمين، وأنا لست متعاطفة مع هذا الائتلاف، لأننى لم يكن فى بالى أن أصبح عضوة فيه أو فى مجلس النواب، ولكننى دعيت لذلك من قبل الدكتور كمال الجنزورى، وأنا أعتز بعملى وتخصصى كأستاذة جامعية، وأعرف ما يدور فى الساحة كلها، وما يقال عن الائتلاف هو نوع من المبالغة.

■ ما رأيك فى أداء الرئيس السيسى بعد مرور أكثر من عامين على حكمه؟

- أراه رجلاً طموحاً ويسعى والأرض تجرى من تحته، وأريد منه حزماً وضبطاً ومحاولة لملمة البلد بشكل فيه الحزم والقوة، ونحن شعب ننبهر بالقوى، والرئيس يعمل بكل الخير وبطموح فوق طاقة البشر لكن ينقصه رجال أشداء حوله يخططون ويطبقون، وعزم قوى ويد من حديد، إذا استطاع أن يجد أشداء فى كل التخصصات من حوله ويجد اليد الحازمة القوية سنتقدم فى ظرف شهور لأعلى مستوى، لأننى أعرف السيكولوجية المصرية التى تحب القائد القوى، أما الطيب فيفرحون به فى بادئ الأمر لكن على المدى الطويل تظهر جينات الفرعنة داخلنا فلا يجدى غير القوى.

■ ما رأيك فى الدعوات التى تطالب بإقالة الحكومة؟

- بالفعل أداء الحكومة خافت، وكل هذه الدعوات محقة، فلا توجد العزيمة والشكيمة، ولا توجد القوة، لأننا فى مرحلة عصيبة، فمصر تُحارب من كل الجهات التى حولها، والحكومة أداؤها ضعيف لا يرتقى ولا يتشابك مع المجتمع المصرى ومشاكله، فالوزراء لا يصلحون إلا فى المدينة الفاضلة، فهم ليس لديهم خبرة أو ابتكار، وللأسف مصر ابتليت بكل القائمين عليها من محافظين ووزراء ليسوا برجال المعركة التى فُرضت علينا، هناك إهمال وترهل فى الدولة، وفساد.


مواضيع متعلقة