رئيس الجامعة الروسية: قرار إنشاء المحطات النووية يُحسب لـ«السيسى».. وحادث الطائرة «نقطة سوداء» فى العلاقات مع روسيا

كتب: مصطفى عريشة

رئيس الجامعة الروسية: قرار إنشاء المحطات النووية يُحسب لـ«السيسى».. وحادث الطائرة «نقطة سوداء» فى العلاقات مع روسيا

رئيس الجامعة الروسية: قرار إنشاء المحطات النووية يُحسب لـ«السيسى».. وحادث الطائرة «نقطة سوداء» فى العلاقات مع روسيا

قال الدكتور شريف حلمى، رئيس الجامعة الروسية، إن المشروع النووى كان حلماً للرئيس جمال عبدالناصر، سعى كثيراً لتحقيقه، لكن الظروف التى مرت بها البلاد حالت دون ذلك، وجاء السادات وطلب من فرنسا الإشراف عليه بالأمر المباشر، لكن المفاوضات توقفت فى اللحظة الأخيرة، وحسنى مبارك حكم 30 سنة ولم يتمكن من إنجاز المشروع، لافتاً إلى أن قرار إنشاء المحطات النووية يُحسب للرئيس عبدالفتاح السيسى.

وأضاف «حلمى»، فى حواره لـ«الوطن»، أن تخرُّج الطلاب من القسم النووى بالجامعة سيوفر ملايين الجنيهات للدولة، لافتاً إلى أن الدراسة فى القسم 5 سنوات ونصف، بينها سنتان ونصف سنة عبارة عن دراسة وتدريب داخل أحد المفاعلات النووية فى روسيا. وأكد أنه من الممكن أخذ تعهدات على الطلاب بعدم الهجرة للعمل فى الخارج بعد تخرجهم، وأنه سيتم إرسال أسماء المقبولين للجهات الرسمية لمتابعتهم أمنياً. وأشار إلى أنه خاطب الجهات المسئولة فى مصر لضمان عمل الطلاب بعد تخرجهم فى المفاعلات النووية المصرية، كاشفاً عن أن الدكتور إبراهيم العسيلى سيتولى رئاسة القسم النووى بالجامعة لخبرته الطويلة فى العمل بالمحطات النووية. ومشدداً على أن الثقة لا تزال موجودة بين القاهرة وموسكو، لكن حادث الطائرة «نقطة سوداء» فى ثوب العلاقات بين البلدين. وإلى نص الحوار..

{long_qoute_1}

■ بداية، حدثنا عن قسم الهندسة النووية بالجامعة الروسية ونظام الدراسة؟

- فكرة إنشاء قسم الهندسة النووية قديمة، وسعينا للحصول على الموافقات الخاصة به لأننا فى حاجة لكوادر تعمل فى المحطات التى ستنشئها مصر، وأكبر دولة فى العالم لها باع فى هذا المجال هى روسيا والتعاون معها مفيد جداً، خاصة أن الروس لا يفرضون علينا قيوداً مثل الدول الأخرى، والدراسة فى القسم مدتها 5 سنوات ونصف، يقضى الطالب منها 3 سنوات فى الجامعة الروسية بمصر، وسنتين ونصفاً فى جامعات روسيا تشمل التدريب داخل المحطات النووية، كما أن الدراسة تحتاج إلى نوع معين من المعامل موجودة فى روسيا.

■ هل هناك اختبارات للطلاب المتقدمين للدراسة بالقسم؟

- لا اختبارات للطلاب فى القسم النووى، وسنعتمد على المجموع فقط، لأن الأمر مقيد بمصروفات لا يستطيع الجميع تحملها، لكننا سنسعى لقبول أعلى مجاميع للطلاب المتقدمين، والدولة لا تدعمنا نهائياً بالرغم من أننا سنوفر لها مئات الملايين، وسنبدأ بـ50 لـ100 طالب فى القسم، ولم نحدد العدد بعد، علماً بأننا نتعامل مع أكبر جامعتين متخصصتين فى مجال الطاقة النووية فى روسيا.

■ وهل هناك تشابه مع قسم الهندسة النووية بجامعة الإسكندرية؟

- قسم الهندسة النووية بجامعة الإسكندرية مختلف عن القسم الموجود فى الجامعة الروسية، ففى الإسكندرية يحصلون على بعض الدراسات النووية، لكن فى جامعتنا الأمر يختلف فنحن ندرس المحطة النووية وكيفية إنشائها ومكوناتها وإدارتها وتشغيلها.

■ هل هناك إجراءات ستتخذها الجامعة لضمان عدم استقطاب الطلاب للعمل فى الخارج بعد انتهاء دراستهم؟

- من الممكن أن نأخذ عليهم تعهدات من خلال أولياء أمورهم بعدم الهجرة إلى الخارج، لكننا لا يمكننا أن نتحكم فى الأمر بشكل كامل، وكثير من الجامعات بدأت تثق فى التعامل معنا، ونفتخر أن 28 من خريجى كلية الهندسة هذا العام حصلوا على البكالوريوس الروسى مع المصرى.

■ وهل يوجد ما يضمن لهم فرص عمل فى المشروع النووى المصرى؟

- طلبت من الجهات الرسمية فى مصر أن يكون هناك ضمانات لعمل طلابنا فى المفاعلات النووية المصرية الجارى إنشاؤها، ونقوم بهذا العمل كخدمة وطنية، كما طالبنا بتعيين جميع خريجى هذا القسم فى المشروع النووى المصرى. وبعد الانتهاء من اختيار الطلاب سنرسل أسماءهم لوزارة التعليم العالى، كما سنرسلهم إلى الدراسة فى موسكو بتأشيرة خاصة بالجامعة التى يدرسون بها، ما يجعل الأمر أكثر إحكاماً لمنع هجرتهم لدول أخرى.

■ هل هناك شخصيات تم اختيارها لتتولى رئاسة القسم النووى والعمل به؟

- الدكتور إبراهيم العسيلى، وهو حاصل على جزء من جائزة نوبل ضمن فريق الدكتور محمد البرادعى، وقضى 18 عاماً خبيراً فى فيينا، وفحص معظم محطات الطاقة الكهربائية فى العالم، بالإضافة لمجموعة من الأساتذة المصريين.

■ كيف ترى التقارب المصرى الروسى فى الفترة الحالية؟

- هناك تجاوب بين الزعيمين المصرى والروسى، ما أدى لتعاون إيجابى، خاصة فى المجال العسكرى، وأبرز دليل على ذلك شراء حاملتَى الطائرات «ميسترال» من فرنسا لمصر، وروسيا كانت ترفض بيعهما، وحينما طلبتهما مصر وافقت على البيع، وهذا أمر إيجابى، بالإضافة إلى الاتفاق على إنشاء 4 محطات نووية بقوة 1.2 ميجا، وبالتالى سنمتلك 4 من أكبر المفاعلات النووية فى العالم وأحدثها، ولا بديل عنها، ومن غير اللائق ألا نبدأ فى إنشاء محطات نووية حتى الآن، وتأخُّرنا فى البدء فى ذلك ربما يعود إلى أن المحطة النووية يستغرق إنشاؤها 10 سنوات على الأقل، كما أن هذه المحطات لا تُستخدم فى توليد الطاقة الكهربائية فقط وإنما تعمل على تحلية مياه البحر فى وقت نحتاج فيه للمياه فى ظل أزمات المياه التى قد تواجهها مصر فى المستقبل.

{long_qoute_2}

■ كيف نستفيد من هذا التقارب ونزيد من حجم التعاون مع الروس؟

- التعاون مع روسيا يمنحنا مزايا عديدة، فعلى سبيل المثال فى مجال الزراعة يمكن معرفة مساحات الأراضى المزروعة وتقسيمها من حيث المحاصيل ونسب نموها، وأيضاً المياه الجوفية يمكن تحديد أماكنها وحجم الملوحة فيها، بالإضافة إلى أنه يمكن كشف أماكن المعادن والثروات الطبيعية من خلال الاستشعار، ونحن نتبنى إنشاء قسم هندسة الفضاء والاستشعار عن بُعد فى الجامعة الروسية، وفى روسيا يستخدمون «السينسور» فى الأماكن الحيوية والهامة فى الدولة، ومن خلاله يمكن توقع أى حادث حتى يتم التعامل معه فوراً.

■ ما السبب فى تأخر المشروع النووى المصرى من وجهة نظرك؟

- المفاعلات النووية كانت حلماً للرئيس جمال عبدالناصر وسعى كثيراً من أجل إنشائها، وكانت الظروف التى مرت بها مصر تعوق إنشاءها، وكانت منطقة سيدى كرير بالإسكندرية مرشحة لاستضافة هذه المفاعلات. وجاء الرئيس السادات بذكائه وطلب من فرنسا الإشراف على المشروع بالأمر المباشر لكن المفاوضات توقفت فى آخر لحظة، وجاء حسنى مبارك وحكم مصر 30 سنة ولم يتمكن من إنجاز هذا المشروع، وإذا أنشأت مصر المحطات النووية فى الأعوام القليلة المقبلة فلابد أن يُنسب هذا الإنجاز للرئيس عبدالفتاح السيسى، والأمر يعتمد على تقارب الحكومات وتجاوبها ومدى تحقيق تقدم فى المفاوضات ما بين القيادات، ومن الذكاء اختيار مصر لروسيا لبناء المفاعلات، لأن فرنسا لا تستطيع المنافسة لأن مفاعلاتها صغيرة ونحن فى حاجة لمفاعلات كبيرة، والصين لديها نفس المشكلة، وكوريا الجنوبية كان من الممكن أن تدخل عملية البناء لكنها تحصل على 40% من المكونات من أمريكا، ما قد يؤدى لتوقف المشروع فى أى لحظة.

■ ماذا عن الأمان النووى فى تلك المحطات؟

- لا خوف من المفاعلات النووية لأنها حديثة تنتمى للجيل الثالث، وهى أكثر أماناً من كل المفاعلات التى تعرضت للانفجار، وفى حال حدوث أى مشكلة فى المفاعل يتوقف المفاعل تلقائياً، ودورة العمل فى المفاعلات مغلقة بالكامل ولا خطورة منها.

{long_qoute_3}

■ إنشاء كلية سياحة داخل الجامعة هل سيكون له تأثير على زيادة حجم السياحة الروسية فى مصر؟

- اتفقنا مع أكثر من جامعة فى روسيا على عمل برنامج دراسى سياحى مشترك بين مصر وروسيا بحيث يدرس الطلاب من الجانبين الحضارتين المصرية والروسية، والدراسة تكون فى البلدين، بحيث يمكن للطلاب العمل كمرشدين سياحيين فى مصر أو فى روسيا، ما سيجعل العلاقات مع روسيا أكثر دفئاً، ولكن أحياناً تتجاهل الدولة هذه الاقتراحات. ونتمنى أن يتم تشجيعنا، علماً بأننا قد استغرقنا عاماً كاملاً للحصول على إنهاء الإجراءات والتصاريح اللازمة لقسم محطات الطاقة النووية.

■ وكيف يمكن أن نعيد الثقة للسياحة الروسية فى مصر؟

- الثقة موجودة بالفعل، لكن حادث الطائرة الروسية بشرم الشيخ كان «نقطة سوداء»، وأعتقد أن موافقة الروس على إنشاء المحطة النووية والموافقة على السلاح الذى طلبته مصر تدل على العلاقة الطيبة والدافئة بين الجانبين، والأمر لا يعدو أن يكون مسألة وقت.

■ كم عدد الطلاب الذين يدرسون بالجامعة؟

- 5 آلاف طالب يدرسون بالجامعة، بكليات الصيدلة والهندسة وطب الأسنان، المصروفات 21 ألف جنيه فى العام وربما تزيد فى القسم النووى قليلاً.


مواضيع متعلقة