مدير معهد "روزأتوم": ننتظر العقد النهائي مع مصر لتأهيل الكوادر للعمل بالمحطات النووية

كتب: نادية الدكرورى

مدير معهد "روزأتوم": ننتظر العقد النهائي مع مصر لتأهيل الكوادر للعمل بالمحطات النووية

مدير معهد "روزأتوم": ننتظر العقد النهائي مع مصر لتأهيل الكوادر للعمل بالمحطات النووية

الدكتور فلاديمير أرتسوك مدير معهد التأهيل وإعداد والكوادر بشركة "روزأتوم" الروسية للمحطات النووية، عالم متخصص في الطاقة النووية، تلقى تعليمه الأساسي في روسيا، وتعليما إضافيا في اليابان، وعمل لمدة 10 أعوام في أحد الأقسام العلمية للحصول على درجة "بروفيسور"، وتخصصه الرئيسي إعداد الكوادر وتأهيلها للعمل في المشروعات النووية سواء الطلاب أو الخبراء.

وصف "أرتسوك" في أول زيارة له لمحافظة الإسكندرية، في إطار مشاركته في الأسبوع النووي لقسم الهندسة النووية بجامعة الإسكندرية، مستوى الطلاب المصريين بـ"مشرف للغاية"، آملا في أن يوقع الجانبين الروسي والمصري العقود النهائية، لإنشاء أول محطة نووية في الضبعة، ليبدأ المعهد في تأهيل الكوادر المصرية للعمل في المشروع النووي.

"الوطن" حاورت "أرتسوك"، وتحدثت معه عن خططه لتدريب وتأهيل الكوادر العاملة في المشروعات النووية.. وإليكم نص الحوار:

* بداية متى بدأ التعاون مع الجانب المصري في مجال تأهيل الكوادر للعمل بالمشروعات النووية؟.

= تعرفنا على الخبراء المصريين في مجال الطاقة النووية بداية من العام 2010، عندما وصلت إلينا 4 مجموعات من هيئة المحطات النووية المصرية، وحصلوا على تدريبات في المعهد، وهم نحو 80 خبيرا، وكانت مدة التدريب قصيرة لم تتعد 3 أسابيع، نظرا لأن هيئة المحطات النووية المصرية ترسل لنا خبراء لديهم خلفيات نووية جيدة تحتاج فقط للتحديث، لذا لم يستغرق التدريب وقتا طويلا من جانب المعهد.

* ماذا عن الخطط المقبلة لتدريب وتأهيل الكوادر المصرية للعمل بالمشروع النووي؟.

= خلال هذا الشهر حظيت بفرصة سعيدة، تمثلت في أول زيارة لي لقسم الهندسة النووية بجامعة الإسكندرية، ويمكنني القول دون تحيز أن مستوى تأهيل الطلاب داخل القسم على درجة عالية ومشرف للغاية، وهي بداية مشرفة للتعاون من أجل تأهيل الكوادر المصرية للعمل في المحطات النووية، لتحسين المستوى المعيشي للأفراد والإسراع في التنمية الاجتماعية والاقتصادية.

* كيف ترى أهمية إنشاء مصر للمحطات النووية؟.

أتمنى أن تساعد وسائل الإعلام المصرية في توضيح قضية مهمة للجمهور، وهي أن القاعدة الأساسية لإنشاء المحطات النووية، ليست فقط في إمداد البلاد بالطاقة الكهربية، بل لتوفير فرص عمل كبيرة من خلال المشروع النووي، وبالدخول في المجال النووي يساهم ذلك في رفع المستوى التعليمي للأفراد المشاركين فيه، ومثال على ذلك أن دولة بيلاروسيا قررت إنشاء محطة نووية، رغم أنه يتوفر لديها مصادر تغذية كهربائية، إلا أنها أرادت الحصول على التكنولوجيا النووية لرفع المستوى الثقافي والتكنولوجي داخل البلاد، ولا يخفى على الجميع أن التكنولوجيا النووية هي التي جعلت من روسيا دولة عظمى على مستوى العالم، بل أصبحت من رواد العالم في مجال التكنولوجيا النووية المتقدمة، ويتضح ذلك خلال الاجتماعات التي تجمعها بدول العام، ما يجعل إنشاء المحطات النووية وسيلة لتغيير التعليم ومستوى الدولة ووضعها الجيو سياسي.

* كيف ترى فرص تأهيل الكوادر المصرية للاندماج سريعا داخل المشروع النووي؟.

= من المعروف أن مصر هي الدولة الأبرز في العالم العربي، ومن خلال القاعدة العلمية المتوفرة لديها والمتمثلة في جامعة الإسكندرية، يمكننا تحقيق النجاح سويا، والتفاهم السريع فيما يتعلق بالتكنولوجيا النووية، والمعهد لا يقتصر تأهيله على الخبراء بل الطلاب أيضا، رغم أن عدد الطلبة المصريين الموجودين في روسيا حاليا قليل، إلا أن وزارة التعليم الروسية قدمت فرص للطلبة المصريين للتعليم والحصول على نفس الظروف المثالية للطالب الروسي، وما زلنا في بداية الطريق، وسيعمل المعهد خلال الـ5 أعوام المقبلة على مساعدة الجامعات المصرية والقواعد العلمية في مصر، بالتعاون مع الجامعات الروسية على وضع برامج تعليم مشتركة، لكننا في انتظار توقيع العقد النهائي للمشروع النووي بجانب البلدين لبدء تنفيذ البرنامج التأهيلي.

* ما أهم ملامح البرنامج التعليمي المشترك بين مصر وروسيا لتأهيل الطلاب في مجال التكنولوجيا النووية؟.

ينقسم البرنامج التعليمي على مدار 5 أعوام إلى قسمين، أحدهما في جامعة الإسكندرية والآخر في روسيا، من خلال زيارة الطلاب المشاركين في البرنامج للمحطات النووية الموجودة بالفعل في روسيا، ما يعد بمثابة تطبيق عملي لما يتلقوه من مناهج نظرية.

وتتمثل الخطوة الأولى من التعاون في الاتفاق بين رؤساء المعاهد والجامعات العلمية، مثلما هو موجود في التعاون القائم بين جامعة الإسكندرية وجامعة سانت بطرسبرج الحكومية الروسية، وحسب معلوماتي يوجد عدد من الطلبة المصريين داخل روسيا حاليا يحصلون على دراسات من المعاهد والجامعات الروسية، لكنهم ذهبوا برغبات شخصية وليس في إطار برنامج حكومي أو اتفاقية مشتركة مع الجامعات المصرية والروسية.

ولدينا أمثلة للتعاون الدولي في مجال تأهيل الطلاب في مجال التكنولوجيا النووية في فيتنام وتركيا، فنحو 200 طالب فيتنامي و100 طالب من تركيا، يتلقون تدريبات حاليا في روسيا، من إجمالي 1200 طالب تقبلهم روسيا سنويا على مستوى العالم.

واختيار الطلاب الفيتناميين كان من خلال الهيئات التعليمية الفنية في فيتنام، ويبدأ البرنامج التدريبي بدراسة اللغة الروسية لمدة عام، ثم تبدأ دورات تدريبية مطابقة لما يدرسه الطالب الروسي باللغة الروسية، وفي حال تمكن الطلاب من تعلم اللغة الروسية، يمكنهم فهم المصطلحات والتعبيرات المتخصصة بنفس لغة الخبراء.

ومن المهم أن يتعلم الطلاب المصريين طيلة فترة التدريب التي تقدر بـ5 أعوام اللغة الروسية، لأنهم سيكونوا المسؤولين عن نقل التكنولوجيا النووية إلى مصر، إلى جانب أن تعلم لغة مختلفة عن اللغة الإنجليزية التي تعد اللغة العالمية، يحسن من توفير فرص عمل، فمثلا أنا أتحدث اللغة اليابانية إلى جانب اللغة الإنجليزية، ما ساهم في حصولي على مرتب أفضل، فكلما زادت قاعدة الطالب اللغوية زادت فرصه في الحصول على عمل، وسيكتسب الطلاب المصريين ثقافات مختلفة بوجودهم طيلة في دولة روسيا، ما يثري خلفياتهم الثقافية ويساعد على نقل التكنولوجيا النووية إلى مصر.

 

الدكتور فلاديمير أرتسوك مدير معهد التأهيل وإعداد والكوادر بشركة "روزأتوم" الروسية للمحطات النووية، عالم متخصص في الطاقة النووية، تلقى تعليمه الأساسي في روسيا، وتعليما إضافيا في اليابان، وعمل لمدة 10 أعوام في أحد الأقسام العلمية للحصول على درجة "بروفيسور"، وتخصصه الرئيسي إعداد الكوادر وتأهيلها للعمل في المشروعات النووية سواء الطلاب أو الخبراء.

وصف "أرتسوك" في أول زيارة له لمحافظة الإسكندرية، في إطار مشاركته في الأسبوع النووي لقسم الهندسة النووية بجامعة الإسكندرية، مستوى الطلاب المصريين بـ"مشرف للغاية"، آملا في أن يوقع الجانبين الروسي والمصري العقود النهائية، لإنشاء أول محطة نووية في الضبعة، ليبدأ المعهد في تأهيل الكوادر المصرية للعمل في المشروع النووي.

"الوطن" حاورت "أرتسوك"، وتحدثت معه عن خططه لتدريب وتأهيل الكوادر العاملة في المشروعات النووية.. وإليكم نص الحوار:

* بداية متى بدأ التعاون مع الجانب المصري في مجال تأهيل الكوادر للعمل بالمشروعات النووية؟.

= تعرفنا على الخبراء المصريين في مجال الطاقة النووية بداية من العام 2010، عندما وصلت إلينا 4 مجموعات من هيئة المحطات النووية المصرية، وحصلوا على تدريبات في المعهد، وهم نحو 80 خبيرا، وكانت مدة التدريب قصيرة لم تتعد 3 أسابيع، نظرا لأن هيئة المحطات النووية المصرية ترسل لنا خبراء لديهم خلفيات نووية جيدة تحتاج فقط للتحديث، لذا لم يستغرق التدريب وقتا طويلا من جانب المعهد.

* ماذا عن الخطط المقبلة لتدريب وتأهيل الكوادر المصرية للعمل بالمشروع النووي؟.

= خلال هذا الشهر حظيت بفرصة سعيدة، تمثلت في أول زيارة لي لقسم الهندسة النووية بجامعة الإسكندرية، ويمكنني القول دون تحيز أن مستوى تأهيل الطلاب داخل القسم على درجة عالية ومشرف للغاية، وهي بداية مشرفة للتعاون من أجل تأهيل الكوادر المصرية للعمل في المحطات النووية، لتحسين المستوى المعيشي للأفراد والإسراع في التنمية الاجتماعية والاقتصادية.

* كيف ترى أهمية إنشاء مصر للمحطات النووية؟.

أتمنى أن تساعد وسائل الإعلام المصرية في توضيح قضية مهمة للجمهور، وهي أن القاعدة الأساسية لإنشاء المحطات النووية، ليست فقط في إمداد البلاد بالطاقة الكهربية، بل لتوفير فرص عمل كبيرة من خلال المشروع النووي، وبالدخول في المجال النووي يساهم ذلك في رفع المستوى التعليمي للأفراد المشاركين فيه، ومثال على ذلك أن دولة بيلاروسيا قررت إنشاء محطة نووية، رغم أنه يتوفر لديها مصادر تغذية كهربائية، إلا أنها أرادت الحصول على التكنولوجيا النووية لرفع المستوى الثقافي والتكنولوجي داخل البلاد، ولا يخفى على الجميع أن التكنولوجيا النووية هي التي جعلت من روسيا دولة عظمى على مستوى العالم، بل أصبحت من رواد العالم في مجال التكنولوجيا النووية المتقدمة، ويتضح ذلك خلال الاجتماعات التي تجمعها بدول العام، ما يجعل إنشاء المحطات النووية وسيلة لتغيير التعليم ومستوى الدولة ووضعها الجيو سياسي.

* كيف ترى فرص تأهيل الكوادر المصرية للاندماج سريعا داخل المشروع النووي؟.

= من المعروف أن مصر هي الدولة الأبرز في العالم العربي، ومن خلال القاعدة العلمية المتوفرة لديها والمتمثلة في جامعة الإسكندرية، يمكننا تحقيق النجاح سويا، والتفاهم السريع فيما يتعلق بالتكنولوجيا النووية، والمعهد لا يقتصر تأهيله على الخبراء بل الطلاب أيضا، رغم أن عدد الطلبة المصريين الموجودين في روسيا حاليا قليل، إلا أن وزارة التعليم الروسية قدمت فرص للطلبة المصريين للتعليم والحصول على نفس الظروف المثالية للطالب الروسي، وما زلنا في بداية الطريق، وسيعمل المعهد خلال الـ5 أعوام المقبلة على مساعدة الجامعات المصرية والقواعد العلمية في مصر، بالتعاون مع الجامعات الروسية على وضع برامج تعليم مشتركة، لكننا في انتظار توقيع العقد النهائي للمشروع النووي بجانب البلدين لبدء تنفيذ البرنامج التأهيلي.

* ما أهم ملامح البرنامج التعليمي المشترك بين مصر وروسيا لتأهيل الطلاب في مجال التكنولوجيا النووية؟.

ينقسم البرنامج التعليمي على مدار 5 أعوام إلى قسمين، أحدهما في جامعة الإسكندرية والآخر في روسيا، من خلال زيارة الطلاب المشاركين في البرنامج للمحطات النووية الموجودة بالفعل في روسيا، ما يعد بمثابة تطبيق عملي لما يتلقوه من مناهج نظرية.

وتتمثل الخطوة الأولى من التعاون في الاتفاق بين رؤساء المعاهد والجامعات العلمية، مثلما هو موجود في التعاون القائم بين جامعة الإسكندرية وجامعة سانت بطرسبرج الحكومية الروسية، وحسب معلوماتي يوجد عدد من الطلبة المصريين داخل روسيا حاليا يحصلون على دراسات من المعاهد والجامعات الروسية، لكنهم ذهبوا برغبات شخصية وليس في إطار برنامج حكومي أو اتفاقية مشتركة مع الجامعات المصرية والروسية.

ولدينا أمثلة للتعاون الدولي في مجال تأهيل الطلاب في مجال التكنولوجيا النووية في فيتنام وتركيا، فنحو 200 طالب فيتنامي و100 طالب من تركيا، يتلقون تدريبات حاليا في روسيا، من إجمالي 1200 طالب تقبلهم روسيا سنويا على مستوى العالم.

واختيار الطلاب الفيتناميين كان من خلال الهيئات التعليمية الفنية في فيتنام، ويبدأ البرنامج التدريبي بدراسة اللغة الروسية لمدة عام، ثم تبدأ دورات تدريبية مطابقة لما يدرسه الطالب الروسي باللغة الروسية، وفي حال تمكن الطلاب من تعلم اللغة الروسية، يمكنهم فهم المصطلحات والتعبيرات المتخصصة بنفس لغة الخبراء.

ومن المهم أن يتعلم الطلاب المصريين طيلة فترة التدريب التي تقدر بـ5 أعوام اللغة الروسية، لأنهم سيكونوا المسؤولين عن نقل التكنولوجيا النووية إلى مصر، إلى جانب أن تعلم لغة مختلفة عن اللغة الإنجليزية التي تعد اللغة العالمية، يحسن من توفير فرص عمل، فمثلا أنا أتحدث اللغة اليابانية إلى جانب اللغة الإنجليزية، ما ساهم في حصولي على مرتب أفضل، فكلما زادت قاعدة الطالب اللغوية زادت فرصه في الحصول على عمل، وسيكتسب الطلاب المصريين ثقافات مختلفة بوجودهم طيلة في دولة روسيا، ما يثري خلفياتهم الثقافية ويساعد على نقل التكنولوجيا النووية إلى مصر.


مواضيع متعلقة