«الموتوسيكل».. حركات بهلوانية وسرعة زائدة تسقط المزيد من الضحايا
زيادة حوادث الموتوسيكلات فى السنوات الأخيرة
قال عدد من المصابين فى حوادث الموتوسيكلات إن التهور، والسرعة الزائدة، وغياب الرقابة، والفوضى المرورية، أهم أسباب الحوادث، التى تعنى مزيداً من الضحايا، إضافة إلى انتشار الموتوسيكل الصينى بشكل كبير جداً فى المحافظات.
«أحمد»: نجل عمى أجرى عمليتين فى ساقه.. و«الموتوسيكلات» وسيلة المواصلات الرئيسية فى بعض قرى «طوخ» والحوادث فى زيادة مستمرة
يقول أحمد عطية، يبلغ من العمر 31 سنة من قرية كفر الحصافة، مركز طوخ بالقليوبية: «تعرض ابن عمى لحادث موتوسيكل قبل 4 شهور، أثناء عودته من العمل ليلاً على طريق أسفلتى ضيق مؤدٍ للقرية التى نسكن بها، بعد سقوط أمطار مفاجئة ليلاً على كل الأنحاء، ووسط ظلام الليل سقط على الأرض غارقاً فى دمائه حتى مر عليه أحد الأشخاص، ووجده ملقى على ظهره بجانب الطريق فهرع إلى أقاربه بالقرية ليخبرهم بالحادث وقت انقطاع الكهرباء بسبب الأمطار»، ويضيف أحمد: «الناس سمعت الصوت طلعت جرى على مكان الحادثة، اكتشفنا إنه ابن عمى أخدناه على مستشفى شبين القناطر، والأطباء قالوا إن حالته خطيرة وساقيه مصابتين بكسور بسبب السقوط من أعلى الموتوسيكل بسرعة على الأسفلت، وطالبونا بالتوجه إلى مستشفى قصر العينى، وفعلاً توجهنا به إلى هناك، وأجرى الأطباء عملية الفحص السريعة، وأجروا أشعة على المخ والساقين والركبة لتحديد نوع الإصابة، وأجروا عملية جراحية سريعة، بعد أن تأكدوا من كسر ركبته، وبعد يومين خرجنا من المستشفى على أمل أن يلحم الكسر أو يلتئم لكن ذلك لم يحدث بعد شهر، وذهبنا إلى طبيب عظام آخر وقرر إجراء عملية جراحية جديدة لتركيب شرائح ومسامير».
ويتابع «أحمد»: «حالة أسامة تحسنت قليلاً الآن، وأصبح يسير على عكاز، وسيخضع قريباً لجلسات علاج طبيعى لإعادة تأهيله، ابن عمى أنهى فترة تجنيده التى استمرت 3 سنوات قريباً، ويعمل سباكاً، ومعدل حوادث الموتوسيكلات ارتفع جداً فى المنطقة التى نقطنها بعد انتشار الموتوسيكلات الصينى بصوره كبيرة جداً بأسعار منخفضة، ليس هذا فحسب بل إن وسيلة المواصلات الرئيسية فى بعض قرى طوخ هى الموتوسيكل الذى ينقل المواطنين إلى بيوتهم من المواقف وطريق الإسكندرية الزراعى وبالتالى يزداد خطر حدوث حوادث جديدة».
«حازم»: اصطدمت بموتوسيكل يقوده طفل على الطريق الزراعى.. و«موضة الحصان» تنهى حياة الكثيرين فى المناطق الشعبية والأرياف
ويقول حازم خالد، سائق تاكسى، يبلغ من العمر 27 سنة من أرض اللواء بالجيزة: «بينما كنت أسير على طريق مصر الإسكندرية الزراعى أمام مدينة طوخ ظهر أمامى فجأة صبى عمره 15 سنة يقود موتوسيكلاً، وكسر الطريق بالعرض ليعبر إلى الجهة الأخرى، فصدمته وسقط على الأرض، وتوقف الطريق السريع عدة دقائق بسبب الحادث، وأصيب الصبى بكسر فى يده وقدمه، ثم غيرت مسارى وعدت إلى القاهرة وأدخلته قسم الطوارئ بمستشفى النيل فى شبرا الخيمة، وبعد حضور والده تشاجر معى، لكنه هدأ عندما علم أن ابنه هو المخطئ وتركتهم وانصرفت»، يضيف حازم: «خطورة قيادة الموتوسيكلات تكمن فى عدم إحكام السيطرة عليه، مثل السيارات مثلاً، فهو عبارة عن عجلتين، وأى خلل بسيط يتسبب فى سقوط من عليه، وطبعاً أول ما اللى راكب الموتوسيكل بيقع بيقع على رجليه أو راسه، أو إيده وبيقع على أسفلت، أو بيخبط فى عربية أو سور خرسانى، وبالتالى بتكون الصدمة مباشرة فى جسمه، عكس السيارة مثلاً إذا حدثت صدمة أو حادث فإنه يكون محمى فى البداية بجسم السيارة، التى تسير على 4 عجلات، عشان كده أقل خبطة فى الموتوسيكل صاحبها بيموت»، يتابع حازم: «من أسباب الحوادث الاستعراضات والمهرجانات التى يؤديها قائدو الموتوسيكلات فى الأفراح، مسابقات على السرعة والدوران بالموتوسيكل، إضافة إلى الموضة الجديدة اللى كل الشباب بتعملها دلوقتى وهى الحصان، بمعنى رفع الموتوسيكل من الأمام والسير على عجلة واحدة فى طرق مزدحمة بالسيارات، وفى أماكن شعبية، لذا نطلق عليه «موتو سهل» بدلاً من موتوسيكل، ورغم زيادة نسبة الحوادث فى الفترة الأخيرة بسبب هذه الاستعراضات فإنه لم يتعظ أحد، والمهرجانات مستمرة فى ظل اختفاء رجال المرور تماماً عن المشهد، فهناك شوارع وأحياء كاملة ليس بها مرور، وموتوسيكلات غير مرخصة والشباب مش معاهم هما كمان رخص قيادة، يعنى أكتر من 70% من الموتوسيكلات اللى فى مصر غير مرخصة ودى نسبة كبيرة وخطيرة جداً»، يتابع حازم قائلاً «الأزمة ليست فقط فى القاهرة، بل الأزمة الكبرى فى مدن وقرى المحافظات الأخرى لأن المواطنين هناك يعتمدون على الموتوسيكلات فى التنقل بشكل رئيسى بدلاً من السيارات بسبب عدم وجود خطوط منتظمة وهذا يمثل خطراً على حياتهم وهذا موجود بكثرة فى الفيوم والقليوبية».
صاحب ورشة تصليح: معارض التأجير للأطفال لا تخضع للرقابة.. وساهمت فى زيادة نسبة الحوادث
محمد ناجح، 23 سنة، صاحب ورشة تصليح موتوسيكلات فى بولاق الدكرور يقول: «تعرضت لحادث موتوسيكل منذ فترة، كنت أسير على كوبرى الدقى وعندما وصلت إلى نهاية الكوبرى أمسكت بمكابح أو فرامل الموتوسيكل وبسبب وجود زيت على الأسفلت، زحفت لمسافة مترين قبل أن أسقط على ذراعى، ونقلت لاستقبال قصر العينى لإجراء الإسعافات الأولية، لكن تم تحويلى إلى مستشفى الهلال المتخصص فى العظام، وأجريت عملية جراحية فى يدى كلفتنى 2000 جنيه، ثم ركبت شرائح، والحمد لله يدى باتت أفضل لكن آثار العملية لا تزال بارزة من الخارج»، يضيف محمد: «أزمة قيادة الموتوسيكلات فى مصر تتمثل فى أن معظم سائقيها من الشباب المتهور، الذى يحب الاستعراض والقيادة بسرعة رغم ضيق الشوارع والزحام وعدم الالتزام بقواعد المرور»، وأوضح ناجح أن زيادة أعداد محلات إيجار الموتوسيكلات ساهمت فى زيادة عدد الحوادث لأنها تؤجر لأى شخص بصرف النظر عن سنه أو حالته الصحية أو الجسدية وبالتالى يقود هذه الدراجات بعض المدمنين غير الواعين فيتسببون فى وقوع حوادث كثيرة ومميتة، ويتابع: «أصحاب المحلات لا يهمهم سوى تحقيق الأرباح على حساب جثث الأطفال والشباب ولا يخضعون للرقابة، لأنهم يعملون فى أماكن شعبية أو عشوائية لا تخضع لرقابة حكومية أو شرطية، كان فيه ولد عمل حادثة وراح المستشفى صاحب الموتوسيكل أخد من أبوه 4 آلاف جنيه تمن الموتوسيكل، والولد لسه بيعمل العملية، يعنى موت وخراب ديار».
يشير الشاب صاحب ورشة تصليح الموتوسيكلات قائلاً: «طبيعة تصميم الموتوسيكل الصينى تسمح بحدوث حوادث كثيرة، عكس طبيعة تصميم الفيسبا العادية لأن شكمانها محمى ومنخفضة وليست سريعة مثل الموتوسيكل الذى يحتوى على شكمان خارجى يسلخ ساق صاحبه عند سقوطه أو عند لمسه، كما أن وزنه الخفيف أثناء القيادة يسهل من إمكانية سقوطه وسقوط صاحبه بسرعة أو اصطدامه بأى شىء خاصة أن الفرامل الأمامية تعمل بالزيت الباكم الذى يسهل من عملية الانقلاب».