المرشح السلفي للانتخابات البرلمانية في المغرب يؤكد عدم وجود اتفاق خارجي لترشحه

كتب: أ.ف.ب

المرشح السلفي للانتخابات البرلمانية في المغرب يؤكد عدم وجود اتفاق خارجي لترشحه

المرشح السلفي للانتخابات البرلمانية في المغرب يؤكد عدم وجود اتفاق خارجي لترشحه

أثار إعلان الشيخ السلفي، حماد القباج، للانتخابات البرلمانية في المغرب، باسم حزب العدالة والتنمية، الذي يقود التحالف الحكومي،  جدلا واسعا، وردود فعل متباينة، بسبب مواقفه المعلنة حول الديمقراطية والمرأة ،وتنظيم الدولة الاسلامية واليهود.

كان رئيس الحكومة المغربية، عبد الإله ابن كيران، قد أقنع القباج (39 سنة)، أحد رموز شيوخ السلفية المعروفين، ومؤلف أكثر من 20 كتابا، بعد مشاوات طويلة، بالترشح في الانتخابات البرلمانية المرتقبة، في السابع من أكتوبر المقبل.

ودافع القباج في حوار له مع وكالة "فرانس برس"، عن حرية الاختيار في المغرب، مؤكدا أن فرض أشياء على الناس لا يعتبر تطبيقا للدين.

وأضاف، أن ترشحه باسم حزب العدالة والتنمية، لا يدخل فيه نوع من الاتفاق مع أي جهة خارجية، وإنما هو قرار شخصي، تشاور فيه مع فاعلين وطنيين، واعتبره بناء للإمتداد الطبيعي لعلاقة العلماء والدعاة بالمجال السياسي.

 

و" القباج" تولى عدة مسؤوليات أهمها، المنسق العام لجمعيات دور القرآن في المغرب، وقد أصيب بإعاقة على مستوى الرجلين واليدين منذ سن الـ 16، لكنه أصر على متابعة تعليمه الديني، ويقوم بأغلب أنشطته على كرسي متحرك، يساعده على التنقل بعض من معاونيه من الشباب.

وينحدر حماد القباج، من إحدى عائلات الأعيان بمدينة مراكش، حيث استطاع أن يجد لنفسه مكانا بين رموز الدعوة الدينية، إلى جانب السلفي محمد المغراوي، صاحب فتوى زواج بنت التسع سنوات سنة 2008، ما أثار عليها زوبعة في المغرب وخارجه.

واتهم القباج، بـمعاداة السامية نهاية 2015، بعدما نشر حديثا منسوبا للرسول محمد، يتحدث عن زمن يقتل فيه المسلمون اليهود لدرجة أن اليهودي سيختبئ وراء الحجر، فينطق الحجر ويقول للمسلم إن ورائي يهوديا فاقتله، لكنه أمد أن المقصود بهذا أنه سيأتي وقت ينقلب فيه هذا الظلم ضد من يمارسونه، مؤكدا أن موقفه يتعلق باليهود المنتسبين للحركة الصهيونية العالمية، وممارساتهم الإرهابية ضد الفلسطينيين في الضفة والقطاع.

كانت وسائل إعلام محلية، قد تحدثت عن رغبة أمريكية في مشاركة السلفية في الانتخابات، لكن القباج يؤكد انه لم يسبق، أن التقى بالسفير الأميركي، أو حصل أي اتصال له مع الخارجية الأميركية.

ومن المعروف، أن مشاركة فاعلين سلفيين في المجال السياسي المغربي جاءت قبل هذه الرغبة الأميركية، فالسلفيين المغاربة شاركوا بشكل قوي في بناء المغرب الحديث وبناء مؤسساته، وقوانينه، قبل وبعد استقلال المغرب عام 1956.

وما يميز السلفية المغربية- حسب القباج - مقارنة مع سلفيات أخرى، مثل السلفية في العالم العربي، هو ارتباطها بمذهب الإمام مالك، وهو ما جعلها تتميز بالمحافظة على التدين المعتدل والوسطي، وترسيخ مفهوم الانفتاح والقبول بالأخر.

ويدافع القباج، عن السلفية المعتدلة، قائلا:"السلفية المعتدلة، هي التي تتبع تعاليم الإسلام، كما جاء بها الرسول، صلي الله عليه وسلم، وهي محط هجوم وانتقاد من بعض مراكز الدراسات في الغرب، ما جعل الكثير من الساسة يظنون أن التأويلات المنحرفة للإسلام، الداعية للتطرف والعنف والإرهاب، مرتبطة بهذه السلفية وبالتالي وجب محاربتها.

 

ويعتبر القباج، أن توجه أعداد كبيرة من الشباب المغربي، والعربي للقتال، إلى جانب تنظيم الدولة الاسلامية "داعش"، هو رد فعل مباشر على محاربة الإسلام المعتدل، موضحا أن الخطاب السلفي الشرعي المعتدل كفيل بإقناع الشباب بالتراجع.

ويحاول القباج، طمأنة من يتخوفون من ترشحه في حي راقي بمراكش، يقطنه الأجانب وفيه عدد كبير من الحانات والأنشطة السياحية، قائلا: "أتفهم تخوف البعض بناء على صور نمطية عن علاقة المتدين أو الداعية بمثل هذه الظواهر الموجودة في المجتمع".

وأضاف:" التعامل مع هذه الأمور التي لا أتفق معها بخلفيتي الدينية، لا يمكن أن يكون أبدا بسلوك عدواني أو بسلوك يفرض على الأخر شيئا لا يريده، فدينيا هذا الأمر يعد غير سليما، والذين ينتسبون إلى الدعوة وإلى الدين ويريدون فرض أشياء على الناس، لا يطبقون الدين في الحقيقة، فنحن نعمل في إطار دستور وفي إطار قانون ومؤسسات".

وعن المرأة، والحريات، أكد القباج أن لديه دراسة حول "المرأة بين الشرع والقانون" بناء على وثيقة لأحد الفقهاء المغاربة، يعود تاريخها لسنة 1938، ترسخ مشاركة المرأة في السياسة، مشيرا إلي أنه لا مانع فيها، من تولي المرأة منصب رئاسة الوزراء أو أي مسؤولية أخرى".

وأشار، إلي أن تتبع الناس في حياتهم الشخصية، مخالفة شرعية حذر منها الرسول.


مواضيع متعلقة