الإسكندرانى وعبدالحليم وسعيد.. ضحايا الإهمال والجهل باللوائح

الإسكندرانى وعبدالحليم وسعيد.. ضحايا الإهمال والجهل باللوائح
مئات النجوم الذين طالما ألهبوا حماس جماهير فرقهم، وهتزت المدرجات من الهتاف بأسمائهم، ولكنهم الآن يعانون من ويلات القدر والمستقبل الذى لم يكونوا يعرفونه عندما كانوا نجوماً ذات أسماء رنانة.
فجماهير الإسكندرية مازالت تردد اسم شحتة الإسكندرانى حتى الآن لكونه النجم الأكثر رفعاً لاسم المدينة الساحلية فى كرة القدم بعدما قاد الاتحاد للفوز بكأس مصر 1973 و1976، وحصل على المركز الثالث مع منتخب مصر فى كأس أمم أفريقيا أعوام 70 و72 و74.
شحتة أو شحاتة عبدالرحيم مغيب أول لاعب مصرى ينضم إلى منتخب أفريقيا، يعانى الآن من الإهمال كبقية اللاعبين المصريين الذين فشلوا فى إيجاد فرصة عمل كمدربين أو كإعلاميين، متأثراً بأنه كان ضمن أجيال لم تحصل على الملايين ولم تضمن عقودهم أى مستقبل جيد لهم، مثله مثل صفوت عبدالحليم نجم الأهلى، وجهاد ندى لاعب الزمالك، وغيرهما الكثير من النجوم، على مر الأجيال حتى الوصول إلى آخر عنقود الموهوبين أحمد سعيد ضحية الإهمال ولاعب الإسماعيلى ومنتخب مصر للشباب الفائز بكأس الأمم الأفريقية 2003 ضمن جيل عماد متعب وعمرو زكى وأحمد فتحى وحسنى عبدربه.
«الوطن» اقتربت من هموم نجوم الأجيال بداية من «شحتة» الذى قال بلهجة وضح فيها تأثره بكبر السن والإهمال: «مراتى بتنزل من صباحية ربنا الشغل عشان نقدر نكمل حياتنا لأنى باخد حوالى 400 جنيه بس من جمعية قدامى اللاعبين، واتحاد الكرة مش بيفكر فينا إننا كنا لاعبين مثلنا منتخب مصر».[Quote_1]
وأضاف متأثراً بالمستقبل الذى لم يكن يتوقعه: «عيالى الاتنين بطلوا كورة عشان مسلسل لن أعيش فى جلباب أبى وخايفين يبقوا زيى، أنا عايش على باب الله من معاشى من الشركة وبضع مئات من الجنيهات من قدامى اللاعبين».
«شحتة» يسكن حالياً فى أعلى عمارة بمنطقة ميامى ينتظر أن يتذكره اتحاد الكرة، وأن تتاح له الفرصة أن ينصح اللاعبين الحاليين بالحفاظ على ما يجمعونه من أموال خلال الفترة الحالية حتى لا يواجهوا نفس مصيره.
وحاول «شحتة» خلال حديثه مع «الوطن» تذكر أيام مجده بعد مرور سبعين عاماً من عمره بقوله: «انضممت لمنتخب أفريقيا مرتين وكنت أنا المصرى الوحيد وقتها وتم استبعاد على أبوجريشة لعبت دورة مصغرة مع منتخب أفريقيا فى البرازيل وأخرى فى المكسيك».
وشكا نجم الاتحاد السابق من ظروف المعيشة فى ظل امتلاكه لأربعة أبناء، حتى إنه يعانى فى الإنفاق على نجله الأصغر بسبب المصاريف المرتفعة للتعليم، بالإضافة إلى أن اثنين من أبنائه وجدا صعوبة فى العمل بالسياحة بسبب ظروف البلاد حالياً، ولكنه طلب من المسئولين نظرة له ولأولاده حتى يستطيع «علاء» نجله إكمال تعليمه بالأكاديمية البحرية.
واختتم «شحتة» حديثه بلغة واثقة قائلاً: «أنا مش عايز حاجة من الدنيا وفخور إنى مصرى ومش عايز حاجة من نادى الاتحاد ومشكلتى كلها أكمل تعليم ابنى وأرحم زوجتى من النزول والطلوع، إحنا جت علىّ أيام، وأنا أنتظر الأولاد يرجعوا من المدرسة وأنا أفكر حياكلوا إيه ومكنش حيلتى غير 2 جنيه وكيس سمك فى التلاجة، لكن ربنا بيثبتنى».
حال «شحتة» نفسه ينطبق على صفوت عبدالحليم لاعب الأهلى الذى يرقد فى فراش المرض وسط إهمال من إدارة «القلعة الحمراء» بنجم طالما هتفت جماهير النادى الأهلى باسمه، لكنه لم يكن محظوظاً باللعب فى أيام الملايين ليستطيع تأمين مستقبله.
واكتفت إدارة الأهلى بتعين «عبدالحليم» كمدير لصالة الألعاب الرياضية بمرتب ضئيل، لكنه وبعد مرضه الآن بات غير قادر على تحمل مصاريفه.[Quote_2]
ورغم بعض المحاولات الفردية من البعض للسؤال عن «عبدالحليم» فإن عزة نفسه تأبى أن يكون مكاناً للصدقة من أحد، ويؤكد بصوته المنخفض لعدم قدرته على الحديث: «أنا عارف إن إحنا مش فى أوروبا عشان ألاقى الاهتمام بالنجوم اللى بتتكلم عنها، الاحتراف موجود هناك وإحنا معندناش احتراف، يبقى برضه مش هندور على مستقبل للاعبين قدامى».
«عبد الحليم» مثله مثل بقية اللاعبين المصريين لا يعلمون بأن لهم حقوقاً يجب أن يتم تعديلها فى العقود بوجود بند للتأمينات الاجتماعية لضمان حياة كريمة بعد الاعتزال، فضلاً عن بقية شروط وثيقة «الفيفا» لعقود اللاعبين مع الأندية، التى ترشد اللاعبين لحقوقهم.
أما أحمد سعيد، لاعب الإسماعيلى، فيعد مثالاً حياً على ضياع حقوق اللاعبين الشباب المهدرة فى العقود المصرية، فرغم أن وثيقة «فيفا» التى تتضمن شروط التعاقد تؤكد على تضمن عقود الشباب لاستمرار تعليمهم وإشراف النادى على مستوى تفكيرهم الثقافى والعلمى، فإنه بعد أن ابتعد عن الكرة بتفكيك فريقه، بات الآن مشرداً بين محاولاته اليائسة ليصبع وكيلاً للاعبين، ومحاولاته لكسب عيشه عن طريق العمل فى مهن أخرى آخرها العمل كسائق لتاكسى.
«سعيد» الذى اختفى عن الأنظار تماماً كان من الممكن أن يكون أملاً فى لاعب جيد، حتى إن مركزه فى الملعب ما زالت مصر تفتقده حتى الآن لعدم إجادة أى لاعب فى مركز المدافع الأيمن، ووفق سياسة إهدار المواهب ضاعت موهبته كغيره من اللاعبين الذين لا نعرف عنهم شيئاً، واختفوا وسط ما يسمعونه من حصول النجوم على الملايين دون وجود صيغة محددة لعقد يضمن مستقبلاً أفضل.

أخبار متعلقة: «الوطن» تكشف فى أول تحقيق استقصائى رياضى: عقود اللاعبين المصريين.. عبودية وحقوق وهمية «فيفا» لـ«الوطن»: وضعنا الضوابط ولن نعاقب أحداً بدون شكوى

أخبار متعلقة: «الوطن» تكشف فى أول تحقيق استقصائى رياضى: عقود اللاعبين المصريين.. عبودية وحقوق وهمية «فيفا» لـ«الوطن»: وضعنا الضوابط ولن نعاقب أحداً بدون شكوى