رئيس هيئة الطاقة الذرية: المفاعل البحثى يصنع «سيليكون الخلايا الشمسية» لأول مرة

09:36 م | الجمعة 02 سبتمبر 2016

أكد الدكتور عاطف عبدالحميد، رئيس هيئة الطاقة الذرية، أن ادعاءات البعض بأن المفاعل النووى الثانى فى «أنشاص» والمخصص للأغراض البحثية متوقف عن العمل حالياً «أكاذيب»، حسب تعبيره، مشيراً إلى أن المفاعل يعمل حالياً على تصنيع «الخلايا الشمسية» محلياً بنسبة كبيرة بدلاً من استيرادها، وهو المشروع الذى يتكلف 8 ملايين جنيه، ويهدف إلى دعم خطة الدولة فى مجال الطاقات الجديدة والمتجددة.. وإلى نص الحوار:

{long_qoute_1}

■ ما أحدث المشروعات التى يعمل مفاعل «أنشاص» البحثى الثانى على إنتاجها حالياً؟

- بداية، أود التأكيد أن الشائعات التى تزعم أن مفاعل «أنشاص» الثانى المخصص للأغراض البحثية متوقف عن العمل مجرد أكاذيب، فالمفاعل يعمل على تنفيذ عدد من المشروعات التى تخدم المجتمع، من بينها مشروع بمشاركة «هيئة الطاقة الذرية» وبالتعاون مع أكاديمية البحث العلمى، لإنتاج مادة السيليكون من خلال عمليات «التشعيع» فى المفاعلات البحثية التى تعمل على مزج «السيليكون والفسفور» معاً، عبر أشباه الموصلات، لامتصاص ضوء الشمس وتوليد الطاقة الكهربية من خلال هذه العملية. {left_qoute_1}

وفى مفاعل «أنشاص» الثانى مكان مخصص لعملية «التشعيع»، وتحويل السيليكون إلى الصورة التى يمكن من خلالها تصنيع الخلايا الشمسية. وفى حال نجاح هذا المشروع ستكون هذه المرة الأولى التى تصنع فيها مصر السيليكون محلياً، تمهيداً لتصنيع الخلايا الشمسية محلياً بنسبة كبيرة بدلاً من استيرادها، والمشروع يتكلف 8 ملايين جنيه وتتحمل أكاديمية البحث العلمى 50% من التكلفة.

■ لماذا هذا الاهتمام المتزايد بتصنيع الخلايا الشمسية؟

- الاهتمام بتصنيع الخلايا الشمسية يأتى من اهتمام الدولة بجميع مصادر الطاقة سواء شمسية أو نورية، لتلبية تزايد الاستهلاك على الطاقة خلال الفترة المقبلة.

وبعد افتتاح مصنع النظائر بجوار مفاعل «أنشاص»، يعمل المصنع حالياً على إنتاج النظائر المشعة لسد احتياجات نحو 60 مركزاً طبياً على مستوى الجمهورية، ويعمل المفاعل خلال أسابيع على تصنيع «التيكنيسيوم جينيريتور»، الذى يمثل 85% من إجمالى النظائر المشعة التى تستوردها مصر بتكلفة تصل إلى 5 ملايين دولار سنوياً، وهو يستخدم فى تشخيص الأورام والسرطانات. وقد أرسل المفاعل عينات من النظائر المشعة التى ينتجها إلى عدد من دول العالم مثل روسيا والهند وكوريا، لإبرام تعاقدات طويلة الأجل معها، ونحاول فى الوقت الحالى سد احتياجات السوق المحلية من النظائر المشعة قبل دخول السوق العالمية.

■ ما دور هيئة الطاقة الذرية فى المشروع النووى المرتقب فى منطقة «الضبعة»؟

- هيئة الطاقة الذرية لها دور رئيسى فى البرنامج النووى، فهى المسئولة عن تدريب الكوادر المحلية، ويجب ألا نستهين بالقدرات المصرية التى تعمل منذ الستينات على تشغيل مفاعل نووى للأغراض البحثية فى «أنشاص» بإدارة مصرية كاملة. ويتضمن الاتفاق مع الجانب الروسى خطة تدريب شاملة للمهندسين والعلماء المصريين فى مجال الطاقة النووية، خصوصاً أن النوع الجديد من المفاعلات النووية يحتاج لتأهيل بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

■ كيف ترى خطة الدولة لتنويع مصادر الطاقة؟

- نجحت الدولة، متمثلة فى قطاع الكهرباء، فى التغلب على انقطاع التيار الكهربائى من خلال خطة «إسعافية» ناجحة استطاعت التغلب على هذه المشكلة فى وقت قياسى، كما أن لدى القطاع خطة مستقبلية لمواجهة الاحتياجات المستقبلية من الطاقة، من خلال إنشاء محطات جديدة وتنويع مصادر الطاقة المستخدمة سواء نووية أو متجددة، فى محاولة لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفورى «الغاز الطبيعى والسولار» لتشغيل محطات الكهرباء. ولا جدال أن اللجوء للخيار النووى أصبح ضرورة حتمية، خاصة أن الشبكة القومية للكهرباء تحتاج إلى مصدر دائم للطاقة مثل المحطة النووية التى تعمل لمدة سنة ونصف السنة دون توقف إلا للتزود بالوقود لمدة أسبوعين، ومن ثم العودة ثانية للعمل، ما يساهم فى مواجهة عجز تمويل استيراد الغاز الطبيعى لتشغيل محطات الكهرباء.