رئيس «مبادرة الكرد السوريين»: واشنطن خذلتهم.. وعليهم العودة لـ«البيت السورى»

كتب: محمد حسن عامر

رئيس «مبادرة الكرد السوريين»: واشنطن خذلتهم.. وعليهم العودة لـ«البيت السورى»

رئيس «مبادرة الكرد السوريين»: واشنطن خذلتهم.. وعليهم العودة لـ«البيت السورى»

أكد رئيس «المبادرة الوطنية للكرد السوريين» عمر أوسى، أن «العملية العسكرية التركية على مدينة جرابلس شمال سوريا (درع الفرات)، بروفة تمهد لاجتياح برى تركى أوسع للكانتونات الكردية فى مدن القامشلى وكوبانى وعفرين».. وإلى نص الحوار:

■ ما قراءتك للعملية العسكرية التركية الأخيرة فى شمال سوريا؟

- أعتقد أن الاجتياح العسكرى التركى الأخير الذى استهدف مدينة «جرابلس» شمال سوريا، انتهاك صارخ للحقوق السيادية السورية، وهى فى رأيى ليست انتهاكاً فقط من قبل الدولة التركية، وإنما هى انتهاك من قبل «حلف شمال الأطلنطى» (ناتو)، لأن تركيا عضو بالحلف وهى تمثل الحدود الجنوبية الشرقية له. كما أن تركيا استعانت فى عمليتها ببعض المنظمات الإرهابية فى سوريا مثل الجيش التركمانى والجبهة الشامية وقوات نور الدين زنكى وغيرها من المنظمات الإرهابية.

{long_qoute_1}

■ بعيداً عن الأهداف التى أعلنتها تركيا لعمليتها العسكرية، فى رأيك ما الأهداف الحقيقية لـ«أنقرة»؟

- الهدف الأساسى من تلك العملية العسكرية، ضرب الكانتونات الكردية الموجودة فى شمال سوريا والموجودة على الحدود التركية، وهى فى ثلاثة مناطق: فى مدن «القامشلى» و«كوبانى» (عين العرب) و«عفرين». وأرى أن تركيا رضخت أخيراً للشروط الأمريكية، بضرورة أن يكون لها دور أكبر فى سوريا، وانخرطت فى العمليات العسكرية هناك.

■ وماذا عن تنظيم «داعش» الإرهابى؟

- الحقيقة أنه لم تكن هناك اشتباكات تذكر فى مدينة «جرابلس» مع تنظيم «داعش» الإرهابى، واقعياً لم تكن هناك اشتباكات، بل إن عدداً كبيراً من مقاتلى التنظيم الإرهابى انسحبوا وانضموا إلى القوات التركية والمقاتلين الذين عبروا الحدود مع الدبابات التركية، وهذه هى الحقيقة. تركيا تدخلت لتثبت أقدام المنظمات الإرهابية التابعة لها فى سوريا، وتجعلها على مناطق حدودها، بدلاً من تقدم الأكراد إليها. ومع القوات التركية دخلت منظمات إرهابية إلى سوريا مثل «جيش الفتح» و«الجيش الحر» و«الجبهة الشامية»، ما يحدث هو إدخال إرهابيين مكان إرهابيين. {left_qoute_1}

■ وما دلالات ما وصفته بأنه «الحقيقة»؟

- ما قلته وهو حقيقة يؤكد أن السياسة التركية لم تتغير تجاه سوريا، وأنها تطلق مجرد تصريحات فقط لا غير، وبالتالى فلا يمكن الثقة فى التصريحات التركية، وتركيا لن تغير مواقفها فعلياً.

■ لماذا؟

- لأن تركيا لا يمكن لها أن تخرج وتفرض رغباتها على السيد الأمريكى، تركيا لا يمكن لها أن تخرج عن الحظيرة الصهيونية الأمريكية. وأنا أعتقد أن العملية العسكرية التركية ستتمدد إلى مناطق أخرى مثل منطقة «منبج» ومنطقة «الباب». وفى رأيى، فإن العملية العسكرية التركية على مدينة «جرابلس» ما هى إلا بروفة لانتشار تركى أوسع للقوات التركية على طول الحدود السورية - الكردية التى تبلغ نحو 910 كيلومترات.

■ البعض يقول إن أمريكا تدعم فصائل كردية لإقامة دولة لهم أو كيان فيدرالى، وفى الوقت نفسه تدعم العملية العسكرية التركية، ما تفسيرك؟

- على الأكراد، وتحديداً حزب «الاتحاد الديمقراطى» الكردى و«وحدات حماية الشعب» الكردية التابعة له، وغيرها من الفصائل الكردية، أن تدرك جميعاً أن الولايات المتحدة الأمريكية و«حلف شمال الأطلنطى» (ناتو) خذلوهم. وعليهم أن يدركوا أن المشروع الأمريكى فى سوريا، لا يريد ولا يهتم بحقوق الأكراد، وإنما هدفه الأساسى تنفيذ مشروع «واشنطن» بكسب مساحات جغرافية على الأرض فى المناطق الشمالية والشمالية الشرقية يكون لها النفوذ فيها، تستخدمها فى المحافل الدولية كورقة لضرب المشروع الوطنى السورى.

{long_qoute_2}

■ وهل طلبت «واشنطن» من الأكراد العودة إلى شرق «الفرات»؟

- نعم، نائب الرئيس الأمريكى جوزيف بايدن، الذى كان فى تركيا، طلب من المقاتلين الأكراد الانسحاب إلى خلف الضفة الشرقية لنهر الفرات، كما أنه حذر من أن «واشنطن» لن تقدم الدعم المطلوب للقوات الكردية فى مواجهة تنظيم «داعش» الإرهابى ما لم تتراجع تلك الوحدات إلى شرق الفرات.

■ برأيك ما أهمية المنطقة العازلة بالنسبة لتركيا؟

- المنطقة العازلة كما قلت ستستخدمها تركيا منصة للفصائل المسلحة الموالية لها فى سوريا كقاعدة انطلاق فى عملياتها، لتكون كذلك لـ«أنقرة» حصة هى الأخرى على الأرض السورية تستغلها فى المحافل الدولية. وعلينا أن نضع فى اعتبارنا أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان صرح فى الفترة الماضية وقال إنه لا حل فى سوريا دون تركيا.

■ لكن اللهجة التركية فى الفترة الأخيرة تغيرت، خاصة مسألة مشاركة الرئيس السورى بشار الأسد فى عملية التفاوض، والبعض يقول إنها مرتبطة بالموقف من المقاتلين الأكراد، فما تعقيبك؟

- هناك تغير بسيط فى اللهجة التركية، لكن تركيا لن تقدم شيكات على بياض للروس والإيرانيين، وكما قلت فإن تصريحات الأتراك لا يمكن الوثوق بها، والأمر مرتبط بتطورات الأوضاع العسكرية فى مدينة «حلب» وفى «جرابلس»، وأنا أقول إن على الدولة السورية ألا تثق بتصريحات المسئولين الأتراك. كما أن الاجتياح التركى لشمال سوريا مؤشر إضافى على أنه لا يمكن الوثوق بتركيا، لأن تحركها عدوان على سيادة الدولة السورية. الحقيقة أن تركيا دولة تغذى وتدعم الإرهاب، فرئيسها «أردوغان» هو الرئيس الفعلى لتنظيم الإخوان فى العالم، وهو المسئول عن سقوط الضحايا فى سوريا. وهى حين تتحرك فى سوريا، هدفها إيجاد حليف لها تمهد له الطريق، تمهيداً لمزيد من الاجتياحات البرية التى ستستهدف الكانتونات الكردية.

■ فى إطار كل هذه الأحداث، والاجتياح التركى الذى كما قلت يستهدف بالأساس الأكراد، هل الموقف الكردى موحد؟

- مع الأسف، هناك خلافات بين الفصائل والجماعات السياسية الكردية، وأنا أدعو الفصيل الكردى الرئيسى «حزب الاتحاد الديمقراطى» وقوات «وحدات حماية الشعب» التابعة له، وأنصح الأكراد وأبناء عمومتى منهم بعدم المراهنة على الأمريكيين، وأن عليهم العودة إلى البيت السورى الداخلى، وأن تتم تسوية قضاياهم فى إطار الداخل السورى، وأنا مستعد للقيام بدور وسيط بين الفصائل الكردية والحكومة السورية لهذا الغرض.


مواضيع متعلقة