8 قرى بالبحيرة "عطشانة".. والأهالي: "إرحمونا.. بنشرب مية مجاري"

05:40 م | الثلاثاء 23 أغسطس 2016

لاتزال أزمة انقطاع مياه الشرب في عدد من قرى محافظة البحيرة، تعصف بالأهالي، الذين يضطرون إلى اللجوء إلى مياه الطلمبات الحبشية، التي تعد أحد المصادر الرئيسية، لنشر الأمراض المزمنة، جراء اختلاط مياهها بمياه المجاري.

ويعانى آلاف المواطنين في 5 قرى تابعة لقرية "الصفاصيف" مركز دمنهور، و3 قرى بمركز أبوالمطامير، من استمرار أزمة مياه الشرب، وانقطاعها عن منازل تلك القرى منذ عدة أيام، دون تدخل جاد وحقيقى من مسؤولى المحليات وشركة مياه الشرب والصرف الصحى بالمحافظة، ما ضاعف من معاناة الأهالى.

وقال محيى الدين توفيق جودة، أحد الأهالى، إن عزب "ميّل والكفراوى وجودة وصيدح والعباسية"، التابعة لقرية "الصفاصيف" بمركز دمنهور، تواجه أزمة في انقطاع مياه الشرب منذ عدة أيام، ما دفع الأهالي إلى الاعتماد على مياه الطلمبات الحبشية، التى عادة ما تختلط مياهها بمياه المجاري في باطن الأرض، ما يساعد على نشر الأمراض المزمنة مثل الفشل الكلوى.

وأشار "جودة"، إلى أن شركة مياه الشرب والصرف الصحى، لم تتعامل مع الأزمة بالشكل الجاد والمطلوب، من خلال توفير مياه الشرب على مدار اليوم والساعة، مضيفا أنه رغم أزمة المياه، فإن الفواتير تأتي مبالغ فيها جدا، بعد زيادة أسعارها خلال الفترة الأخيرة، متابعا: "مش عارفين نلاقيها منين ولا منين، نفسنا حد يحن علينا ويرحمنا، الحياة بقت غالية على البسطاء، والغلابة مش عارفين يعيشوا، ارحمونا يا ناس".

وقال جمعة سعد مبروك، أحد أهالى قرية "الكفراوى"، إن مياه الشرب دائمة الانقطاع ولا تأتى إلا بعد منتصف الليل ولعدة ساعات قليلة، ثم سرعان ما تنقطع مرة أخرى، مشيرا إلى ان وقوع القرى الخمس فى نهاية الخط، يتسبب فى عدم وصول المياه إليها، مضيفا أن مسؤولي المحليات وشركة المياه، أقاموا مبنى به موتور لضخ مياه الشرب عند كوبري "الباشا"، لكنه لم ينه الأزمة لوجود تلك القرى في النهايات، حيث تحصل قرى "المنشية والشراقوة والصفاصيف"، على المياه دون القرى الخمس المحرومة منها.

وفى مركز أبوالمطامير، قال زايد السعيد أحد الأهالي المتضررين، إن قرى "أحمد علوبة والمنشية الصغرى والكبرى وتروجى"، التابعة لمركز أبوالمطامير، تموت عطشا بصفة يومية، جراء استمرار أزمة مياه الشرب، مشيرا إلى أن المسئولين بالوحدة المحلية وشركة المياه، ليس لديهم رؤية لحل مشكلة المياه بتلك القرى، مضيفا أن مسؤولى المحليات والشركة، قاموا بالحفر وتركيب مواسير المياه فى أراض زراعية مملوكة لبعض المواطنين بتلك القرى، لكن سرعان ما رفض الأهالي استكمال أعمال التركيب لحل أزمة المياه، ومرور المواسير من أراضيهم، ليتوقف العمل فى الحفر وتركيب المواسير التي ستقضي على أزمة انقطاع المياه بتلك القرى.

وتابع: "على أي أساس وافقت الوحدة المحلية وشركة مياه الشرب، على التنفيذ العشوائي لتوصيل وربط بعض الخطوط ببعضها دون دراسة وتفاوض مع الأهالي، من المسئول عن إهدار هذه الملايين من الجنيهات، ومن المسئول عن عطش الأهالي في هذه القرى وغيرها".

ومن جانبه، نفى المهندس سعد غراب، رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة دمنهور، لـ"الوطن" وجود أزمة مياه شرب بقرى "ميّل والكفراوى وجودة وصيدح والعباسية"، التابعة لمجلس قرية "الأبعادية" بمركز دمنهور، رغم شكاوى الأهالى وتأكيداتهم باستمرار أزمة مياه الشرب، مكتفيا بالقول إن أزمة المياه انتهت بدمنهور، ولا توجد مشاكل في مياه الشرب بتلك القرى.

وفيما يتعلق بمشكلة قرى مركز أبوالمطامير، قال عبدالخالق شوشة، رئيس قرية "زاوية صقر"، لـ"الوطن"، إنه تم تنفيذ مسافة 800 متر من خط مواسير مياه الشرب الذى يغذي قرى "أحمد علوبة والمنشية الصغرى والكبرى وتروجى"، للقضاء على أزمة انقطاع مياه الشرب بها، لكننا فوجئنا باعتراض الأهالي الذين يمر بأراضيهم الزراعية خط المياه، ويرفضون استكمال العمل بالخط، ما أدى إلى توقف العمل بالمشروع، مشيرا إلى أنه تم تحرير محضر بالنيابة العامة، وفى انتظار قرار النيابة إما باستمرار العمل بالخط، أو بتغيير مكان مرور المواسير.

أما الدكتور محمد سلطان، محافظ الإقليم، فقال إن الجهود متواصلة للقضاء نهائيا على أزمة انقطاع مياه الشرب بشكل جذرى عن بعض قرى المحافظة، التى تقع فى نهايات الخطوط، مشيرا إلى اعتماد 419 مليون جنيه لإنجاز مشروعات مياه الشرب والصرف الصحى بالمحافظة.

وأعلن المحافظ، "ماضون فى تنفيذ مشروعات المياه للقضاء بشكل نهائى على المشاكل والأزمات الخاصة بها، موضحا أن إحلال وتجديد مواسير شبكات المياه، ورفع كفاءة المحطات لتعمل بكامل طاقتها، بالإضافة إلى تشغيل محطة العباسى بمركز الدلنجات بطاقة 60 ألف متر مكعب، ومحطتين أخريين بمركز أبوحمص بطاقة 4 آلاف متر مكعب لكل منهما، ساهم كثيرا فى الحد من مشاكل المياه.

ولفت إلى أن تشغيل محطات التنقية الجديدة، مثل محطة المحمودية بطاقة 300 ألف متر مكعب، ومحطة بدر بتكلفة 130 مليون جنيه، وتوسعات محطة أبو حمص بتكلفة 130 مليونا، سوف يحسن كثيرا من وضع مياه الشرب على مستوى المحافظة.