عاهل المغرب: قتل "راهب" حماقة لا تغتفر.. والإرهاب يستهدف الجميع

10:42 ص | الاثنين 22 أغسطس 2016

تحدث العاهل المغربي عن وضع المغاربة والمسلمين في بلاد المهجر، مؤكدا أنه يتفهم الوضع الصعب الذي يعيشونه، من تشويه لصورة الإسلام، ومن عمليات إرهابية حصدت أرواح العديد منهم، إضافة إلى ردود الفعل، والاتهامات الموجهة لهم من قبل البعض بحكم عقيدتهم.

وأدان الملك المغربي محمد السادس، في خطاب ألقاه مساء أمس الأول، بمناسبة الذكرى الـ63 لثورة الملك والشعب، قتل الأبرياء، معتبرا أن قتل راهب حرام شرعا، وقتله داخل كنيسة حماقة لا تغتفر، لأنه إنسان، ولأنه رجل دين، وإن لم يكن مسلما، مذكّرا بأنن الإسلام أوصانا خيرا بأهل الكتاب.

واعتبر ملك المغرب، أن الإرهابيين باسم الإسلام ليسوا مسلمين، ولا يربطهم بالإسلام إلا الدوافع التي يركبون عليها لتبرير جرائمهم وحماقاتهم، فهم قوم ضالون، مصيرهم جهنم خالدين فيها أبدا.

وأضاف محمد السادس: "يظنون عن جهل، أن ما يفعلونه جهادا"، متسائلا: "متى كان الجهاد هو قتل الأبرياء؟، وهل من المعقول أن يأمر الله الغفور الرحيم، شخصا بتفجير نفسه، أو بقتل الأبرياء؟، علما بأن الإسلام لا يجيز أي نوع من الانتحار مهما كانت أسبابه".

وعن الجهاد في الإسلام، قال العاهل المغربي إنه يخضع لشروط دقيقة، بينها أنه لا يكون إلا لضرورة دفاعية، ولا يمكن أن يكون من أجل القتل والعدوان، مذكّرا بأنَّ قتل النفوس بدعوى الجهاد من المحرمات، ومن شروط صحة الجهاد أن الدعوة إليه من اختصاص إمارة المؤمنين، ولا يمكن أن تصدر عن أي فرد أو جماعة.

واعتبر العاهل المغربي، أنًّ الذين يدعون للقتل والعدوان ويكفرون الناس بغير حق، ويفسرون القرآن والسنة بطريقة تحقق أغراضهم، إنما يكذبون على الله ورسوله، ويستغلون بعض الشباب المسلم وبخاصة في أوروبا، وجهلهم باللغة العربية وبالإسلام الصحيح لتمرير رسائلهم الخاطئة ووعودهم الضالة.

وتساءل محمد السادس: "هل يقبل العقل السليم أن يكون جزاء الجهاد هو الحصول على عدد من الحور العين؟، وهل يقبل المنطق بأن من يستمع إلى الموسيقى ستبلعه الأرض، وغيرها من الأكاذيب؟"، مجيبا بأن الإرهابيين والمتشددين يستخدمون كل الوسائل لإقناع الشباب بالانضمام إليهم، ولضرب المجتمعات المتشبعة بقيم الحرية والانفتاح والتسامح.

وعن الجماعات والهيئات الإسلامية التي تعتبر أن لها مرجعية في الدين، وأنها تمثل الإسلام الصحيح، ما يعني أن الآخرين ليسوا كذلك، قال العاهل المغربي إن الواقع يقول إنها بعيدة عنه وعن قيمه السمحة، معتبرا أن ذلك يشجع على انتشار فكر التطرف والتكفير والإرهاب، لأن دعاة الإرهاب يعتقدون بأنه السبيل للإسلام الصحيح، مطالبا هؤلاء بالنظر إلى أي حد يتحملون المسؤولية في الجرائم والمآسي الإنسانية التي تقع باسم الإسلام.

واعتبر العاهل المغربي، أن الجميع مستهدف من الإرهاب، وأمام انتشار الجهالات باسم الدين فإن على الجميع مسلمين ومسيحيين ويهودا، الوقوف في صف واحد من أجل مواجهة كل أشكال التطرف والكراهية والانغلاق.

وذكّر ملك المغرب بأن تاريخ البشرية، خير شاهد على أنه من المستحيل تحقيق التقدم في أي مجتمع يعاني من التطرف والكراهية، لأنهما السبب الرئيسي في انعدام الأمن والاستقرار، مضيفا: "الحضارة الإنسانية حافلة بالنماذج الناجحة، التي تؤكد أن التفاعل والتعايش بين الديانات يعطي مجتمعات حضارية منفتحة تسودها المحبة والوئام والرخاء والازدهار، وهو ما جسدته الحضارات الإسلامية، وبخاصة في بغداد والأندلس، التي كانت من أكبر الحضارات الإنسانية تقدما وانفتاحا".