"أم علي" لا تعرف عن الدنيا إلا أنها "شوال بصل كبير"
![](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/8482_660_190211.jpg)
على بعد كيلو ونصف من شارع العشرين بفيصل ـ الجيزة، وداخل حارة ضيقة بمنطقة الملكة، تجلس "أم علي"، سيدة في الخمسين من عمرها، تقوم بتقشير 30 شوالا ضخما من البصل بمفردها، يومي الجمعة والأحد من كل أسبوع، تبدأ يومها في السابعة صباحا، وتلال البصل من حولها، لابد وأن يتم تقشيرها قبل نهاية اليوم، لأن محل الكشري، الكائن في المنطقة نفسها، يستخدمها على مدار الأسبوع.
أم علي تحب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وترى أن الرئيس المخلوع حسني مبارك ليس هو "اللي في القفص لأن الحكومة لسه بتاعته".
تبدو عليها آثار الشقاء والتعب، تقول في نبرة مليئة بالحزن "أنا هعمل إيه، لا جوز دخلو بيكفي ولا ابن بيبص لينا، وعندما سألتها عما تريده من الرئيس الجديد وهل ستختار مرسي أم شفيق، أجابت "أي حد، المهم يراعي ربنا فينا وفي قوت الناس الغلابة، ويعدل حال البلد اللي مايل". وأضافت في أسى "يا بني أنا بشتغل من 7 الصبح لغاية 5 بـ50 جنيها، بركب توك توك بعشرين جنيه، لأني من بولاق ورجلي تعباني جدا".
تتابع، وهي تقشر بصلة وراء أخرى، وتلقي بها في قفص من زعف النخل، "بحاول أعيش مع الأسعار النار، وربنا بيحلي قوت الغلابة، بطبخ عدس أو مكرونة، وأهي بتعدي يا بني".
أم علي تعتقد أن "الكبار اللي دخلوا السجن عايشين مية مية، بياكلوا وبيشربوا وأحسن من ألف زيَ حالاتي"، وحكمتها "اللي معاه قرش قوي ولو كان محبوس".
وعن رأيها في براءة من قتل المتظاهرين، تقول "طب أهل الناس اللي ماتوا هيعملوا إيه؟ مافيش قدامهم غير كلمة حسبي والله ونعم والوكيل، واللي هيهرب في الدنيا ربنا مستنيه هناك، في الآخرة"، وتؤكد أم علي "كفاية دعوة أم محروق قلبها على ابنها، دي لوحدها تقسم ضهر أي مفتري".